أعلنت وزارة الصحة التابعة لحماس الإثنين أن أكثر من 24 ألف شخص استشهدوا في قطاع غزة منذ بدء الحرب بين إسرائيل وحركة حماس قبل أكثر من مئة يوم والتي تثير توترات متزايدة في الشرق الأوسط.
وأفادت الوزارة باستشهاد أكثر من مئة فلسطيني في قصف وغارات إسرائيلية كثيفة خلال 24 ساعة في قطاع غزة، بينما قتلت امرأة وأصيب آخرون بجروح في عملية دهس في مدينة رعنانا في وسط إسرائيل. وتم توقيف المنفذين الفلسطينيين.
وتبقى المخاوف قائمة من اتساع رقعة النزاع مع استمرار أعمال العنف ليس فقط داخل إسرائيل والأراضي الفلسطينية المحتلة، بل على الحدود الإسرائيلية اللبنانية، وفي الممرات البحرية قرب باب المندب والبحر الأحمر مع مواصلة الحوثيين اليمنيين تنفيذ هجمات على سفن. وأعلن اليوم عن إصابة سفينة بصاروخ قبالة جنوب شرق عدن.
في اليوم الواحد بعد المئة للحرب، قالت وزارة الصحة التابعة لحماس إن حصيلة العمليات العسكرية الإسرائيلية في القطاع المحاصر ارتفعت إلى 24100 شهيدا و60834 جريحًا غالبيتهم من النساء والفتية والأطفال. وأضافت أن 132 منهم قتلوا في الساعات الأربع والعشرين الأخيرة، مشيرة الى أن عددا من الضحايا لا يزالون تحت الركام وفي الطرق ولا يمكن الوصول إليهم.
واندلعت الحرب بعد هجوم غير مسبوق شنته الحركة في السابع من تشرين الأول/أكتوبر على إسرائيل أدّى الى مقتل نحو 1140 شخصا، غالبيتهم من المدنيين، بحسب تعداد لوكالة فرانس برس استنادا إلى مصادر إسرائيلية رسمية. وخطف نحو 250 شخصًا كرهائن خلال الهجوم، لا يزال 132 منهم محتجزين، بينهم 25 على الأقل قتلوا، وفقًا للسلطات الإسرائيلية. وأُطلق سراح أكثر من مئة بموجب هدنة في أواخر تشرين الثاني/نوفمبر، لقاء الإفراج عن 240 معتقلا فلسطينيا من سجون إسرائيلية.
وردّا على الهجوم، تعهدت إسرائيل بـ”القضاء” على حماس وتشن منذ ذلك الحين حملة كثيفة من القصف والغارات المدمرة اتبعتها بهجوم بري منذ 27 تشرين الأول/أكتوبر.
– “الطحين والماء فقط” –
وقالت حماس إن القصف المدفعي والغارات استهدفت خلال الساعات الأخيرة مجددا خان يونس ورفح في جنوب القطاع حيث تدور أعنف المعارك، بالإضافة إلى مناطق أخرى في قطاع غزة الذي يفتقر سكانه وعددهم 2,4 مليون نسمة إلى كل شيء، لا سيما الغذاء والدواء والوقود.
وقال الجيش الإسرائيلي إنه قتل شخصين “كانا يقومان بتحميل أسلحة في سيارة” في مدينة خان يونس، وهاجم “مركز قيادة لحماس” وضبط أسلحة.
ويتهّم الجيش مقاتلي حماس بالتحصّن في منشآت مدنية أو أنفاق تحتها، الأمر الذي تنفيه الحركة وتتهم إسرائيل بارتكاب “مجازر” واستهداف المستشفيات والمدارس ومنازل المدنيين.
وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن 1,9 مليون شخص اضطروا إلى النزوح داخل القطاع بسبب القصف والغارات.
في مدينة غزة (شمال) التي تدمرت بشكل كبير بسبب القصف الهجوم البري الإسرائيلي، أظهر شريط فيديو لوكالة فرانس برس تهافت آلاف الفلسطينيين على شاحنة تحمل مساعدات غذائية دخلتها الأحد.
وصعد عشرات الأشخاص على متن الشاحنة بينما أحاط بها آخرون، بينما كانت تحاول التقدم ببطء شديد.
