أكدت موسكو أن الغرب حاول جرّ الصرب إلى مسار غير دستوري، واعتبرت من جهة ثانية أن السلطات الحالية في صربيا ملزمة بحماية إرادة الشعب وخيار الأغلبية، على حين أعلنت أذربيجان أمس طرد دبلوماسيين فرنسيين بسبب أنشطة «تتعارض مع وضعهما».
وحسب موقع «روسيا اليوم» قالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا: «الدول الغربية استفزت الشعب الصربي لدفعه إلى الفضاء غير الدستوري»، وأشارت إلى أنه «عندما يكون الشخص خارج إطار القانون، فهو عرضة للخطر»، وأن المسيرات في صربيا تحولت إلى شغب وتهديد حقيقي «ليس فقط للسلطات، ولكن للسكان».
ولفتت زاخاروفا إلى أن جوهر ما يحدث في صربيا يشبه ما حدث في أوكرانيا، وبالآلية نفسها حيث وضع الغرب خياراً وشروطاً أمام صربيا، لا تتعلق بسبل التنمية المتاحة استناداً لمصالح ورغبات الشعب الصربي، وإنما خيار واضح وحاسم «إما مع الغرب وإما مع روسيا»، الآن، وفقاً لزاخاروفا، تبقّى خيار الغرب وحده، ولم يعد خيار روسيا متاحاً بالأساس، والتعديل الأخير أصبح في صيغة إنذار وهو «أي شيء بخلاف روسيا».
وقالت متحدثة الخارجية الروسية إن السلطات الصربية لم تسمح بالسيناريو الأوكراني لتطور الأحداث وأعلت المصالح الوطنية قبل كل شيء عندما اختارت طريقها، وأكدت وقوف روسيا إلى جانب صربيا، ولاسيما في مجال الطاقة، وشددت على أن روسيا لم تتخل عن صربيا.
وأثار أنصار كتلة «صربيا ضد العنف» المعارضة الذين طعنوا بنتائج انتخابات 17 كانون الأول البرلمانية أعمال شغب أمام مبنى البرلمان في بلغراد، وأغلقوا الطريق المجاور وحطموا زجاج المباني الحكومية وألقوا حجارة الأرصفة على أبواب ونوافذ البرلمان وحاولوا اقتحامه، وردت الشرطة بإطلاق الغاز المسيل للدموع لتفريقهم.
بدوره، اعتبر رئيس مجلس الدوما الروسي فياتشيسلاف فولودين، أمس، أن السلطات الحالية في صربيا ملزمة بحماية إرادة الشعب وخيار الأغلبية، «وإلا فقد لا يكون للبلاد وجود»، وأشار في منشور على حسابه في تطبيق «تليغرام»، إلى أن ائتلاف الرئيس الصربي ألكسندر فوسيتش، فاز في الانتخابات البرلمانية المبكرة؛ أمّا أولئك، الذين راهنوا على دعم من الغرب، فلم يتلقوا الدعم المرجو.
وقال فولودين: «وفي هذا الصدد، فإن السلطات الصربية الحالية ملزمة بحماية إرادة الشعب الصربي وخيار الأغلبية، ما يحدث بخلاف ذلك معروف جيداً، فقد لا يكون للبلاد وجود»، ولفت إلى أنّه، بمجرد إخفاق واشنطن وبروكسل في فرض عملائهما في السلطة في دول أخرى، تدلي الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بتصريحات بشأن انتهاكات الانتخابات وعدم الاعتراف بنتائجها.
وأضاف البرلماني الروسي: «تأجيج الوضع يأتي من الخارج، ويتم حشد الناس في الشارع، وتنظيم محاولات الانقلاب، اليوم يحدث ذلك في صربيا»، كذلك، أشار فولودين إلى أن ممثلي الجمعية البرلمانية لمنظمة معاهدة الأمن الجماعي شاركوا بصفة مراقبين في الانتخابات الصربية، ولم يسجلوا أي انتهاكات.
من جهة ثانية، أعلنت أذربيجان أمس الثلاثاء طرد دبلوماسيين فرنسيين بسبب أنشطة «تتعارض مع وضعهما»، في سياق التوتر بين البلدين حول دعم باريس لأرمينيا.
وحسب بيان لوزارة الخارجية الأذربيجانية أورده موقع «روسيا اليوم»، تم استدعاء السفيرة الفرنسية آن بويون لإبلاغها «باحتجاج شديد على تصرفات اثنين من موظفي السفارة الفرنسية بما يتعارض مع وضعهما الدبلوماسي»، وأضاف البيان إنه يجب على هذين الدبلوماسيين مغادرة أذربيجان خلال 48 ساعة.
وفي تشرين الثاني الماضي، اتهم الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف فرنسا بالتحريض على الصراعات في القوقاز من خلال «تسليح أرمينيا»، وخاضت أذربيجان وأرمينيا حربين بشأن منطقة كاراباخ المتنازع عليها.
وقالت أرمينيا وأذربيجان: إنه من الممكن التوقيع على اتفاق سلام شامل بحلول نهاية العام، لكن المفاوضات التي تتم بوساطة دولية بين الجمهوريات السوفيتية السابقة لم تحقق تقدماً يذكر.
والتقى علييف ورئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان في عدة مناسبات لإجراء محادثات بوساطة الاتحاد الأوروبي، لكن في تشرين الأول الماضي رفض علييف حضور المفاوضات مع باشينيان في إسبانيا، بسبب ما وصفه بـ«موقف فرنسا المتحيز».
وكان من المقرر أن يتوسط الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشار الألماني أولاف شولتس في المحادثات، إلى جانب رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل، وتتهم أذربيجان فرنسا بالتحيز لمصلحة الأرمن في الصراع الإقليمي بين دول القوقاز.
سيرياهوم نيوز1-الوطن