ناصر النجار
أسدل الستار على مرحلة الذهاب من الدوري الكروي الممتاز يوم الجمعة الماضي بنتائج بعضها كان مفاجئاً وبعضها الآخر سار في السياق الطبيعي، وتعطلت مباراة حماة بين الطليعة والجيش بسبب رمي الحكام بالحجارة وإصابة الحكم المساعد، فأوقف الحكم المباراة وكانت النتيجة تشير إلى تقدم الجيش بهدف محمد الواكد من ركلة جزاء.
الفتوة كان الأكثر سعادة من خلال فوزه الصعب على الوحدة بهدف وحيد وتعادل مطارديه المباشرين جبلة وحطين بلا أهداف، ما وسع الفارق إلى سبع نقاط، وسيدخل مرحلة الإياب براحة أكثر من غيره من الفرق التي ستحاول جهدها لتقليص الفارق واللحاق به.
تشرين أفرح جمهوره بفوز كبير وعزيز على الساحل 3/1 وضعه في مربع الكبار وأحيا فيه روح المنافسة، والوثبة ختم الدوري مسكاً بالفوز على أهلي حلب بهدف متأخر مسح به خسائره المتتالية وأبعده ولو مؤقتاً عن مواقع الخطر.
أما الحرية فقد ختم الذهاب بأحسن ما يكون محققاً أول انتصار له وكان على الكرامة بهدفين نظيفين ما يوحي ذلك أن الفريق يملك ما يمكنه من البقاء على قيد الدرجة الممتازة، ولاشك أن مثل هذا الفوز العريض يمنح الفريق ثقة كبيرة لدخول مرحلة الإياب بثوب جديد علّه يحقق به ما يريد وكلنا يتذكر أنه قبل ثلاثة مواسم أنهى الفتوة مرحلة الذهاب بأربع نقاط ونجا من الهبوط في الإياب، وهذا أمر ليس من باب المستحيلات إن عرف الفريق كيف يداوي جراحه ويصحح أخطاءه ويتجاوز عثراته.
مربع الكبار
مبدئياً يسير الفتوة في الصدارة منفرداً وله سبع وعشرين نقطة وهو الفريق الوحيد الذي لم يتعرض للخسارة وخسر ست نقاط فقط جراء ثلاثة تعادلات وتبوأ الصدارة بعدد الأهداف المسجلة وكذلك كأقوى دفاع بين فرق الدوري جبلة وحطين في مرتبة الوصيف ولهما عشرون نقطة ويتقدم جبلة على حطين بفارق الأهداف، يليهما تشرين وله ثماني عشرة نقطة في المركز الرابع.
لقب الدوري سيكون بين هذه الفرق الأربعة، الأفضلية ستكون للفتوة، وفرق اللاذقية الثلاثة ستعيش حالة من المطاردة الساخنة، وستعمل على سحب النقاط من الفتوة وتقليص الفارق مرحلة بعد أخرى.
عنوان المنافسة على اللقب يبدأ من الحفاظ على النقاط وعدم إهدارها، وإذا أرادت فرق اللاذقية اللقب فعليها الفوز في كل مبارياتها وخصوصاً اللقاء مع الفتوة الذي سيلعب خارج أرضه مع حطين وجبلة ويستضيف تشرين في دمشق.
المباريات الأخرى ستلعب دوراً حاسماً في وجهة الدوري وأين سيمضي وربما البوصلة تؤكد الاتجاه نحو أزرق الدير بنسبة كبيرة، وإذا استمر الحال على وضعه في الأسابيع الأولى من الإياب فسيصبح الدوري لا طعم له لغياب المنافسة والإثارة وستكتفي بقية الفرق بالمنافسة على الوصافة والمراكز الأولى، وستتجه أنظارها لبطولة الكأس من أجل تعويض الدوري.
ثلث الخطر
يتصدر قائمة الخطر فريق الحرية وله أربع نقاط، ويليه الساحل بثماني نقاط ثم الوحدة بعشر نقاط، وهي الأكثر تهديداً، وعلينا أن نذكر أن فارق النقاط الست (بين الحرية والوحدة) لا يعتبر هذا الفارق كبيراً أمام ثلاث وثلاثين نقطة محتملة، مع الإشارة إلى أن الحرية سيستقبل الساحل والوحدة على ملعبه، وقيل في الوحدة كلام من خلال الإدارة الجديدة إن حصل فسيهرب الوحدة من الخطر.
على الأغلب فإن الفريقين الهابطين حسب رؤية الذهاب سيكونان فريقين من هذه الفرق الثلاثة، ولكن قد تتغير المواقف في الإياب فيرتفع فريق ويتراجع آخر، وقد يدخل على خط الخطر فريق رابع، وكل ذلك مرهون بتطورات الدوري وأحواله، مع عدم استبعادنا لمفاجآت وعقوبات قد تحسم مسألة الهبوط.
تحسين المواقع
بقية الفرق الطليعة 16 نقطة، الجيش والوثبة 15 نقطة والكرامة 14 نقطة وأهلي حلب 13 نقطة سيكون سعيها جاداً لتحسين مواقعها، والمواقع التي هي عليها لا تتناسب مع اسمها وتاريخها، نذكر في هذه العجالة أمرين، أولهما أن الطليعة أنهى الذهاب أفضل مما أنهاه في الموسم الماضي بعكس الوثبة الذي تراجع كثيراً ولولا فوزه الأخير على أهلي حلب لكان ضمن زمرة المهددين، من المتراجعين أيضاً فريق الجيش وأهلي حلب ولم يقدما النتائج المتوقعة منهما، وإذا كان عذر فريق أهلي حلب مقبولاً لزجه مجموعة من الشباب مع الفريق الأول، فما عذر فريق الجيش؟
أما فريق الكرامة فهو على حاله من ناحية النتائج والمواقع، لكنه ارتقى على صعيد الأداء.