وقال عمر الشندوقلي لفرانس برس “نحن بحاجة الى أهم السلع. ما زلنا منذ ما يقارب الشهر لم نعرف طعم الطحين، نعيش على… بضع حبات من الأرز، وهذا الأرز لا يقيت إنسانا”.
وتابع “نناشد كل العالم، نناشد المسلمين ونناشد الغرب… بعد الله عزّ وجلّ أن يرسلوا لنا الطحين والماء. أرسلوا لنا الطحين والماء فقط”.
وأكد بيان مشترك لمنظمة الصحة العالمية وبرنامج الأغذية الدولي ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة الأحد “أن هناك حاجة ملحة الى تغيير جذري في تدفق المساعدات الإنسانية الى غزة”.
ودعا الى تأمين طرق إمداد “بشكل أكثر امنا واسرع”، محذرين من أن مستوى المساعدات الحالي “أقل بكثير مما هي الحاجة لتجنّب مزيج قاتل من الجوع وسوء التغذية والمرض”.
– عملية في وسط إسرائيل –
في إسرائيل، قتلت امرأة وأصيب 13 شخصًا آخرين بجروح الاثنين في عملية دهس في مدينة رعنانا، وفق الشرطة ومصادر طبية.
وقال قائد الشرطة كوبي شابتاي للصحافيين إن “منفذَي الهجوم من منطقة الخليل في جنوب الضفة الغربية. قادا مركبتين مسروقتين وقاما بدهس عدد من الأشخاص”.
وأفاد مستشفى مئير الطبي في كفار سابا بالقرب من رعنانا في بيان إن “امرأة مصابة وصلت في حالة حرجة بعد أن صدمتها سيارة في رعنانا وتوفيت متأثرة بجروحها”.
وأفادت خدمات الإسعاف أنها أحصت 17 جريحًا على الأقل، بينهم اثنان في حالة خطيرة. وقالت مستشفيات في المنطقة إن بين الجرحى تسعة أطفال أحدهم إصابته خطيرة.
وقال جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي في بيان إنه يحقّق مع المشتبه بهما اللذين يبلغان من العمر 25 و44 عاما. وقالت الشرطة إنهما “من أصحاب السوابق الجنائية والأمنية، ودخلا بطريقة غير قانونية إلى إسرائيل”.
ويأتي ذلك غداة مقتل خمسة فلسطينيين برصاص الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية المحتلة، بينهم اثنان قرب الخليل، وفق وزارة الصحة الفلسطينية.
وتشهد الضفة الغربية التي تحتلّها إسرائيل منذ 1967، تصاعداً في وتيرة أعمال العنف منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحماس في غزة، ما أدى الى مقتل واعتقال مئات الفلسطينيين في عمليات اقتحام للمدن والمخيمات.
واستشهد أكثر من 340 فلسطينيا بنيران الجيش أو مستوطنين إسرائيليين في الضفة الغربية منذ اندلاع الحرب، بحسب أرقام وزارة الصحة الفلسطينية.
وفي الضفة أيضا، اعتقل الجيش والشرطة الإسرائيليان 25 طالبا من جامعة النجاح الوطنية في نابلس بشبهة الانتماء الى حماس، بحسب ما أكد مسؤول في الجامعة ونادي الأسير الفلسطيني.
وأكد الجيش الإسرائيلي اعتقال “تسعة مطلوبين مرتبطين بخلية طلاب حماس”.
وبثت حماس مقطعا مصورا أمس الأحد يظهر ثلاثة إسرائيليين تحتجزهم في غزة وحثت الحكومة الإسرائيلية على وقف هجومها الجوي والبري والتفاوض بشأن إطلاق سراحهم.
وانتهى المقطع المسجل غير المؤرخ، ومدته 37 ثانية، الذي تظهر فيه فتاة تدعى نوعا أرجماني (26 عاما) ويوسي شرعابي (53 عاما) وتايس فيرسكي (38 عاما) بتعليق “غدا (الاثنين) سنخبركم بمصيرهم”.
ومن بين نحو 240 شخصا احتجزتهم حماس في هجوم عبر الحدود، أُطلق سراح نحو نصفهم في هدنة تم التوصل إليها في نوفمبر تشرين الثاني. وتقول إسرائيل إن 132 لا يزالون في غزة، وإن 25 منهم ماتوا في الأسر.
