آخر الأخبار
الرئيسية » مجتمع » آثار نفسية وجسدية للكلام.. الكلمة الطيبة تفعل فعل الدواء للروح والسلبية كالرصاصة القاتلة

آثار نفسية وجسدية للكلام.. الكلمة الطيبة تفعل فعل الدواء للروح والسلبية كالرصاصة القاتلة

الكلمة الطيبة صدقة، وطاقتها المؤثرة تفعل فعل الدواء للروح إن كانت إيجابية، وفعل الرصاصة القاتلة إن كانت سلبية.
(السيدة ثناء علي) تؤكد أنها أصيبت بحالة نفسية سيئة ما زالت ترافقها منذ طفولتها سببها كلام أهلها الجارح وانتقادهم المستمر لها، مع اعتقادهم بأنهم يوجهونها نحو الأفضل، وتوضح علي أن كلام أهلها لا يزال مؤثراً، وبسبب هذا فقدت ثقتي بنفسي، وكان هذا سبب فشلي وانعزالي، حيث كنت أخاف أن أقدم على أي عمل حتى في الدراسة وكنت أخشى أن أخطئ وأنا في الامتحان، وكان كلام أهلي الجارح في أذني وحتى الآن أنا مقيدة بكل كلمة كنت أسمعها وتؤذيني.

للكلمة السلبية طاقة سلبية
الباحث والدكتور إياد يونس أكد في حوار له مع “تشرين” أن للكلمة قوة شديدة على الإنسان، والكلمات السلبية تكرارها يؤثر في العقل الباطني ويؤدي إلى ردة فعل غير مرضية تجاه أنفسنا، والأشخاص الذين يرددون الكلمات السلبية يعنفون بكلماتهم من دون وعي منهم، ويصبحون أقل في جرأتهم وقوتهم الداخلية، ويشعرون بالعجز تجاه ما يتمنون الوصول إليه، كما أن تأثير الكلمات السلبية يمكن أن تصبح له آثار ضارة لفترة طويلة سواء كانت الكلمات موجهة إلى طفل أم شقيق أو صديق أو زميل أو غريب، لذلك من الضروري التفكير في مدى تأثير الكلمات في الآخرين.

فقدان الثقة بالنفس
الكلمة تتبلور من خلال التصورات التي تشكلها المعتقدات والدوافع السلوكية، ويصبح هناك عالم خاص بكل شخص، وفق رأي يونس، ويظهر تأثير الكلمات من خلال الاستجابات العاطفية عندما تقرأ أو تقال أو تسمع، لذلك يجب الحذر الشديد عند التحدث مع الغير، فالكلام السلبي يؤثر في الإنسان بشكل كبير خاصة الذين يعيشون في منزل يكون فيه دائماً النقد اللاذع والتهكم القاسي موضوعاً طبيعياً، فإن تلك الكلمات يمكن أن تؤثر بالسلب أكثر من التأثيرات الجسدية، كما أن ضعف احترام الذات وتعميق الكلام السلبي في عقول الأشخاص، إضافة إلى الألم الذي يحس فيه الفرد وخصوصاً إذا كانت الكلمات من المقربين، مثل الوالد أو المعلم، كل هذا يصبح دليلاً على عدم تفكير الشخص بك وتكون النتائج المستقبلية سيئة وسيكرر الأشخاص هذه الكلمات السلبية لذواتهم وسيفقدون الثقة بأنفسهم.

يونس: المدح الكاذب سيأتي بنتائج عكسية ويجب أن يكون الشخص صادقاً في مدحه ولا يكون أسلوباً للتلاعب

قلق وحياة سلبية
إن الكلمة السيئة تسبب القلق، يضيف يونس، والأشخاص الذين توجه إليهم كلمات سلبية يعانون من قلق طويل المدى في حياتهم، وسلوك المهزومين للذات يتعمق بشكل كبير في أصحاب الصور الذاتية السيئة التي تتمتع بسلوكيات سيئة تضر بهم بشكل خطر ما يخلق بيئة أكثر سلبية لهم.
كما أن الإساءة اللفظية بالكلام السلبي تولد القسوة، ولا تعلّم الشخص سوى السلبية، ويبقى شخصاً سلبياً في المستقبل حتى بالنسبة لهؤلاء الذين لم يتعاملوا معه مطلقاً عندما كان صغيراً، كما يؤدي ذلك إلى الإفراط في قول الكلمات السلبية والتشهير بالابن أو الابنة والسباب وهذا يرسخ أيضاً قلة إحساس الشخص بنفسه ويساهم في الصورة الذاتية السلبية طويلة المدى

الاضطراب والأمراض العقلية
إن الأشخاص الذين يتعرضون إلى عوامل الانضباط الصارم أو السلبي يواجهون مشكلات حب السيطرة على الآخرين، وقد يصل الأمر إلى الاضطراب والوسواس القهري والصراعات المقلقة إلى جانب أمراض عقلية قد يكون بعضها خطراً، ومن الممكن أن تتسبب التربية السلبية التي تنطوي على التهديدات اللفظية أو الجسدية بحدوث عواقب سلبية سريعة لسلوك معين ومشكلات عاطفية مثل السلوكيات العدوانية أو عدم اتباع التوجيهات من مصادر مسؤولة.

