بقلم:مالك صقور
قتلتنا الردة ،قتلتنا أن الواحد منا يحمل في الداخل ضده…
رحم الله مظفر النواب. لقد استحقت روحه الرحمة الآن وفيما بعد وحتى يوم القيامة.
مظفر النواب هجا الحكام العرب منذ أكثر من خمسين عاما.. ومنذ خمسين عاما والناس تردد أشعاره، ولعل أشهر قصائده التي هجا و فضح وعرى فيها الحكام العرب، هي قصيدة( وتريات ليلية)..
في هذه الأيام التي يسطر فدائيو فلسطين الابطال الميامين أبناء غزة الأشاوس انصع صفحات التاريخ ويكتبون تاريخا جديدا يمحو عار العرب الماضي ، ويستر دون الكرامة الوطنية المهدورة منذ خمس وسبعين سنة من الاحتلال والذل والمهانة و التشرد. تتجلى كلمات مظفر النواب النارية التي هي ملئ السمع والبصر والوجدان :
” من باع فلسطين و أسرى بالله سوى قائمة الشحادين على عتبات الحكام ومائدة الدول الكبرى؟!”
يعلم الجميع من باع فلسطين، وتاجر بالدم الفلسطيني سواء كانوا من الفلسطينيين أنفسهم أو من العرب…. يتابع مظفر النواب :
” فإذا أذن الليل….
تطق الاكواب بأن القدس عروس عروبتنا
من باع فلسطين سوى الثوار الكسبة”….. هكذا، إذن، يقرعون الكؤوس مترعة،. يرفعون فيها نخب فلسطين معتبرين أن القدس هي عروس “عروبتنا”… ولا يفعلون شيئا سوى التخاذل والتآمر والخيانة.. فيخاطبهم قائلا:
” القدس عروس عروبتكم
فلماذا ادخلتم كل زنا الليل إلى حجرتها
ووقفتم تسترقون السمع وراء الأبواب لصرخات بكارتها
وسللتم كل خناجركم. وتنافستم شرفا. وصرختم فيها أن تصمت صونا للعرض. فما أشرفكم
أولاد القحبة.. هل تسكت مغتصبة
أولاد القحبة لست خجولا حين اصارحكم بحقيقتكم. ان حظيرة خنزير أطهر من اطهركم “.
وإذا كان هذا الكلام قبل خمسين سنة، فماذا يمكن لمظفر لو كان يرى ويسمع ما يجري في غزة.في هذه الأيام من حرب إبادة الشيوخ والنساء والأطفال جرائم لا يمكن وصفها أمام الكاميرات أمام العالم كله، أمام العالم. ” الحر” و المتمدن”. أمام مايسمى حقوق الإنسان.. وإمام الرأي العالمي والضمير العالمي.. اهتز الضمير العالمي. والمظاهرات عمت مدن العالم ووقع العرب في سبات..
لا يهمهم ماذا سيكتب التاريخ!!!! لكن مايقوم به فدائيو غزة هو الفخر والعزة والمجد… فلهم المجد والخزي والعار للمتخاذلين الصامتين الخونة
يا مظفر النواب… إنها أكبر من ردة لكن النصر قريب
(خاص لموقع سيرياهوم نيوز)