على صفيح ساخن تمر الأيام السياسية في الولايات المتحدة الأمريكية حيث يحتدم الصراع كلما اقتربت ساعة صفر تنصيب الديمقراطي جو بايدن رسمياً رئيساً للولايات المتحدة الأمريكية في العشرين من الشهر الجاري مع استمرار الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب رفضه الاعتراف بهزيمته الانتخابية ومحاولاته التشويش على النتائج والضغط باتجاه تغيير بعضها حتى اللحظات الأخيرة من عمر ولايته.
وأدى أعضاء الكونغرس الأمريكي بشقيه النواب والشيوخ أمس اليمين الدستورية وسط أجواء مشحونة بين الديمقراطيين والجمهوريين حيث تولى الكونغرس الجديد مهامه في واشنطن وسط ترقب لحسم هوية الغالبية المعلقة في مجلس الشيوخ بانتظار انتهاء الانتخابات المقررة الثلاثاء في ولاية جورجيا فيما انخرط عدد من المشرعين الجمهوريين في محاولة تبدو غير مجدية لإلغاء فوز بايدن عبر الاعتراض على نتائج التصويت في بعض الولايات.
وأعلنت شبكة “سي ان ان” الأمريكية في الأول من الشهر الجاري أن نواباً جمهوريين قد يحاولون الطعن في نتائج الانتخابات الرئاسية الأمريكية خلال عملية إقرارها داخل الكونغرس في السادس من الشهر الجاري.
كما كشفت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية بالأمس مكالمة مسربة يهدد من خلالها ترامب سكرتير ولاية جورجيا براد رافنسبيرجر من تبعات جنائية إذا لم يتجاوب مع رغبته بإيجاد نحو 12 ألف صوت لقلب فرق الأصوات الانتخابية لصالحه مع منافسه بايدن فيما وصفت كامالا هاريس نائب الرئيس الأمريكي المنتخب هذا التهديد بأنه إساءة استخدام للسلطة فيما طالب وزراء دفاع أمريكيون سابقون بعدم تدخل القوات العسكرية الأمريكية في عملية الانتقال السياسي الجارية حالياً في الولايات المتحدة وفق الصحيفة ذاتها.
وفي التواقيت السياسية سيكون اليوم هو أول يوم في “الكابيتول هيل” بالنسبة لأعضاء الكونغرس في وقت احتفظ الديمقراطيون بالسيطرة على مجلس النواب في الانتخابات كما أعيد انتخاب نانسي بيلوسي رئيسة للمجلس بعد أن حصلت على عدد كاف من الأصوات لإعادة انتخابها في المجلس يوم الأحد الماضي.
ووفقاً لشبكة “سي ان ان” فإنه لن يتم تحديد ميزان القوى في مجلس الشيوخ حتى يوم غد على أقرب تقدير حيث تتجه كل الأنظار نحو ولاية جورجيا التي ستقرر الجولة الثانية من الانتخابات أي حزب سيفوز بالأكثرية في المجلس.
وقالت الشبكة “إذا احتفظ أي من الجمهوريين الحاليين كيلي لوفلر وديفيد بيرديو بمقعديهما فإن الحزب الجمهوري سيحتفظ بسيطرة الأغلبية في المجلس أما إذا فاز المنافسان الديمقراطيان جون أوسوف ورافائيل وارنوك فإن الديمقراطيين سيحصلون على السيطرة على مجلس الشيوخ بفضل تصويت نائبة الرئيس المنتخب كامالا هاريس”.
وأشارت إلى أن استطلاعات الرأي الأخيرة تظهر أن الأرقام متقاربة جداً في الولاية ولا يمكن التوقع بالنتائج قبل الانتهاء من فرز الأصوات.
وسيبدأ الكونغرس الأمريكي يوم الأربعاء المقبل الفرز الرسمي لأصوات المجمع الانتخابي حيث كتبت بيلوسي في رسالة إلى الديمقراطيين تحسباً لاجتماع المجلسين لفرز أصوات الهيئة الانتخابية “الأربعاء 6 كانون الثاني يوم مليء بالمعاني”.
وعادة ما تكون هذه الإجراءات روتينية إلا أنها تتسم بأهمية كبيرة هذا العام فقد أعلن 12 عضواً من مجلس الشيوخ وقرابة 140 نائباً نيتهم التصويت ضد فرز أصوات المجمع الانتخابي لصالح بايدن وذلك بسبب مزاعم أدلوا بها بوجود تزوير خلال الانتخابات وفق وكالة الصحافة الفرنسية وشبكة “سي ان ان” الأمريكية.
ووفق وسائل إعلام أمريكية فإن المشاورات بشأن نتائج المجمع الانتخابي قد لا تنتهي قبل صباح السابع من الشهر الجاري إذ على الكونغرس أن ينظر في كل اعتراض تقدمه أي من الولايات الأمريكية قبل التصويت على الحصيلة الأخيرة.
سيرياهوم نيوز 5 – سانا