النوم أحد أهم الظواهر في حياتنا، لكننا نتعامل معه من دون اهتمام أو تركيز رغم تأثيره الكبير علينا وقدرته على إعادة الحيوية والنشاط لنا وحماية أجسامنا من الانهيار بسبب الإجهاد.
وقد تحيَّر العلماء كثيراً في مسألة النوم، بعضهم يراه أزلياً أي وجد منذ لا زمن وآخرون يرون أنه وجد بسبب ظروف الإنسان الأول الذي كان يحلُّ عليه الليل لساعات طويلة ولا يجد ما يفعله طوال هذا الوقت فسرت إليه عادة النوم وهو لم يكن يعرفه من قبل.
لماذا ننام؟.. سؤال حيّر العلماء والباحثين على مرِّ العصور، فما الذي يحققه ويلبيه من حاجة أساسية لأجسامنا؟ فإذا بحثنا عن الجواب، سنتلقى إجابات متنوعة من مصادر مختلفة.
ويقول البعض إن النوم يزيل السموم من الدماغ، ويدعي آخرون أنه يساعد على إصلاح الجسم وإعادة تنشيطه أو أنه مهم لتكوين ذكريات طويلة المدى.
إلّا أن باحثين وعلماء فيزياء وأحياء قدَّموا أول دليل مباشر قد يجيب عن هذا السؤال، بحسب موقع «newatlas».
فقد أثبت علماء من جامعة واشنطن في دراسة حديثة أن النوم يعيد ضبط «نظام التشغيل» في الدماغ، ويعيده إلى الحالة المثالية لتحسين التفكير والمعالجة.
وقال كيث هينغين، المؤلف المقابل للدراسة إنّ الدماغ يشبه الكمبيوتر البيولوجي، مشيراً إلى أن الذاكرة والخبرة أثناء الاستيقاظ تغيران الشفرة شيئاً فشيئاً، ما يؤدي ببطء إلى نقل نظام الدماغ بعيداً عن الحالة المثالية، وأوضح أن الغرض الأساس من النوم هو استعادة الحالة الحسابية المثالية للدماغ.
وأشار هينغين، إلى أن مقارنة الدماغ بجهاز كمبيوتر معقد ليس أمراً مبالغاً فيه، فكلاهما يستخدم الإشارات الكهربائية لنقل المعلومات، والذاكرة طويلة المدى تشبه القرص الصلب للتخزين والاسترجاع، والخلايا العصبية لدينا تشبه الدوائر.
بدوره قال رالف فيسيل، أحد المؤلفين المشاركين في الدراسة إنّ النظام بأكمله ينظم نفسه في شيء معقد للغاية.
ونفذ الباحثون تجربة على الفئران اعتماداً على نظرية الحرجية «criticality theory» حيث لاحظوا حدوث انهيارات عصبية من جميع الأحجام في الفئران التي استيقظت للتو من النوم.
وخلال فترات اليقظة، تحولت الشلالات العصبية نحو أحجام أصغر وأصغر، ووجد الباحثون أنهم يستطيعون التنبؤ بالوقت الذي تكون فيه الفئران على وشك النوم أو الاستيقاظ من خلال تتبع توزيع الانهيارات العصبية.
سيرياهوم نيوز 2_تشرين