بحسب المؤرخين والباحثين إن مؤسس مدرسة سان فكتور هو الفيلسوف والباحث والأديب والمفكر غييوم دي شامبو الذي عرف بخلافه مع الفيلسوف الجدلي أبيلار حيث اعتكف عام 1108 في الدير يتبعه بعض التلاميذ فنشأت بذلك تلك المدرسة أي مدرسة سان فكتور وكان غييوم المثال الأعلى للفيكتوريين من حيث إنه كان مثال الحكمة المستقبلة لكل الثروات من الثقافة اللاكهنوتية والمنفتحة بتصميم على مسائل الحياة الفكرية وأما بالنسبة للمفكرين الرئيسيين الذين رفعوا إسم تلك المدرسة فهم هوغ وأندريه وريشار وغودفروا ثم غوتيه وطبعاً يأتي في مقدمتهم المفكر هوغ دي سان فيكتور الذي كان صاحب إنتاج معرفي وبحثي غزير ومتنوع في مختلف العلوم حيث عمل على دراسة الكثير من التفاسير في العلوم اللاهوتية وكذلك ألف عدة مجلدات في الفنون الحرة وأما بالنسبة لكتبه الأكثر رواجاً فهي بحسب تقييم النقاد كتاب “ديداسكاليون” وكتاب “في الأسرار” لأن الكثير من النصائح التي قدمها هوغ في هذين الكتابين كانت تتوافق تماماً مع النصائح التي كان يقدمها المفكرون الشارتريون، ومن أهم نصائحه أنه كان دائماً يقول عندما تتعلم كل شيء سوف تكتشف أنه لا يوجد شيء في العلم نافلاً، وكان يؤمن أن العلم المختصر يفتقر إلى الجاذبية، ولأنه كان يؤمن أن التفرغ لدراسة بعض العلوم مع نبذ بقية الأنساق الأخرى العلوم لا يمكن أن يؤدي إلى الحكمة الحقة لذلك كان يطلب من تلاميذه أن يقوموا بالدراسة الدقيقة والشاملة لكل الفنون ولكل العلوم.
(سيرياهوم نيوز-تشرين)