محمود قرقورا
افتتحت مساء أمس الأول الجمعة كأس الأمم الآسيوية لكرة القدم بنسختها الثامنة عشرة من خلال حفل افتتاح جميل على أرضية الملعب المونديالي لوسيل الذي يعد أحد معالم قطر، وسيستضيف فقط المباراة النهائية من بين المباريات الخمسين التي تلي الافتتاح.
وكثيرة هي الرسائل التي وجهتها قطر لزائريها في حفل الافتتاح القائم على المزج بين العادات والتقاليد القطرية والثقافة العالمية، كما كان هناك رسائل تدعو للمحبة والتسامح والأمان، فروى الحفل القصص الخيالية والأسطورية بأبطال من الطيور والحيوانات، كما وجهت رسائل دعم لإخواننا في فلسطين، فغنت الفنانة القطرية دانة المير لمدينة الصلاة أصلي، إضافة لبعض المقاطع التراثية الفلسطينية، ورافقتها فرقة استعراضية بملابس تراثية فلسطينية، وكان حسن الهيدوس كابتن منتخب قطر قد منح أداء قسم البطولة إلى مصعب البطاط قائد منتخب فلسطين.
تفوق صريح للعنابي
بعد حفل الافتتاح جرت المباراة الأولى في البطولة بين قطر المستضيفة للمرة الثالثة كرقم قياسي بعد 1988 و2011 ولبنان التي تشارك للمرة الثالثة بعد 2000 و2019، وفازت قطر بثلاثية نظيفة والشوط الأول 1/صفر، وسجل أكرم عفيف هدفين وبينهما سجل المعز علي هداف النسخة المنصرمة بتسعة أهداف.
وبذلك تسجل قطر أكبر فوزٍ لها في المباراة الأولى لها بالبطولة، ومحققة الفوز في آخر ثماني مباريات في سلسلة بدأت أمام لبنان 2019 بهدفين دون مقابل، ولا يتفوق عليها في سلسلة الانتصارات المتتالية هذه سوى منتخب إيران الذي فاز في أول 13 مباراة خاضها في النهائيات على مدار ثلاث نسخ أعوام 1968 و1972 و1976.
وبهدفه بات الهداف التاريخي لقطر المعز علي ثاني أكثر لاعب تسجيلاً في تاريخ كأس آسيا مُعادلاً رقم الكوري الجنوبي لي دونغ غوك (10 أهداف) وهو هدفه الدولي الحادي والخمسون، مقابل 14 هدفاً للإيراني علي دائي الذي بات رقمه محط تهديد مع الإشارة إلى أن دائي لعب في ثلاث بطولات مقابل حضور المعز علي للمرة الثانية، ومعدل تهديف المعز علي هدف وربع في المباراة الواحدة حيث خاض ثماني مباريات فقط، على حين لعب الهداف التاريخي لإيران 16 مباراة.
وأضحى أكرم عفيف اللاعب الأول في تاريخ المسابقة ينهي الأهداف في البطولة الفائتة ويفتتحها في البطولة التالية، والمفردة المهمة أن قطر خاضت الافتتاح للمرة الرابعة كرقم قياسي ولكنها حققت الفوز للمرة الأولى مقابل تعادل وخسارتين، وهي المرة الرابعة التي يتقابل فيها منتخبان عربيان في الافتتاح مع ميزة أن اللقاءات الثلاثة السابقة انتهت بالتعادل بهدف لهدف، وشهدت المباراة الافتتاحية الأهداف للمرة الثالثة عشرة على التوالي، وتاريخياً وحدها مباراة كوريا الجنوبية والعراق 1972 صمتت فيها الشباك افتتاحاً ووقتها فازت العراق بركلات الترجيح.
يذكر أن المباراة الافتتاحية قادها الإيراني علي رضا فقاني وهو ثاني حكم يحضر في أربع نسخ بعد الأوزبكي رافشان أرماتوف، والأول الذي يفصل في أربع بطولات متتالية في تاريخ المسابقة وقاد المباراة رقم 12 له في البطولة، في حين أرماتوف حضر 2004 و2011 و2015 و2019 وقاد 14 مباراة كرقم قياسي بات بالمتناول للحكم الإيراني.
أمس استكملت مباريات المجموعة الأولى بلقاء الصين وطاجيكستان، وافتتحت مباريات المجموعة الثانية بلقاءي أستراليا مع الهند، وسورية مع أوزبكستان.
واليوم الأحد تتواصل المباريات فيلعب منتخبا اليابان وفيتنام في افتتاح مباريات المجموعة الرابعة عند الثانية والنصف عصراً، ثم تقام مباراتا المجموعة الثالثة، الإمارات مع هونغ كونغ وإيران مع فلسطين.
إطلالة أولى للزعيم
اليابان صاحبة الترشيحات الأعلى في هذه البطولة والمصنفة في المركز 17 عالمياً والأول قارياً تستهل مشوار استعادة اللقب بمواجهة فيتنام صاحبة التصنيف 94 عالمياً والخامس عشر قارياً، وهي مواجهة غير متكافئة بين منتخب تبلغ القيمة السوقية للاعبيه قرابة 317 مليون يورو ومنتخب قيمة لاعبيه دون سبعة ملايين يورو، وسبق لها الفوز في مواجهتيها السابقتين أمام فيتنام 1/صفر في ربع نهائي 2019 و4/1 في دور المجموعات عام 2007 على الأراضي الفيتنامية يوم كانت أحد أربعة مستضيفين إلى جوار تايلند وماليزيا وإندونيسيا.
واللافت أن فيتنام تواجه الساموراي للمرة الثالثة في الظهور الثالث لها بكأس آسيا وكأن الكمبيوتر الياباني ورقة يانصيب خاسرة.
