آخر الأخبار
الرئيسية » كتاب وآراء » خطوة أولى ناقصة من قيادة حزب البعث….

خطوة أولى ناقصة من قيادة حزب البعث….

 

باسل علي الخطيب

(عندما يكون الأمل بحجم حزب)….هذا كان عنوان مقال كتبته قبل أسابيع ثلاث بمناسبة انعقاد اجتماع اللجنة المركزية للحزب و ماصدر عنها من قرارات…
كلنا استبشرنا ونستبشر أن هناك حركة تصحيحية واعدة ضمن الحزب، وهذا يعني أن هذه الحركة ستمتد حكماً لكل الدولة…
وظني من خلال ماسمعته من كلمة الأمين العام للحزب السيد الرئيس بشار الأسد أن هذه الحركة التصحيحية هي مشروع السيد الرئيس الكبير لإعادة الروح للحزب والنهوض بالدولة وإعادة إعمار البلد…وقد أعطى السيد الرئيس من خلال كلمته أمام أعضاء اللجنة المركزية الخطوط العريضة لعملية الإصلاح تلك..

لا أذيع سراً إن قلت أن ركيزتي هذه الحركة التصحيحية يجب أن تكونا العقلية والعدة….أما العقلية، فسنتحدث عنها في مقال آخر…حديثنا اليوم عن العدة…
مالمقصود بالعدة؟…
اقصد بها ادوات التغيير أو التصحيح أو الإصلاح، وهذه الأدوات هي الأشخاص والأفكار….قولاً واحداً لايمكن أن يتم التصحيح عبر ذات الأشخاص الذين كانوا هم واساليبهم وعقليتهم أحد الأسباب التي استوجبت التصحيح…

قريباً سيكون هناك اجتماع موسع للجنة المركزية، وهو هكذا حسب المسمى، ولكنه يكاد يكون مؤتمراً قطرياً، واعتقادي أنه سيكون اجتماعاً مفصلياً في مسيرة الحزب، وعليه سيبنى الكثير، سواء من حيث المسارات أو السياسات….

جاءت المفاجأة من خلال بعض شروط الترشح إلى هذا الاجتماع الموسع للجنة المركزية، وهذا ماشكل صدمة أو نوعاً من انخفاض لسقف التوقعات والآمال، وهنا أعتقد أن من وضع شروط الترشح لم يفهم مغزى كلام السيد الرئيس، أو أنه يريد الأمور وفق تصوره وقد بدأ يخشى على موقعه، بل إنه وكأنه من خلال ذلك يضع العصي قاصداً في عجلة تلك الحركة التصحيحية….

فأحد شروط الترشح أن يكون المرشح قد تولى مهمة قيادية اقلها عضو قيادة شعبة ولمدة عامين على الاقل، أي أنه تم حصر الترشح فقط باصحاب المواقع القيادية في الشعب والفروع الحزبية وفي المنظمات الشعبية والنقابات والإدارات الفرعية والعامة وغيرها……
خلاصة الكلام أن المرشح يجب أن يكون أو كان في موقع قيادي ما….
حسناً، مالذي استفدناه إذاً؟….
أليس أغلب هؤلاء هم سبب اغلب مانحن فيه من حال سيئة على مستوى الحزب وشعبيته، وعلى مستوى الإدارات وفسادها، وعلى مستوى المنظمات والنقابات وترهلها وعجزها؟!!…
أنا لا أقول بحجب حق هؤلاء بالترشح، ولكن لنفتح باب الترشح على مصراعيه، السنا نهدف إلى الإصلاح وبالتالي الاستفادة من كل الكفاءات والإمكانات والطاقات؟ أليس حزبنا امام مفترق طريق خطير دونه وجوده ومصيره، و أن قابليته أو شعبيته عند الناس هي في الحدود الدنيا، وبالتالي علينا الخروج من الطريقة النمطية في التفكير؟..

كيف لمن كانت عقليته وأسلوبه وقلة كفاءته وضحالة تفكيره وانانيته وعقليته المتحجرة والانكى من ذلك فساده أو افساده سبباً في كل هذا الاهتراء الذي طال الحزب والدولة أن يكون هو الوحيد الذي سيتولى عملية إصلاح الوضع؟…

اقسم بالله أعرف قيادات في فرع الحزب حاليين أو سابقين، أعرف قيادات شعب وأعضاء قيادات شعب، أعرف رؤساء منظمات شعبية وأعضاء قيادات في هذه المنظمات، أعرف قيادات في النقابات والاتحادات المختلفة من عمال و فلاحين وغيرها، أعرف مدراء وأعضاء مكاتب تنفيذية، أعرف أشخاصاً في مواقع المسؤولية على مدى الأعوام الثلاثة عشر السابقة، واكرر حاليين و سابقيين، وأقصد بحاليين، أنهم مازالوا على رأس مواقعهم، أقسم بالله و يقيناً انني لن اسلم أحدهم ولو عنزتين ليرعى ويسرح بهما، بعضهم لايؤتمن على مزبلة، بعضهم ثقافته وتفكيره لايرتقوا إلى ركبتي تلميذ مدرسة في الصف الثالث، بعضهم لايجيد تركيب جملة مفيدة ولاحتى تركيب جملة غير مفيدة، بعضهم قد طمه الفساد حتى خرج من انفه، أنا أقول الأمور هكذا بشكل مباشر ومن دون مواربة ليس لأن ذلك حقيقة يعرفها الأغلبية، بل لأن ذلك هو واجب علينا كمنتسبين مخلصين لهذا الحزب وهذه الدولة وهذا الوطن، واتسلح في كلامي هذا برؤية السيد الرئيس لعملية التصحيح هذه….

يكفي أن تكون شروط الترشح أن يكون المرشح عضواً عاملاً في الحزب قد مضى على عضويته عشر سنوات، وخمس لطلاب الجامعات، أن يكون حاصلاً على شهادة اقلها البكالوريا، أن يكون حسن السيرة ونظيف الكف، ومن لديه اولاد في سن الخدمة العسكرية أن يقدم بيان عن وضعهم التجنيدي سواء سابقا أو الآن، وان يمنع أي شخص قد هرب باولاده من الخدمة عبر نفوذه من الترشح، ومن كان في موقع المسؤولية سابقاً أو حالياً ويريد الترشح أن يتقدم بكشف حساب له ولعائلته يبين مايملك ومن أين….

أتمنى أن يعاد النظر بشروط الترشح، فعلى المحك ماهو اهم من إعادة تجديد الحزب، على المحك ماهو اهم من النهوض بالدولة، على المحك إعادة إعمار الامل، إعادة إعمار الروح، على المحك كل المستقبل…
(سيرياهوم نيوز ٣).

x

‎قد يُعجبك أيضاً

التغريبة العربية .. خطأ الســنوار وحزب الله .. المآذن الراقصة ومسامير التاريخ وسوبرمان جنوب لبنان

  نارام سرجون   لاشك أن أصعب شيء في التاريخ هو الدخول في التاريخ .. ولاشك أن أسهل شيء في التاريخ هو الخروج منه .. ...