اعتبر كاتب إسرائيلي، الجمعة، أن أهداف الحرب على غزة التي حددها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو “غير قابلة للتحقيق”، مضيفا أن حركة حماس “لن تنهار ولن يكون هناك انتصار”.
وكتب عيدو ديسينتشيك في صحيفة “معاريف” أن “سلوك إسرائيل يشير منذ 7 أكتوبر/تشرين أول إلى تقارب بطيء مع نتيجة صعبة للغاية: حماس لن تنهار، ولن يكون هناك انتصار، وبالتأكيد لن ننتصر معا، لأنه لا يوجد تكاتف هنا”.
وأضاف ديسينتشيك، رئيس التحرير السابق لصحيفة “معاريف”: “وقد يكون الأمر أسوأ: هزيمة 7 أكتوبر ستتفاقم بهزيمة أخرى في نهاية القتال، لأن الأهداف التي حددها رئيس الوزراء غير قابلة للتحقيق. إنها وصفة لعدم النصر”.
وتابع: “أحد الأسباب الرئيسية لعدم النصر هو عدم قدرة الجيش الإسرائيلي على تحقيق ذلك، نحن نقاتل منذ ما يقرب من 90 يوما في غزة، ولم ننته بعد من احتلال النصف الشمالي وتطهيره” وفق تعبيره.
وتساءل: “هل اعتقد أحد أن الأمر سيستغرق وقتا أطول؟ هل هناك من لا يصدم بفقر المخابرات الإسرائيلية حول ما يحدث في غزة؟ وإذا تحدى أي شخص هذا البيان، ورأى أنه في عام 2017 وصف رئيس الوزراء بدقة كبيرة ما تعده حماس لنا، فإن فشله العسكري أكثر خطورة”.
وقال: “الآن أصبح من الواضح أيضًا أنه لن يكون من الممكن القيام في جنوب قطاع غزة بأي شيء مشابه لما فعلناه في الشمال، هناك عدد كبير جداً من الناس هناك ولا يوجد مكان لإجلائهم. لن يتم احتلال خانيونس، ولن يتم احتلال رفح بالتأكيد، ولن يصل الجيش الإسرائيلي إلى محور فيلادلفيا أيضاً”.
وأضاف: “إن قدرة حماس العسكرية تفوق كل ما تخيلناه. إن تنفيذ هجوم 7 أكتوبر كان أكثر من مثير للإعجاب، وقتالها العنيد داخل القطاع يبطئ تقدم الجيش، وضربة الدمار والقتل التي تلقاها هي الإنجاز الوحيد المهم”.
وأشار إلى أنه “تم تحديد أهداف الحرب والانتصار على النحو التالي: إسقاط حماس عسكريا وحكوميا، والقضاء المادي على قيادتها، ونزع سلاح قطاع غزة، وإعادة جميع الرهائن، وبناء شعور بالأمن الشخصي الذي من شأنه أن يمكن سكان الغلاف والجليل الأعلى من العودة إلى منازلهم”.
ولكنه قال: “كل هذه الأهداف السامية لن تتحقق، لن يكون هناك انهيار (لحماس)”.
وأضاف: “السبب الرئيسي لعدم فوزنا هو أننا خسرنا كل شيء تقريبا في اليوم الأول. لم نكن مستعدين. لسنا مستعدين للفوز حتى بعد الهزيمة في اليوم الأول”.
وقال “قرأت تحقيق صحيفة نيويورك تايمز حول الفشل العسكري الكامل في 7 أكتوبر، وكشفت وسائل إعلامنا أن هناك عائلات سليمة في الغرف الآمنة طلبت المساعدة عبر الهاتف في وقت مبكر من الساعة الثانية والثالثة بعد الظهر ولم يتم إنقاذها. المروحيات لم تأت، والجنود لم يصلوا”.
وتابع: “وأمر أحد (الجنود) الذين وصلوا بالفعل بإطلاق قذيفة دبابة على غرفة طعام في (مستوطنة) بئيري (بغلاف غزة) مما أسفر عن مقتل حوالي اثنتي عشرة رهينة. ويستمر في قيادة الوحدات في المعركة حتى الآن”.
وأضاف الكاتب: “لكن تحقيقات نيويورك تايمز مليئة بالحقائق والبيانات، التي لم نجمعها ولم نحقق فيها ولو فعلنا، فهي بالتأكيد لم تنشر”.
وفي 7 أكتوبر 2023 أطلقت “حماس” وفصائل فلسطينية أخرى في غزة عملية “طوفان الأقصى”، ردا على “اعتداءات القوات والمستوطنين الإسرائيليين المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني وممتلكاته ومقدساته، ولا سيما المسجد الأقصى في القدس الشرقية المحتلة”.
وردا على ذلك، شن الجيش الإسرائيلي حربا مدمرة على غزة، خلّفت حتى صباح الجمعة “22 ألفا و600 شهيد و57 ألفا و910 إصابات، معظمهم أطفال ونساء، ودمارا هائلا في البنية التحتية وكارثة إنسانية غير مسبوقة”، وفقا لسلطات القطاع والأمم المتحدة.
سيرياهوم نيوز 2_راي اليوم