آخر الأخبار
الرئيسية » عربي و دولي » نائب رئيس الموساد:”التواصل مع الملك لم ينقطِع بتاتًا لإيمانه بأنّ مفتاح البيت الأبيض موجود بإسرائيل و”لعبنا دورًا محوريًا لإقناع واشنطن بالاعتراف بسيادة المغرب على الصحراء الغربيّة”

نائب رئيس الموساد:”التواصل مع الملك لم ينقطِع بتاتًا لإيمانه بأنّ مفتاح البيت الأبيض موجود بإسرائيل و”لعبنا دورًا محوريًا لإقناع واشنطن بالاعتراف بسيادة المغرب على الصحراء الغربيّة”

زهير أندراوس:

كشف نائب رئيس جهاز الموساد الإسرائيليّ السابق، رام بن باراك، النقاب عن أنّه قال قبل خروجه للتقاعد تلقّى طلبًا فيما يتعلّق بإرادة ورغبة المغرب بالحصول على اعترافٍ من كلٍّ من واشنطن وتل أبيب بالسيطرة على الصحراء الغربيّة، لافتًا إلى أنّ اتفاق التطبيع الأخير مع المغرب لا يرتبِط بصورةٍ وثيقةٍ مع رئيس الوزراء الحالي بنيامين نتنياهو، كما قال.

وتابع بن باراك، وهو اليوم نائب في الكنيست عن حزب (يوجد مستقبل)، أنّ تطبيع العلاقات وإقامة الاتصالات الدبلوماسية بين إسرائيل والمغرب اتفاق تاريخي، كاشفًا أنّ العلاقات الإسرائيلية السريّة مع القصر الملكي في المغرب استمرّت لسنوات عديدة، لكن تم الكشف عنها علانية مع الزيارة المفتوحة لرئيس الوزراء ووزير الأمن الأسبق إسحق رابين عام 1994، ووصلت إلى القمّة مع افتتاح مكتب مصالح بتل أبيب والرباط، وفق أقواله.

 كما أوضح أنّ إغلاق مكتب المصالح المغربية في إسرائيل تمّ لدوافع سياسية، مع اندلاع الانتفاضة الثانية في أيلول (سبتمبر) من العام 2000، واشتعال الصراع الإسرائيلي الفلسطيني مجددًا، لكنّ العلاقات المغربيّة الإسرائيليّة بقيت تحت السطح، وعلى نحوٍ خاصٍّ في المسائل الأمنيّة.

 وفي هذا الإطار أكّد النائب السابق لرئيس الموساد أنّ المؤسسة العسكرية والأمنية الإسرائيلية، بما فيها الموساد، حافظت على اتصالات مستمرة مع المغرب، وحافظت عليها من أجل تعزيز القوى المعتدلة في شمال أفريقيا، والمساعدة في الحرب المشتركة ضدّ المنظمات الجهادية العالمية وإيران، على حدّ زعمه.

 وأشار بن باراك، الذي خرج للتقاعد بعد رفض رئيس الوزراء تعيينه في رئاسة الجهاز، أشار إلى أن إسرائيل غالبًا ما نظرت إلى المملكة المغربية كحكومة معتدلة ذات تأثير كبير في الوطن العربي، وتشكل شعبية الملك محمد السادس بين قادة العالم، ومكانته الخاصة في جامعة الدول العربية، ميزة سياسية وإستراتيجية ضخمة، خاصة بعد أن اتخذ خطوته في أيار (مايو) 2018 بسحب السفير المغربي لدى طهران، وطرد السفير الإيراني من الرباط، الأمر الذي كان أكثر من إشارة جدية للملك في حربه ضدّ ما أسماه بن باراك بـ”الجهاد العالميّ”، متجاهِلاً أنّ رئيس الوزراء المغربيّ، الذي وقّع على اتفاق التطبيع، ينتمي لحزبٍ قريبٍ من جماعة (الإخوان المسلمين.

 وبحسب أقواله، كما نشرها في صحيفة (معاريف) العبريّة، فإنّ القناعة السائدة في المغرب، والقصد لدى الملك وصُنّاع القرار، وليس الشعب، تؤكّد أنّ مفتاح البيت الأبيض موجود في تل أبيب أيضًا، ومثل هذا المحور يمكن أنْ يساعد الرباط في أروقة الإدارة الأمريكيّة، و”عندها توصلتُ إلى قناعةٍ بأنّ هناك فرصة كبيرة بأنْ يوافق المغرب، في إطار الاعتراف الأمريكيّ بسيادته على الصحراء الغربية، لتحسين العلاقات مع إسرائيل، وإعادة فتح مكتب المصالح في تل أبيب، والموافقة على الرحلات الجوية المباشرة من إسرائيل، كما أكّد.

 بالإضافة إلى ما ذُكِر أعلاه، كشف بن باراك أنّه “من أجل التحقق من هذا الاقتراح، عقدت اجتماعات مع مسؤولين مغاربة كبار، وسمعت منهم أن الملك مستعد لتعزيز هذه الخطوة السياسية الإقليمية، وتوجهت لكبار المسؤولين الأمريكيين المقربين من الإدارة، ثم عقدت مباشرة اجتماعات في البيت الأبيض مع مستشار الرئيس جيسون غرينبلات، وممثلي مجلس الأمن القومي ووزارة الخارجية”.

كما أكّد أنّ تطبيع علاقات المغرب وإسرائيل هو بلا شك اختراق له تداعيات جغرافية إستراتيجية واسعة في مجالات الاقتصاد والتجارة والزراعة والمياه والطاقة، وبالطبع الأمن والسياسة، وإن سياسة الملك محمد السادس في قيادة الدول العربية المعتدلة لها مساهمة مباشرة في الأمن القومي لإسرائيل، وتعزيز مكانتها بين الدول العربية، بحسب تعبيره.

 وزعم في ختام أقواله أنّه خلافًا للدول العربيّة الأخرى، فإنّه تجمع إسرائيل والمغرب علاقة مشتركة ترتكِز على أسس مستقرة وطويلة الأمد، موضحًا أنّه من المحادثات واللقاءات التي أجراها مع المسؤولين في الرباط، توصّل إلى نتيجةٍ مفادها أنّ توجّه الملك محمد السادس نحو سلام حقيقي ودافئ مع إسرائيل، وفي قيادته الخاصة سيؤدي لعلاقات معها دون هوادة، ودون عودة منها، كما قال.

يُشار إلى أنّ بن باراك ينتمي إلى صناعي القرار في تل أبيب، الذين لا يخفون سعيهم الحثيث من أجل “إخفاء” نتنياهو عن الحلبة السياسيّة، ولكن مع ذلك، يجِب الإشارة إلى أنّ أقواله لا تندرِج في إطار تصفية الحسابات الشخصيّة مع نتنياهو، الذي رفض منحه رئاسة الموساد، وقرّر في العام 2015 تعيين المُقرّب منه، يوسي كوهين، الذي سيُنهي خدمته في الأشهر القريبة.

 

سيرياهوم نيوز 5 – رأي اليوم 1/1/2021

x

‎قد يُعجبك أيضاً

ما الإجراءات التي ستتخذها إدارة ترامب ضد المؤيدين لفلسطين؟

  قناة “أن بي سي نيوز” الأميركية تقول إن إدارة ترامب والجمهوريين في الكونغرس، يعملون على صياغة إجراءات صارمة ضدّ المتظاهرين والناشطين المؤيدين للفلسطينيين وقادة ...