أحمد يوسف داود
في عام الفٍ وسبع مائةٍ وواحدٍ وسبعينَ أصدرَ كبيرُ حاخاماتِ أَمبراطوريّةٍ النمسا كتاباً يَذكرُ فيهِ اسمَ (السّاميّينَ) كاسمٍ دالٍّ على يَهودِ الغَربِ الأَوربّيِّ الذينَ كانوا يَعمَلونَ على تَهويدِ كلِّ المَسيحِيّينَ في ذلك الغَربِ!.
وقد نَجَحوا في هذا الأمرِ إلى حَدٍّ كَبيرْ، وهذا ماأكدَّهُ كِتابٌ لأَحدِ أَصدقائي هُوَ الباحثُ الراحلُ المَرحومْ ميشيل منيِّرْ، وعنوانُ الكِتابِ هوَ: (كَنيسٌ في الكَنيسَةْ)، تَمّتْ صِياغتُهُ بدِقةٍ فائِقةْ، حتّى أنَّ قارِئَهُ لَيجِدُ مرجِعاً أَو عِدّةَ مَراجِعَ لكلِّ فِكرَةٍ أَو قَولٍ ذي قيمَةٍ فيهْ!.
وبالمناسبةِ هُنا يُذكرُ كُتّابُ التّاريخِ الَّذينَ يُوثَقُ بٍهم أنَّ أُصولَ يَهودِ الغَربِ تَعودُ إلى جُملَةِ فِئاتٍ كانتْ تَسكُنُ بينَ بٍحرِ الخَزَرِ وبَحرِ قَزوينْ، ولا عَملَ لَهم غيرُ الإِغارةِ على قَوافلِ طَريقِ الحَريرِ لنَهبِها، وليسَ لهم أَصلاً أَيُّ دينٍ مَعروفْ!.
وقد أَرسَلَ لهم هارونُ الرَّشيدُ وَفداً يَدعوهم إلى الإسلامِ فرَفَضوا، وكانَ في الوفدِ ابنُ فَضلانَ الذي وَصفَ حَياتَهُمُ بأنّها تَعومُ في قذارةٍ لانَظيرَ لها، بالتفصيل!.
وبَعدَهُ أَرسَلَ أَمبراطورُ القِسطنطينيّةِ وفداً يَدعوهم إلى إلمَسيحِيّةِ فرَفضوا أَيضاً، لَكنّهم قَبِلوا أنْ يَتهوّدوا على يَدِ داعيةٍ يهوديٍّ عَرِفَ كيف يُقنِعُهم بالتّهوّدْ!.
وفي وَقتٍ تالٍ دَفعَهم غُزاةٌ أَشداءُ من أَواسطِ آسيا إلى التّوجُّهِ سَريعاً نَحوَ أوروبا هرباً من سَطوَتِهم حَيثُ يَأْمُرُ المُلوكُ والأمراءُ الأوربِّيّونَ بِوضعِهم في مَحاجِرَ خاصَّةٍ بِهم، لكنَّ شِدّةَ حاجَةِ أولئكَ المُلوكِ والأُمراءِ المُتَزايِدةَ إلى المالِ أرُْغَمتْهم على الاستِدانَةِ مِنْهم، حتّى إِنّهم قَرّبوهم مِنهُم سِرّاً، ثم عَلانِيَةً، ثمّ كانتِ النّتيجَةُ أًنْ “هَوّدوهم!” بتَحويلِهم إلى مُناصِرينَ لهم، لايُريدونَ مِنهم إلّا المالْ.. وفي النّتيجَةِ صارتْ قُوّةُ ذلكَ المالِ هيَ الأَعلى!.
ومن أوروبا هذه بَلغَ التَّهوُّدُ ذَروتَهْ دونَ إِعلانْ، وانتهى الأمرُ بقبولِ أولئكَ الخزرِ المُتهوِّدينَ وما يدَّعونَهُ قَبولاً تامّاً، وراحتْ الأكاذيبُ الّتي يَدَّعونَها: ككِذبةِ أَنّهم (ساميّونَ) تَترَسّخُ لدى الأوربّيّينَ حتى تَمَّ فَرضُها على العالمِ بِقُوّةِ المالِ المَنهوبْ، دونَ أَنْ يُعرَفَ تاريخيّاً أيُّ مَدلولٍ عِلميٍّ لهذِهِ التّسميَةِ المُختَرَعةْ!.
(خاص لموقع سيرياهوم نيوز)