أمرت محكمة العدل الدولية إسرائيل اليوم باتخاذ تدابير منع وقوع أعمال إبادة جماعية بحق الفلسطينيين، وتحسين الوضع الإنساني في قطاع غزة، لكن القرار لم يتضمن نص «وقف إطلاق النار».
جاء ذلك خلال جلسة عقدتها محكمة العدل الدولية بمدينة لاهاي الهولندية للبت في طلب جنوب إفريقيا اتخاذ تدابير احترازية في دعوى «الإبادة الجماعية» المرفوعة ضد إسرائيل.
رئيسة المحكمة القاضية الأمريكية جوان دونوجو قالت ، في كلمتها خلال الجلسة: «نؤكد ولايتنا القضائية للبت في دعوى جنوب إفريقيا ضد إسرائيل».
وأضافت أن محكمة العدل الدولية رفضت طلب إسرائيل سحب دعوى جنوب إفريقيا ضدها.
قرار محكمة العدل الدولية أثار عاصفة من الجدل، واعتبره البعض هزيمة لإسرائيل، وعده البعض انتصارا منقوصا لغزة.
السفير محمد مرسي يرى أن الجيد في القرار أنه صدر بالأغلبية الساحقة لقضاة المحكمة، وأنه فرض علي إسرائيل ضرورة تنفيذ عدة تدابير عاجلة لحين إصدار المحكمة حكمها النهائي والذي سيستغرق عدة أشهر ستتدهور فيها أحوال الفلسطينيين.
وأضاف أن القرار يعكس بشكل أو بآخر صحوة الضمير العالمي وبما يمثل ضغطاً إضافياً علي إسرائيل، وهو بالتالي خطوة جيدة أخذاً في الاعتبار أيضا الضغوط العالمية التي تقودها أمريكا لحماية إسرائيل وإجهاض أي تحرك لإدانتها.
وعن سلبيات القرار قال السفير مرسي إنه لم يتضمن مطالبة لإسرائيل بوقف إطلاق النار، وهو ما سيفسر لصالح إسرائيل، ويعكس في نفس الوقت مدي تأثير تأثير اللوبي الصهيوني العالمي.
وتابع قائلا: “كما أن القرار لم يتضمن إشارة لاتفاقية الأمم المتحدة لحماية المدنيين وقت الحرب والتي وقعت عام 1949”.
وقال إن القراءة الأولية للقرار تدفعنا للقول بأنه قرار جيد في مجمله، موجها الشكر مجدداً لجنوب إفريقيا.
واختتم مؤكدا أن جميع القرارات الدولية لا قيمة لها ما لم تقترن بإرادة التنفيذ وبالقوة الكافية لإجبار إسرائيل علي الرضوخ لها، متمنيا مواصلة الضغوط علي إسرائيل حتي موعد إصدار المحكمة لقرارها النهائي .
في ذات السياق قال السياسي المصري زهدي الشامي إن قرار محكمة العدل الدولية سيغضب إسرائيل لكنه لن يرضينا نحن مناصرى شعب فلسطين.
وأضاف أن المحكمة أقرت كل طلبات جنوب أفريقيا ماعدا النص صراحة على إلزام إسرائيل بوقف الإبادة.
وقال إن ملخص العبارة فى قرار محكمة العدل الدولية وبما يشبه الإجماع يدين إسرائيل ويغضبها ويضعها فى موقف المتهم للمرة الأولى فى تاريخها، مشيرا إلى أنه يقر بمشروعية اتهامات جنوب افريقيا لاسرائيل وعدم مشروعية طلبات إسرائيل برفضها، ويقر كل الإجراءات المؤقتة التى طلبتها جنوب افريقيا ومنها مطالبة إسرائيل باتخاذ اجراءات فورية لمنع التدمير فى غزة، واتخاذ إجراءات لتحسين الوضع الإنسانى فى غزة، واتخاذ إجراءات ضد التحريض على ارتكاب جريمة الكراهية.
وقال إن المحكمة لم تتخذ القرار الأول والأهم الا وهو الوقف الفورى لاطلاق النار فى غزة، وبالتالى فقد أتاحت لاسرائيل الاستمرار فى الحرب والقتل مع إصدار تقارير بجهودها لتقليل ذلك وهو ما لن يرضينا على وجه القطع ، ويختلف عن حكمها فى قضية ميانمار الذى نص صراحة على وقف إطلاق النار.
وخلص إلى أنه فى ظل تجاهل وقف إطلاق النار ستظل كل القرارات الأخرى مجرد حبر على ورق.
من جهته قال السفير فوزي العشماوي إن قرار محكمة العدل الدولية بشأن دعوي جنوب أفريقيا ضد إسرائيل، أثار مشاعر متباينة،فمن ناحية خيبة أمل كبيرة بسبب عدم استجابة المحكمة للمطلب الاول لجنوب أفريقيا بالوقف الفوري لإطلاق النار وأعمال العنف والقتل الاسرائيلية والتي ترقي لمستوي الإبادة الجماعية، ومن ناحية اخري ارتياح كبير للسابقة التاريخية الاولي بخضوع إسرائيل للمرة الاولي للقضاء الدولي بقبول المحكمة الاختصاص في الدعوي واستجابتها للطلبات الثمانية الاخري التي طلبتها جنوب أفريقيا والمتعلقة باتخاذ إسرائيل كافة التدابير لمنع ارتكاب أعمال الإبادة الجماعية بحق الفلسطينيين وتقديمها ( إسرائيل ) تقريرا للمحكمة في غضون شهر ( جنوب أفريقيا طالبت بتقديم التقرير خلال اسبوع فقط ) لما ستتخذه من تدابير بهذا الشأن.
وخلص إلى أن قرار محكمة العدل الدولية خطوة مهمة للامام في طريق خضوع إسرائيل للمسئولية علي جرائمها وحماية الشعب الفلسطيني، ولكنها لم ترق مثلا لحكم المحكمة في حالة ميانمار التي طلبت فيها من السلطات الميانمارية وقف كل الأعمال العسكرية ضد اقلية الروهينجا فورا، ومايثير الحيرة والاستغراب هو استجابة المحكمة لكل طلبات جنوب أفريقيا فيما عدا المطلب الاول والاهم، وتصويت كل القضاة فيما عدا القاضي الاسرائيلي علي العديد من هذه الطلبات !
كانت محكمة العدل الدولية في لاهاي في 11 و12 يناير الجاري، جلستي استماع علنيتين، في إطار بدء النظر بالدعوى التي رفعتها جنوب إفريقيا ضد إسرائيل بتهمة ارتكاب جرائم إبادة جماعية بحق الفلسطينيين في قطاع غزة.
سيرياهوم نيوز 2_راي اليوم