أخطر مجرمي العالم!!

علي عبود

كان لافتا جدا وصف مقدمة برنامج (ذا شو تو داي) الأمريكي لوزير خارجية أمريكا السابق هنري كيسنجر بـ “أعظم مجرمي الحرب في أمريكا”!
نعم، كان هذا الوصف لافتا جدا، ليس لأنه ينطبق على أخطر وزير خارجية لأمريكا منذ تأسيسها، وإنما لأنه أتى بعد أيام قليلة على وفاة الرجل الذي لم يتوقف تأثيره في سياسات أمريكا الخارجية حتى لفظ أنفاسه الأخيرة.
وكما نعرف، تنشر بعض الصحف ووكالات الأنباء الغربية بين عام وآخر قائمة بأخطرالمجرمين والإرهابيين في العالم الذين يمارسون فظائع لايغفرها بشر، مثل القتل وتجارة المخدرات والإرهاب، لكنها ولا مرة نشرت أسماء المجرمين الذين يشكلون تهديدا يوميا للعالم، ولا يتوقفون عن القتل والتدمير وإبادة البشر، ومع ذلك يفلتون دائما من العقاب، كرؤساء حكومات العدو الصهيوني، وجميع الرؤساء الأمريكيين بلا أيّ استثناء بمن فيهم الرئيس كنيدي الذي لايزال الكثيرون يكيلون له المديح والإطناب.
ويبدو أن برنامج (ذا شو تو داي) خرج عن مألوف الإعلام الغربي عند تسليط الأضواء على الجرائم التي ارتكبها كيسنجر في مختلف مناطق العالم التي استهدفتها أمريكا خلال العقود الماضية من هيروشيما إلى فييتنام فأفعانستان والعراق وسورية..الخ!
وحسب المعلومات التي تدفقت سريعا من مقدمة البرنامج فإن كيسنجر تسبّب بوفاة عشرات الآلاف من الناس بفعل تأثيره الكبير بمجريات الحرب في فييتنام، والحرب الباردة، و11 أيلول..الخ، وأشارت إلى أن البعض وصفه بأنه مجرم حرب لدوره في قصف كمبوديا وتوسيع رقعة الحرب في فييتنام، والتي أدى القصف الجوي الأمريكي فيها إلى مقتل 40 ألف جلّهم من النساء والأطفال وكبار السن، أليس هذا ماتفعله حكومة العدو الصهيوني منذ أكثر من شهرين في غزة والضفة الغربية؟!
وحسب مراسل البرنامج فإن كيسنجر قاد الحرب القذرة في الإرجنتين عام 1976 (بالتزامن مع تفجيره للحرب الأهلية في لبنان لتمرير اتفاقيات كامب ديفيد) ، ودعم التفجيرات الإرهابية في كمبوديا ولاوس، وكان وراء الانقلاب العسكري الوحشي الذي قام به أوغستو بينت في تشيلي، وغضّ النظر عن الإبادة الجماعية في بنغلادش..الخ.
وتعليقا على هذه المعلومات الموثقة عقّبت مقدمة البرنامج بسخرية: نعم، هنري كيسنجر مات، وهي مناسبة لأوضح انه اذا لم تكن لديك أي أخلاق، فستعيش حياة طويلة خالية من التوتر، لقد ارتكب كيسنجر المذابح ومع ذلك عاش لمدة 100 عام، بينما يموت الآخرون بعد 47 عاما لأننا لانستطيع التوقف عن التوترطوال الوقت الذي نُلوّح فيه لشخص، كان في الواقع يُلوّح لشخص آخر خلفنا!!
وقد اختصرت مقدمة البرنامج المشهد السريالي متوجهة بالقول للمشاهدين: بغض النظر عن شعورك تجاه هنري كيسنجر عليك أن توافق على أنه أحد أعظم مجرمي الحرب في أمريكا!
حسناً، السؤال الآن: هل كيسنجر هو فعلا أعظم مجرم حرب في أمريكا!؟
حسب رأي الناشط السياسي والإعلامي المخضرم البريطاني جورج غالوي المناصر للقضايا الإنسانية وخاصة القضية الفلسطينية، فإننا يمكن وضع جميع الرؤساء الأمريكيين في قائمة خاصة بأخطر المجرمين في العالم، والفارق مثلا بين الرئيسين السابقين باراك أوباما ودونالد ترامب أن الأول كان يتسبّب بمقتل 32 شخصا يوميا في العالم ، بينما الثاني كان يقتل 27 شخصا فقط!!
وما يحدث الأن في فلسطين سيتيح للرئيس جو بايدن الذي منح، أو أمر، حكومة العدو بإبادة الفلسطينيين في غزة انتزاع لقب “أعظم مجرمي الحرب في أمريكا” من كيسنجر.
وإذا أردنا استعراض تاريخ الإدارات الأمريكية في القتل والتدمير والإبادة فسنكتشف إن مامن منطقة في العالم نجت من أعمالهم الإجرامية، وخاصة منطقة الشرق الأوسط (فلسطين، العراق، ليبيا، السودان، لبنان، سورية..الخ).
الخلاصة: لقد نشرت وكالة ديلي ستار البريطانية في آب الماضي قائمة طويلة من الأشخاص المطلوبين والأكثر إجراما في العالم من رجال عصابات وتجار للعملات المشفرة والإتجار بالمخدرات والأطفال، والملفت أن أغلب هؤلاء المجرمين ملاحقين من مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي ووكالة السي أي أي ، علما ان كل المؤسسات السياسية والأمنية الأمريكية لها تاريخ أسود بالتعامل مع رجال العصابات والمخدرات في كل دول العالم، وتتخلّص منهم بعض تحقيق أهدافها كي لايكونوا مستقبلا شهودا على جرائمها ضد الإنسانية.
(خاص لموقع سيرياهوم نيوز ٣)