ودعا وزير الخارجية الصيني وانغ يي في تصريحات أدلى بها أمس الأحد في مصر إلى الاستئناف الفوري لمحادثات السلام الإسرائيلية الفلسطينية بما يشمل “صياغة جدول زمني محدد وخريطة طريق لتنفيذ ’حل الدولتين’”.
ولم تجر محادثات سلام منذ انهيار الجولة الأخيرة منها بسبب مطالب غير قابلة للتسوية من الجانبين في عام 2014. ولا تحظى السلطة الفلسطينية المدعومة من الغرب بشعبية كبيرة بين الفلسطينيين وأعضاء حركة حماس المنافسة لها والتي تحكم غزة منذ عام 2007 وتعهدت بتدمير إسرائيل.
ويتجاهل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الدعوات لوقف إطلاق النار ويقول إن إسرائيل ستمضي قدما حتى تحقق النصر الكامل على حماس وتستعيد الرهائن المتبقين.
– استهداف سفينة في البحر الأحمر –
على جبهة أخرى، أعلنت وكالتان بريطانيتان للأمن البحري أن صاروخاً أصاب سفينة مملوكة لشركة أميركية، إلى جنوب شرق ساحل عدن في اليمن، بعد ساعات من إعلان الأميركيين إسقاط صاروخ كروز أطلقه الحوثيون في جنوب البحر الأحمر.
وأشارت وكالة “يو كاي أم تي أو” التي تديرها القوات البحرية البريطانية إلى أنها تلقت تقريراً عن حادثة وقعت “على بُعد 95 ميلا بحرياً إلى جنوب شرق عدن”، لافتة إلى أن “صاروخاً، أصاب من أعلى الجهة اليسرى من السفينة”.
وأفادت وكالة “أمبري” من جهتها بأن “تقارير أفادت أن ناقلة بضائع مملوكة للولايات المتحدة ترفع علم جزر مارشال أصيبت بصاروخ أثناء عبورها في ممر النقل الدولي”، مشيرة إلى أنها كانت “في طريقها إلى قناة السويس”.
وتحدثت عن “نشوب حريق في مخزن… ولم يتم الإبلاغ عن وقوع إصابات”. وقيّمت الهجوم بأنه “استهداف للمصالح الأميركية رداً على الضربات العسكرية الأميركية على المواقع العسكرية للحوثيين في اليمن”.
ونفذت القوات الأميركية والبريطانية فجر الجمعة عشرات الغارات على مواقع عسكرية تابعة للحوثيين المدعومين من إيران، في العاصمة صنعاء ومحافظات الحديدة وتعز وحجة وصعدة، رداً على هجمات الحوثيين في الأسابيع الماضية على سفن تجاريّة في البحر الأحمر. ويقول الحوثيون إنهم يستهدفون سفنا مرتبطة بإسرائيل أو متّجهة إلى موانئ إسرائيلية قرب مضيق باب المندب الاستراتيجي، تضامنًا مع غزة.
ودعت إيران الاثنين الولايات المتحدة وبريطانيا الى “وقف الحرب ضد اليمن” في أعقاب ضرباتهما الأخيرة. حذرت دول عدة الحوثيين من مغبة “تهديد الملاحة” في البحر الأحمر.
في لبنان، أعلن حزب الله في بيانات الإثنين تنفيذ ثلاث هجمات على الأقل على مواقع عسكرية حدودية إسرائيلية.
وكان الجيش الإسرائيلي الذي يعلن بشكل يومي شنّ غارات في جنوب لبنان تستهدف مجموعات و”بنى تحتية” للحزب، أكد الأحد وفاة أم وابنها جراء إطلاق صاروخ من لبنان.
من جهته، دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الاثنين إلى “وقف إنساني فوري” لإطلاق النار في الحرب الدائرة منذ أكثر من مئة يوم بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة.
وقال غوتيريش في مؤتمر صحافي في نيويورك “نحتاج إلى وقف إنساني فوري لإطلاق النار لضمان وصول المساعدات إلى المحتاجين إليها وتيسير الإفراج عن الرهائن ولإخماد لهيب حرب أوسع نطاقًا. إن طول أمد الصراع في غزة سيزيد مخاطر التصعيد وإساءة الحسابات”.
سيرياهوم نيوز 2_راي اليوم