اليابان لم تخسر إلا مرة واحدة في آخر 18 مباراة لها في البطولة، وكانت في نهائي 2019 أمام قطر بهدف لثلاثة وهي صاحبة الرقم القياسي للمباريات المتتالية دون خسارة بـ17 إلى جانب إيران، ويحسب لها أنها سجلت في آخر 17 مباراة متتالية كرقم قياسي قابل للزيادة، ويحسب لها أيضاً المذاكرات المذهلة في آخر عشر مباريات سبقت البطولة بين رسمي وودي مع منتخبات من مختلف القارات، حيث حققت الفوز في المباريات العشر مسجلة 45 هدفاً مقابل 6 أهداف بمرماها، ما جعل البعض في القارة يصنفها على أنها قادمة من كوكب آخر ومكاتب المراهنات ترشحها للقبض على النجمة الخامسة وغير ذلك سيكون مفاجئاً لنقاد اللعبة.
تاريخياً سجلت اليابان أهم ثورة كروية في العالم متمثلة بتحولات مثيرة مقارنة بين ظهورها الأول وسيرتها اللاحقة في البطولة، إذ تعرض الساموراي لثلاث هزائم في مشاركته الأولى خلال أربع مباريات ثم تعرض للعدد ذاته من الهزائم في المباريت الـ44 التالية، وصام عن التسجيل في مبارياته الأربع 1988 مقابل صومه العدد ذاته في مبارياته الـ44 التالية، وحقق ألقابه الأربعة خلال ست نسخ أعوام 1992 و2000 و2004 و2011 وذهب لقبا 1996 و2007 للسعودية والعراق على التوالي.
كعب أعلى للأبيض
الأبيض الإماراتي يلتقي هونغ كونغ وكعبه أعلى وخاصة أن هونغ كونغ لم تحقق الفوز في 10 مباريات خاضتها في البطولة خلال 1956 و1964 و1968 وهي تعود إلى البطولة بعد 56 عاماً كرقم قياسي يفصل بين حضورين لمنتخب بعينه، وحصيلتها السابقة ثلاثة تعادلات وسبع هزائم، واقتنصت تعادلين في نسخة الاستضافة 1956 بمواجهة كوريا الجنوبية وفيتنام الجنوبية.
الإمارات فازت بمباراتيها الرسميتين السابقتين عام 2013 بمواجهة هونغ كونغ وذلك بنتيجة 4/صفر في كل مباراة ضمن التصفيات الآسيوية المونديالية؛ لكن هذا اللقاء سيكون الأول بينهما في البطولة.
وامتاز الأبيض خلال دور المجموعات في آخر نسختين عندما خسر مباراة واحدة من ست وكانت أمام إيران في مباراة هامشية 2015 بعد ضمانهما العبور، والملاحظ أنه خرج من البطولتين الأخيرتين على يد الأبطال خلال الدور نصف النهائي بمواجهة أستراليا 2015 وقطر في نصف نهائي 2019، مع فارق أنه كان ضيفاً على الكنغارو ومستضيفاً للعنابي.
والفرصة سانحة لعلي مبخوت صاحب الـ83 هدفاً دولياً كهداف أعلى للأبيض بينها الهدف الأسرع بتاريخ البطولة بعد 14 ثانية بمرمى البحرين 2015 كي يسجل للبطولة الثالثة على التوالي، وهذا حققه سبعة لاعبين من قبل بينهم العراقي يونس محمود الذي سجل في أربع بطولات، وهو يتطلع للقب الهداف التاريخي للمسابقة بعدما سجل تسعة أهداف في آخر بطولتين وهو هداف نسخة 2015 بخمسة أهداف.
بلغ الأبيض الإماراتي المربع الذهبي لنسخة 1992 وخاض نهائي 1996 ولعب المباراة الترتيبية 2015 وعاد ليبلغ المربع الذهبي 2019، والبسمة الأهم لهونغ كونغ في البطولة أنها من الرعيل القديم ومستضيفة البطولة الأولى 1956 وأحد طرفي المباراة الأولى، ولاعبها أو تشي ين هو صاحب الهدف الأول في البطولة.
فوارق واضحة
الفوارق ظاهرة في المباراة الثالثة اليوم بين إيران وفلسطين عندما يصطدمان في اللقاء الأول بينهما في النهائيات، وكما أن هونغ كونغ تبحث عن الفوز الأول فإن الفدائي يتوق للأمر ذاته ولكنه يواجه أحد عمالقة القارة.
المباراة تجمع صاحب أكبر عدد من الانتصارات في البطولة بـ41 فوزاً بمواجهة أحد ثمانية منتخبات لم تحقق الفوز في الظهور الثالث، والمنتخبات الأخرى التي لم تحقق الفوز هي بنغلادش واليمن والفلبين واليمن الجنوبي وفيتنام الجنوبية وتركمانستان.
إيران لم تخسر في آخر عشرين مباراة خاضتها في دور المجموعات محققة الفوز في 15 منها، والمرة الوحيدة التي خسرت في الظهور الأول كانت أمام العراق عام 1996 بهدف لاثنين.
إيران ثانية التصنيف الآسيوي في المركز 21 عالمياً وفلسطين في التصنيف 99 عالمياً والسابع عشر قارياً، وميزة الأشقاء أنهم يحضرون للمرة الثالثة توالياً على مستوى النهائيات، ولكنهم لم يعبروا دور المجموعات رغم تعادلهم مرتين في النسخة الماضية أمام جاريها في بلاد الشام سورية والأردن دون أهداف، ويحسب لها أنها نافست على التأهل حتى الصافرة النهائية قبل أربع سنوات.
سيرياهوم نيوز1-الوطن