الرئيسية » كتاب وآراء » معركة لم تنته

معركة لم تنته

رشا عيسى  2021/01/6

لم تنته الانتخابات الرئاسية من طرف الرئيس الأميركي المنتهية ولايته دونالد ترامب المصر على إنكار خسارته سواء في الانتخابات أو في معركة الطعون التي يقدمها ضد النتائج الانتخابية والتي أكدت فوز خصمه الديمقراطي جو بايدن.

ما يعمل عليه ترامب حالياً هو الاتجاه لتقويض النظام الذي هزمه وزعزعه عبر التشكيك به وبقانونيته والذهاب بالتوازي مع ذلك لزج مناصريه في الشوارع وقسم منهم يحمل السلاح، أي محاولة دفع الأمور نحو مواجهات لا يمكن التنبؤ بنتائجها.

حالة الجدل الطويلة التي يجهد ترامب لإبقائها دائرة حول عمليات “سلب وسرقة” للانتخابات يهدف من ورائها لعدم تسليم السلطة لبايدن والبقاء في البيت الأبيض بعد قلب نتائج الانتخابات ما يعني أنه على استعداد لفعل أي شيء لتحقيق ذلك السيناريو.

مناورات ترامب لا تتوقف, والتهديد والوعيد أيضاً يزداد شراسة مع اقتراب موعد تسليم السلطة وتنصيب بايدن رئيساً جديداً والمتوقع خلال أقل أسبوع من الآن.

وكذلك مسار مقاومة الاعتراف بالهزيمة يتصاعد رغم كم الفضائح التي لحقت بترامب وآخرها فضيحة التسجيل الهاتفي له وهو يحاول إقناع المسؤول عن الانتخابات في ولاية جورجيا بالتصديق على طعون النتائج المقدمة لصالحه مستخدماً الضغط والإطراء في آن معاً.

يجسد ما يحدث في الولايات المتحدة حالة حقيقية من التحايل على الديمقراطية من الطرفين على حد سواء وإن كان ترامب مثالاً صارخاً لفرضية السيطرة والعسكرة والعنصرية التي فعّلها خلال سنوات حكمه وهدم ما تبقى من “الديمقراطية” الأميركية المشوهة والمحطمة أصلاً بفعل سياسات أسلافه، فالديمقراطيون أيضا ينتهجون خطاً لا يتجانس مع الديمقراطية عبر شيطنة الطرف الآخر وإبقائه في دائرة الشر وغياب خطاب الوحدة الجامعة لأطياف المجتمع الأميركي لتبقى لغة المصالح هي الأقوى على مبدأ (من يخالفنا يصنف عدونا) وإن اختلفت الأساليب والوسائل بين الطرفين.

وسط هذه الأجواء المشحونة والتجاوزات والكراهية الحزبية والشخصية تتجه أمريكا لفتح حقبة جديدة يبدو فيها التخلص من إرث ترامب والضغائن المتفشية ضرباً من الخيال.

(سيرياهوم نيوز-تشرين)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

عن إعادة التموضع.. ودور النُخَب

      بقلم :بسام هاشم   هفي مرحلة ما بعد الانتصار على الإرهاب، وفي سياق إعادة بناء الدولة الوطنية، تجد سورية نفسها أمام تحديين ...