تصدرت الخطة الوطنية للتصدي لفيروس كورونا وتطبيق الإجراءات الاحترازية لمنع انتشاره قائمة برامج عمل وزارة الصحة خلال عام 2020 حيث سبق تسجيل أول إصابة محلية بالفيروس في الـ 22 من آذار الماضي ووفاة أول حالة في الـ 29 منه وأعلنت الوزارة في الـ 6 من شباط الماضي عن خطة وطنية تتضمن مجموعة من الإجراءات الاستقصائية والتدابير العلاجية الوقائية للتصدي للفيروس ومنع انتشاره.
الخطة الوطنية للوزارة شملت تطبيق إجراءات صحية مشددة على المعابر الحدودية لمراقبة الوضع الصحي للمسافرين الوافدين إلى سورية ورصد أي حالة مشتبه إصابتها ولا سيما في ظل تسارع انتشار كورونا عالمياً.
وفي النصف الثاني من شباط الماضي بدأت الوزارة بتطبيق الحجر الصحي لمدة 14 يوماً لكل المسافرين القادمين من خارج البلاد حيث جهزت عدداً من الفنادق والمباني بمختلف المحافظات لاستضافة القادمين مع توفير الرعاية الصحية والإقامة المناسبة وكانت أول مجموعة تمت استضافتها في مركز الإقامة المؤقتة بمنطقة الدوير بريف دمشق لـ 27 طالباً سوريا كانوا مقيمين في مقاطعة ووهان في الصين مع أسرهم حيث لم تسجل أي إصابة بينهم.
كما جهزت الوزارة المخبر المركزي لإجراء اختبار الـ pcrالخاص بالكشف عن كورونا والذي عمل بكل طاقته الاستيعابية ليصار بعدها إلى وضع مخابر حكومية وخاصة بالخدمة لإجراء مثل هذه التحاليل سواء للحالات المشتبه إصابتها بالفيروس أو بداعي السفر خارج البلاد كما خصصت الوزارة في الـ 21 من آذار الماضي مشفى الزبداني الوطني ليكون أول مشفى مختص بعلاج مرضى كورونا تلاه تخصيص مشاف أخرى بمختلف المحافظات.
ومع ارتفاع عدد الحالات المصابة بالفيروس شددت الوزارة على تطبيق الإجراءات الوقائية ولا سيما ارتداء الكمامة والتباعد المكاني والتعقيم وتطبيق الطرق الصحية عند العطاس والسعال والتي جاءت بالتزامن مع اتخاذ الفريق الحكومي المعني باستراتيجية التصدي لفيروس كورونا خلال شهر نيسان الماضي مجموعة من القرارات منها فرض حظر التجوال من الـ 6 مساء حتى الـ 6 صباحاً بمختلف المحافظات إضافة إلى فرض عزل لبعض المناطق التي سجلت حالات إصابة أكثر من غيرها وهي رأس المعرة في يبرود ومناطق السيدة زينب وجديدة الفضل وبلدة منين بريف دمشق مع مواصلة فرق التقصي بمختلف المحافظات العمل على الاستقصاء عن انتشار الفيروس ليصار بعدها إلى تخفيف هذه الإجراءات بشكل تدريجي.
وازدادت أعداد المصابين بفيروس كورونا خلال شهري تموز وآب لتكون الذروة الأولى للانتشار ولا سيما في دمشق وريفها ما زاد الضغط على المشافي لمعالجة الحالات ليعود منحى الإصابات للتراجع ويصبح الوضع الوبائي مقبولاً.
وفي منتصف تشرين الأول الماضي عاد عدد الاصابات المسجلة بكورونا للارتفاع لتشهد عدة محافظات حدوث ذروة جديدة لانتشار الفيروس وليرتفع عدد الإصابات المسجلة يومياً بشكل تدريجي ليصل إلى أكثر من 150 حالة سبقها إعلان وزارة الصحة حالة الاستعداد الكامل بمختلف مشافيها في المحافظات إضافة إلى وضعها مشفى طوارئ بصالة الفيحاء الرياضية بدمشق وإطلاقها حملة تعزيز حماية الكوادر الصحية من الإصابة بالفيروس والتشدد بارتداء وسائل الحماية للعاملين الصحيين الذين يكونون بتماس مباشر مع المرضى بأقسام العزل.