على العموم لم تقدم الفرق المستوى المطلوب منها وكانت دائماً بحالة من عدم الاستقرار فتارة فوق وتارة تحت، مباراة يفوز فيها وأخرى يتعثر، حتى فريق الفتوة الذي تصدر بلا خسارة لم يقدم المستوى الجيد في كل مبارياته، والعديد من مبارياته فاز في آخر الوقت، أو أنهى المباراة بفارق هدف.
من المؤكد في فترة الاستراحة أن الفرق ستعيد دراسة أوضاعها من جديد وستدرس إيجابيات الفريق وسلبياته والأخطاء التي وقع بها والعثرات التي تعرض لها، ليتم تقديم الحلول الكفيلة بإعادة الفرق إلى مرحلة التوازن والإقلاع من جديد، مع الإشارة إلى أنه ستفتح منتصف هذا الشهر نافذة الانتقال الشتوي، لكن الجديد فيها هذا الموسم أنه لا يسمح بضم أكثر من لاعبين لكل فريق، لذلك فالخيارات ضيقة وليست متاحة بشكل موسع كما كانت عليه في الموسم الماضي، ولكن الأخبار الواردة والمتناقلة بكثرة أن العديد من اللاعبين سيتم فسخ عقودهم من أنديتهم لعدم جدواهم بعد أن كانوا عالة على فرقهم في مرحلة الذهاب.
الحالة الانضباطية
المباراة الوحيدة التي لم تستكمل في ذهاب الدوري الكروي مباراة الطليعة مع الجيش.
وقد تبين أن جمهور الطليعة كان متشنجاً منذ البداية وتم تناول الحكام في الشتم في البداية ثم رمي الحكام بالحجارة عند نهاية الشوط الأول ما أدى إلى إصابة الحكم المساعد بصدره فوقع وتعرض لضيق تنفس ونقل إلى المشفى وخرج منها سالماً، لكنه لم يستطع استكمال المباراة فأعلن الحكم نهاية المباراة، ولائحة الإجراءات التأديبية والأخلاق تمنح الحكام السلطة بإيقاف المباراة في حال الاعتداء على طاقم التحكيم أو حين إصابة الحكم بأي شيء سواء عبوة زجاجية أم شمروخ أو حجر وما في حكمها..
القرار الانضباطي الصادر قضى بخسارة الطليعة مع الجيش بثلاثة أهداف لصفر قانوناً ونقل المباراة القادمة للفريق على أرضه إلى خارجها مع غرامة بلغت ثلاثة ملايين ليرة سورية.
في مباراة الوحدة والفتوة قام جمهور الفتوة برشق جمهور الوحدة بالحجارة، ما أدى لإصابة أحد مشجعي الوحدة وعدد من رجال حفظ النظام إضافة لاستفزازات عديدة قام بها جمهور الفتوة تجاه جمهور الوحدة، وضمن هذه المعطيات وبناء على تقريري الحكم والمراقب تم فرض غرامة مليوني ليرة سورية على نادي الفتوة.
في مباراة تشرين مع الساحل تمت معاقبة لاعب الساحل شادي الحموي بالتوقيف ثلاث مباريات مع غرامة خمسمئة ألف ليرة سورية وذلك لضربه لاعباً من تشرين بلا كرة، وهذا هو التوقيف الثاني لشادي الحموي في مرحلة الذهاب، كما تم فرض عقوبة وغرامة مماثلة على إداري فريق الساحل أحمد درويش بسبب شتمه للحكام.
لذلك يأبى الشغب إلا أن يوقع بصمته على الدوري مع نهاية الذهاب.
أهداف وهدافون
سجل في مباريات الأسبوع الأخير ميدانياً ثمانية أهداف، إضافة إلى ثلاثة أهداف قانونية.
يتصدر هدافو الدوري مهاجم أهلي حلب أحمد الأحمد وله ستة أهداف، يليه مهاجم جبلة عبد الرحمن بركات ومهاجم الوثبة وائل الرفاعي ولكل منهما خمسة أهداف، سجل أربعة أهداف كل من: عبد الله نجار (أهلي حلب) ومحمد الواكد (الجيش)، وسجل ثلاثة أهداف: محمود البحر (الفتوة) ومؤنس أبو عمشة والعاجي ديكو إبراهيم آبو وسليمان رشو وسعد أحمد (حطين) وشادي الحموي وسامر السالم (الساحل) وعبدول هاولي (الطليعة) وباهوز محمد وجوزيف أوبيد ياسو (الكرامة).
الملاحظ في حصيلة الهدافين أن نسبة التسجيل ضعيفة وأن الدوري لا يملك الهدافين الحقيقيين رغم وفرة المهاجمين.
في حساب ركلات الجزاء احتسب الحكام تسع عشرة ركلة جزاء ضاع ست ركلات منها، وفي حساب البطاقات الحمراء فقد رفع الحكام البطاقة الحمراء تسع مرات وهو أمر إيجابي، لكن السلبي أن ثلث البطاقات هذه كانت من نصيب فريق الساحل، على صعيد الإنذارات فقد شهدت مرحلة الذهاب: 284 إنذاراً.
سيرياهوم نيوز1-الوطن