سعاد سليمان
اللغة العربية ومكانتها ، وأهمية الحفاظ عليها عنوان المحاضرة التي ألقتها الدكتورة فاديا سليمان ظهر اليوم ضمن فعاليات اليوم العالمي للغة العربية الذي تقيمه مديرية ثقافة طرطوس في المركز الثقافي ، وبحضور المهتمين بالشأن الثقافي .
المحاضرة الدكتورة هي عضو الهيئة التدريسية في كلية الآداب- قسم اللغة العربية ، والمدرسة في كلية التربية ، والاديبة ، والشاعرة ، وفي رصيدها عدة روايات ، ودواوين شعرية ومنها : ربة العشق المحرم ، وحين ينضج التمر ، وبوح الوفاء ، وقلبي رغيف البائسين .
في المحاضرة تحدثت عن نشأة اللغة ، وقالت : اللغة نظام اجتماعي حي ، ومتكامل يستخلص من أفواه الناس لا من الكتب فحسب ، ويتطور مع الاستخدام البشري له .
وقالت : تعد اللغة في مبتدئها محاكاة لأصوات الطبيعة ، تحكي صدى المسموعات من عوارض الطبيعة كالريح ، والرعد ، والماء ..
وتطرح اقوال علماء عبر التاريخ ومنهم قول لسوسير في أن اللغة اجتماعية ، فالكلام لغة يستعملها الناس في المجتمع الواحد ، وظاهرة اجتماعية موحدة للمجتمع .
أما تشوفسكي فأكدأن الفرق بين اللغة ، والكلام : الكلام عمل ، واللغة حدود هذا العمل .. الكلام سلوك واللغة معايير هذا السلوك .. الكلام نشاط ، واللغة قواعد هذا النشاط .. الكلام عمل فردي ، واللغة لا تكون الا اجتماعية .
وعن الانباري قوله : الا ترى أن اللغة وضعت وضعا نقليا لم يجر إجراء القياس فيها ، واقتصر فيها على ما ورد به النقل ، فالقارورة سميت بهذا الاسم لاستقرار الماء فيها ، والدار سميت دارا لاستدارتها لكن لا يسمى كل شيء مستدير دارا .
وأكد الجرجاني أن اللغة تساوي الابلاغ ، والابلاغ قائم على الدلالة ، والدلالة تقتضي المواضعة ، والمواضعة تقوم مع الوضاع مصدرا لصيغة المشاركة في الوضع .
عن نشأة اللغة قالت:
اللغة نظام اجتماعي حي ، متكامل ، يستخلص من أفواه الناس ، لا من الكتب فحسب ، وهي نظام يتطور مع الاستخدام البشري له ، لأن اللغة بنت المجتمع ، وهي معطى حضوري أمام متلقيها ، وشاهد عن نفسها .
عن اهمية اللغة العربية قالت :
أنها تنبع من ارتباطها الوثيق بالدين الاسلامي ، والقرآن الكريم.. فقد اصطفى الله هذه اللغة من بين لغات العالم لتكون لغة كتابه العظيم ” انا انزلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون ”
هي هوية ، وتاريخ ، بها فتحت القلوب ، فتعلمها الغرباء ، وصاروا شعراء ، وأدباء .
لغة حملت رسالة الاسلام على أكتافها فانتشرت في أصقاع الارض ، وبين الشعوب المختلفة ، لغة أصيلة عنها قال الامام الشافعي : ما جهل الناس ولا اختلفوا الا لتركهم لسان العرب .
وأكدت المحاضرة ضرورة الحرص على مسيرة اللغة العربية التي تحتفظ بالهوية القومية ، عبر اصطفاء مدرسي اللغة العربية ، واعتمادها في مراحل التعليم كافة ، وتختم بقول لأبي المنصور الثعالبي الذي قال :
إن من أحب الله أحب رسوله المصطفى ، ومن أحب النبي العربي أحب العرب ، ومن أحب العرب أحب اللغة العربية ، التي نزل بها أفضل الكتب ، ومن أحب العربية عني بها ، وثابر عليها ، وصرف همته اليها .
مؤكدة ان اللغة مرآة حياة الأمة ، ووعاء فكرها ، والسجل المعبر عن خصائصها ، وأساس التواصل الاجتماعي ، وأداة التعبير الحي ، عن احوال الأمة ، فقد شرفت العربية بنزول القرآن الكريم، وقد ذكرت المحاضرة عدة آيات:
إنه قرآن عربي ..
إنا أنزلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون ..
وإنه تنزيل رب العالمين ، نزل به الروح الأمين على قلبك لتكون من المنذرين بلسان عربي مبين .
(خاص لموقع سيرياهوم نيوز ٢)