وفي الـ 30 من تشرين الثاني الماضي طلبت الوزارة من مديري الصحة والهيئات العامة في المشافي إيقاف العمليات الباردة اعتباراً من الثاني من كانون الأول الجاري مع استمرار العمل بالنسبة للحالات الإسعافية والجراحية الخاصة بالأورام وانتقال كل المشافي للعمل ضمن خطة الطوارئ B بحيث يتم التوسع ضمن أقسام المشفى لمصلحة مرضى كورونا ورفد هذه الأقسام بالكوادر اللازمة المدربة ما ينعكس إيجاباً على قبول كل الحالات المشتبهة وعدم إحالتها لمشاف أخرى إلا بعد التنسيق مع غرفة الطوارئ بالإدارة المركزية.
ووصل عدد الأطباء الذين توفوا خلال العام الحالي نتيجة الإصابة بكورونا حتى العاشر من الشهر الجاري وفق تصريح سابق لنقيب الأطباء الدكتور كمال عامر لـ سانا إلى 48 طبيباً من مختلف المحافظات الذين ثبتت إصابتهم مخبرياً مشيراً إلى وجود عدد آخر توفوا بأعراض كورونا سواء في سورية أو خارجها.
وفي الـ 18 من تشرين الثاني الماضي تم افتتاح مشفى التل الوطني بتكلفة إجمالية تقدر بمليار و450 مليون ليرة سورية كما تابعت الكوادر الصحية في سورية إلى جانب أداء واجبها المهني والإنساني بعلاج مرضى كورونا إجراء الأبحاث والدراسات المحلية للتقصي عن الوباء حيث أعلن في الـ 17 من آب الماضي عن نتائج أول دراسة سورية محكمة دولياً حول كوفيد19 والتي أثبتت أن فيروس كورونا لم يمر بالمجتمع السوري سابقاً.
ورغم الصعوبات التي يعيشها القطاع الصحي بسبب ظروف الحرب الإرهابية على سورية منذ 10 سنوات والإجراءات الاقتصادية القسرية أحادية الجانب وانتشار جائحة كورونا إلا أن ذلك لم يمنع الكوادر الوطنية من تحقيق الإنجازات والنجاحات حيث منحت مديرية حماية الملكية التجارية والصناعية في وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك في أيلول الماضي كلاً من عميدة كلية الصيدلة بجامعة دمشق الدكتورة جميلة حسيان وطالبة الدكتواره خلود نشار براءة اختراع في تحضير خلاصة نباتية من أقماع الباذنجان ذات أثر قاتل لطفيليات اللاشمانيا.
ونجحت عدة فرق طبية في مشفى دمشق “المجتهد” بإجراء أعمال جراحية نوعية خلال العام الحالي كان آخرها خلال الشهر الجاري وهي إجراء عمل جراحي لشاب “ترميم نصف فك سفلي” نتيجة أذية حربية قديمة تعرض لها وذلك باستخدام تقنيات الطباعة الليزرية ثلاثية الأبعاد الحديثة سبقه في تشرين الثاني الماضي إجراء عمل جراحي نوعي يتم لأول مرة في سورية أيضاً وهو استئصال نصف كرة مخية لدى مريض يعاني صرعاً معنداً على العلاج الدوائي إضافة إلى نجاح جديد سجله المشفى في آذار الماضي في مجال الجراحة المجهرية من خلال زراعة عظم مع شرايين وأوعية دموية لطفلة في السادسة من العمر تعاني من تشوه ولادي تسبب لها بعجز حركي في إحدى قدميها.
كما نجح في تشرين الأول الماضي فريق طبي في الهيئة العامة لمشفى الباسل بمحافظة طرطوس في إجراء عمل جراحي نوعي تمكن خلاله من إعادة النظر لعين مريض دخل فيها غصن زيتون.
سيرياهوم نيوز 5 – سانا