ضرر صحي
وأوضح يونس أن للكلام السلبي تأثيراً في صحة الجسم، فالتعرض لفترات طويلة من السلبية يؤثر في عملية الهضم كما يؤثر سلباً في جهاز المناعة، فالأشخاص السلبيون أكثر عرضة للأمراض، كما تشتمل التأثيرات السلبية للكلام على الإصابة بالصداع وألم الصدر والإعياء واضطراب المعدة ومشكلات النوم، إضافة إلى القلق والاكتئاب وتغيرات في عملية التمثيل الغذائي وأضرار سلبية طويلة الأمد بالصحة العقلية والعزلة الاجتماعية، وقد يؤدي ذلك إلى الميل للتدخين أو إدمان المخدرات.
إن التعامل مع الكلمة السيئة وأثرها يؤدي إلى استنكار الذات، لذا يجب ألا يسمح على الإطلاق بالتقليل من أي نجاح أو إنجاز نقوم به بنجاح وتفوق، فالكلمات لها قوتها وعلينا مقاومة الثرثرة والكلام السيئ للآخرين حيث يكون تأثير الكلمات السلبية في النفس والجسد معاً، لذا علينا اتباع الإيجابية في الحديث، فالكلمات الإيجابية تعمل على تقوية أماكن داخل الفص الجبهي للإنسان وتقوي الأداء الإدراكي للمخ.
تسحب الطاقة الإيجابية
وتابع يونس: إذا كان البعض يمتلك علاقات مع أصدقاء سلبيين فعليه تقليل الوقت الذي يقضيه معهم والبحث عن أصدقاء إيجابيين، لأن الطاقة السالبة تسحب كل طاقة جيدة محيطة، كما يجب أن يحيط الإنسان نفسه بكلمات إيجابية وراقية تعبر بشكل رائع عن ذاته وعن عائلته وأهدافه، كل ذلك سينتج طاقة إيجابية تخترق النفس، واستعمال قوة التكرار بأسلوب فعال للغاية باستخدام عبارات إيجابية، كما يجب أن يكون المرء صادقاً في مدح الأشخاص، لأن المدح الكاذب سيأتي بنتائج عكسية، لذا يجب أن يكون الشخص صادقاً في مدحه ولا يكون أسلوباً للتلاعب، وليكن الشخص موجزاً في التعبير، فالجمل الإيجابية البسيطة غير المعقدة تعطي دفعاً كبيراً، ويجب أن تكون قصيرة ومحددة الهدف حتى تصبح فعالة، وبذلك يكون للكلام الإيجابي القصير تأثير أعمق على الداخل من العبارات الطويلة والمملة، كما أن كلمات المدح تعطي طاقة إيجابية، ومن المعروف أن الشخص الذي يحصل على قدر من التقدير والمدح ينجز أسرع وبدقة أكثر، ويميل القادة المسؤولون إلى السير، وفق اعتقاد، بأنه ليس لديهم الوقت للبحث عن الكثير من الأشياء الإيجابية لموظفيهم، لكن عندما يشرعوا بالتفكير في كم الوقت المهدر نتيجة الأداء السيئ والأخطاء والصراعات، فإنهم يقتنعون بأن الأمر يحتاج إلى وقت أقل، وأنه من الجيد أن تأخذ وقتاً في متابعة الإيجابية والتعبير عنها، ما يعود بشكل أفضل على إنتاجية العمل.

طاقة الكلام للبناء لا للهدم
وختم يونس حديثه بأن الكلمة الإيجابية الطيبة هي مفتاح الحياة، والكلمة السلبية هي ما يدفننا في الحياة، فمن تمارض مرض، ومن تفاقر افتقر، ومن تذلل ذلّ، ومن تهاون هان، ومن استعصم عصم، كن نفسك.. كن ذاتك.. كن النور واحتفظ بطاقة كلامك للبناء لا للهدم.

 

 

سيرياهوم نيوز 2_تشرين

x

‎قد يُعجبك أيضاً

“اليونيسيف”: أكثر من 200 طفل قُتلوا في لبنان من جراء العدوان الإسرائيلي منذ نحو شهرين

منظّمة الأمم المتحدة للطفولة “اليونيسيف” تعلن استشهاد أكثر من 200 طفل في لبنان من جرّاء العدوان الإسرائيلي منذ نحو شهرين، في وقتٍ “يجري التعامل مع ...