د. بسام الخالد
كنت متوجهاً إلى محطة الوقود لتعبئة السيارة بمادة البنزين بعد أن وصلتني الرسالة العزيزة على نفسي من شركة ( محروقات)، عندما وصلت إلى المحطة وجدت الأضواء مطفأة على غير العادة وعندما اقتربت أكثر تبين لي أن المحطة، مغلقة، بحثت في الارجاء عن أحد العاملين فلم أجد، وعلى بصيص ضوء السيارة لمحت شخصاً منزوياً في ركن مظلم من أركان المكان يتحدث بهاتفه المحمول، اقتربت منه وسألته عن سبب الإغلاق، فأجابني: أنا زبون مثلك ولا أعرف السبب، وبعد لحظات استطرد قائلاً: وردني خبر للتو أن (الكازية قد تكون مشمّعة) لأنها مخالفة!
وعندما عدت أدراجي وصلني الخبر الجميل الذي يحدد الأسعار الجديدة للبنزين المدعوم وغير المدعوم، وهي الزيادة الثالثة خلال شهر ونصف تقريباً ليصبح الثمن ٢٥٠ ألف ليرة سورية لكل ٢٥ ليتر بنزين، وهنا أدركت سر إغلاق الكازية!
لكن عند سماعي الخبر (طرت من الفرح) وتفاءلت كثيراً برفع سعر البنزين لأنني موقن أن الحكومة الموقرة ستزيد الرواتب والأجور مجدداًً، بنفس النسبة أو أكثر، للعاملين في الدولة ليتمكنوا من مجاراة هذه القفزة الرائعة، وعدت للمنزل بعد استهلاك آخر ليتر من البنزين بانتظار الرسالة القادمة بالسعر الجديد، ولا أخفيكم القول بأني كنت في غاية الحبور لأن الزيادة القادمة على الراتب ستغطي، ليس ثمن البنزين بالسعر الجديد فحسب، بل ستغطي فاتورة الكهرباء الكبيرة التي علمت فيها منذ فترة والبالغة قيمتها أكثر من ١٠٠ ألف ليرة، والتي زادت غرامات التأخير عليها مع الملحقات الأخرى أكثر من ٢٥٪ وهنا شكرت الحكومة مسبقاً على حل هذه المعضلة.
عندها فقط تمكنت من النوم بهدوء في هذه الأجواء الباردة بدون تدفئة وحمدت ربي على انقطاع الكهرباء التي وفرت عليّ مئة ألف أخرى!
حتى اللحظة لم يخبُ تفاؤلي، وإذا انكسرت هذه الأمنية فسأزعل من الحكومة كثيراً وأقاطع كل منتجاتها..!!
(خاص لموقع سيرياهوم نيوز)