ديرة الشمبل أو الجفتلك، فإذا ذهبنا إلى الإسم الأول فمعناه وحدة قياس وزن لمنتجات أراضٍ زراعية شاسعة كانت في زمن ما خزان المنطقة، وإذا ذهبنا إلى الإسم الثاني فهو تسمية تركية.
ديرة الشمبل تمتد من حمص إلى حماه وحلب وتجاور سلمية حتى أنها تتجاوز حدود سلمية إلى داخلها وما سلمية إلا جزء من ديرة الشمبل.
لا شيء كان يميز ليالي الديرة إلا عواء الذئاب، خصوبة الأراضي جذبت الرعاة مع قطعانهم والقطعان جذبت الذئاب، يقولون أن عواء الذئاب يختلف حسب الحالة فالعواءات الجماعية المتقطعة تعني أن جماعة من الذئاب تريد أن ترهب مخلوقات أخرى أو تنصب كمين.
والعواء القصير عواء ذئب يغازل ذئبة.
أما العواء الطويل فهو لذئب فقد انثاه.
أما العواء الطويل حتى ساعات الصباح فهو لذئبة فقدت وليدها بعد أن اصطاده أحد الصيادين.
ديرة الشمبل جذبت قبائل وشعوب مختلفة وأقاموا فيها حضارات.
يقول الشاعر عمرو بن كلثوم:
ألا هبي بصحنك فصبحينا
ولا تبقي خمر الاندرينا
والاندرينا ما هي إلا مدينة الاندرين المجاورة لسلمية والتي خربت نتيجة زلازل مدمرة أصابتها وكانت مضرب مثل أهل المنطقة (خراب كخراب الاندرين) وما عمرو بن كلثوم إلا صهر الزير سالم أي أن ديرة الشمبل عرفت الزير سالم وقصته التي تداولتها الأجيال وما الاندرين إلا مدينة ازدهرت في القرنين الخامس والسادس الميلاديين وكانت محطة للقوافل واشتهرت بمعاصر الخمور وأبنيتها وكنائسها الفخمة.
وغير بعيد عن الاندرين يتربع قصر ابن وردان الذي يعود لنفس فترة الاندرين تقريبا وكان قصرا وحامية عسكرية بناه الامبراطور البيزنطي جوستنيان لحماية حدود الدولة البيزنطية ضد هجمات الدولة الفارسية.
في ديرة الشمبل قبور رومانية وبيزنطية وآثارات لنفس الفترات دليل أنها كانت موطنا لكل من مر في سوريا.
رسمت حوافر الخيل وخف الجمال معالم طرق ديرة الشمبل، فكانت الحيوانات هي من تشق الطرق في الماضي وتختار الأسهل والايسر وبعد وصول السيارات إلى سوريا اعتمد البدو على سيارات الشفروليه(بيك آب) الحمراء في تنقلاتهم وتغيرت خريطة الطرق في ديرة الشمبل حتى تم تعبيدها بطرق بدائية بعد أن ضاعت آثار حوافر خيول من صالوا وجالوا في هذه البرية.
الصورة من مدينة الاندرين في ديرة الشمبل. او (هدام الاندرين )على قولة العجايز
(سيرياهوم نيوز ٢-اختيار الصديق محمود سليمان)