ليس من السهل أن تكون رائد أعمال، فهو عمل لا يناسب ضعاف القلوب، مع أنَّ لريادة الأعمال نصيب من الحظ، إلا أنَّك تحتاج إلى فكرة عظيمة ثم الشجاعة والمثابرة لترجمتها على أرض الواقع؛ ويعني هذا تخصيص أيام طويلة للعمل من أجلها.
يمكنك أن يكون روَّاد الأعمال أكثر إنتاجية بسبب الصورة النمطية لرائد الأعمال، والسمات العشر التي يمتلكونها، وهي:
1. الاستقلالية:
تؤدي إدارة عملك التجاري الخاص إلى الشعور بالسعادة والتحفيز، وهذا بدوره يعزز الإنتاجية، وليس غريباً هذا الحال، فالأمر كله يتلخص بالاستقلالية.
تقول الكاتبة “ديانا ريتشي” (Deanna Ritchie): “في الأساس، إنَّ الاستقلالية هي الحصول على عمل تتمتع فيه على الأقل ببعض التحكم والسيطرة”.
وتضيف “ديانا”: “مع أنَّ الكثير من الشركات بدأت بتقديم هذا النوع من الاستقلالية، إلا أنَّ إدارة عملك الخاص تحقق الاستقلالية، فأنت مَن يحدد متى وأين تعمل، وكذلك أنت هو صانع القرار النهائي، وهذا يساعدك؛ فالاستقلالية هي أكثر من مجرد كونك صاحب السلطة”. كان هناك دليل على أنَّ الاستقلالية تؤدي إلى مستويات أعلى من الرضى الوظيفي والمشاركة.
وبالإضافة إلى تخفيض المشاعر السلبية، فإنَّ التحكم بظروفك وحياتك المهنية له فوائد صحية، مثل الحد من أمراض القلب، ولكن وفقاً لاستطلاعٍ أجرته شركة “كوكس بيزنس” (Cox Business)، فإنَّ الاستقلالية والرضى والمرونة هي أهم الأسباب التي تجعل الناس يرغبون في أن يصبحوا أصحاب قرار، ورؤساء عملهم الخاص.
2. الإبداع:
يُعَدَّ الإبداع – بصرف النظر عما تسميه – الجانب الرئيس لنجاح ريادة الأعمال؛ إذ يُصر الكاتب “سيمون سينك” (Simon Sinek)، أنَّ روَّاد الأعمال هم وحدهم القادرون على حل المشكلات، وكذلك تشجِّع “تينا سيليج” (Tina Seelig)، الأستاذة في “جامعة ستانفورد” (Stanford University)، على تدريس حل المشكلات الإبداعي لطلاب إدارة الأعمال.
بالإضافة إلى ذلك، يؤكِّد رائد الأعمال “جون بويتنوت” (John Boitnott) أنَّ التفكير الإبداعي أهم الصفات الريادية، ويعتقد أنَّ استخدام الإبداع لإنشاء علاقات ناجحة سيحسن من إبداعك وإنتاجيتك.
3. التركيز:
“لا تشتت انتباهك، ولا تخبر نفسك أبداً أنَّك بحاجة إلى أن تكون أكبر علامة تجارية في العالم بأسره، وابدأ بالعمل على ما تحتاج إليه في الوقت الحالي ثم ما عليك القيام به غداً، وحدِّد لنفسك أهدافاً يمكن التحكم بها” – “جاس باغنيوسكي” (Jas Bagniewski)، المؤسِّس المشارك لشركة “إيف سليب” (Eve Sleep).
ولنكن صادقين، إنَّ وجود المشتتات أمرٌ لا مفر منه؛ لكنَّ روَّاد الأعمال يمتلكون القدرة على عدم التشتت بسبب المهام التي يمكن تفويضها أو الهوس بما يمكن السيطرة عليه؛ لذا إنَّ امتلاك هذه القوة العظيمة يسمح لهم بالتركيز الدقيق على ما يهم حقاً.
إقرأ أيضاً: 7 طرق مثبتة لتحسين التركيز والذاكرة
4. الحزم:
كتبت “كيلسي ميلر” (Kelsey Miller) في الموقع الإلكتروني لـ “كلية هارفارد للأعمال” (Harvard Business School Online): “لكي يكون رائد الأعمال ناجحاً، عليه أن يتخذ قراراتٍ صعبة ويُصر عليها، وبصفته قائداً، فهو مسؤول عن توجيه مسار أعماله، ومن ذلك تأمين التمويل ووضع الاستراتيجيات وتخصيص الموارد، وأن تكون حازماً لا يعني دائماً أن يكون لديك الحل لكل شيء”.
يتطلب الأمر الثقة باتخاذ قرارات صعبة ومتابعتها إذا كنت تريد أن تكون رائد أعمال؛ إذ يُعَدُّ قرار اتخاذ الإجراء التصحيحي هاماً بالقدر نفسه إذا كانت النتيجة أقل من مواتية.
5. العناية بالصحة النفسية والجسدية:
يُدرك روَّاد الأعمال جيداً أنَّهم بحاجة إلى الاعتناء بأنفسهم في حال رغبتهم في تحقيق أفضل حال؛ أي إذا بقيتَ مستيقظاً طوال الليل، وتوقفت لتناول وجبة سريعة في طريقك إلى العمل، فكيف سيكون مقدار إنتاجيتك؟ على هذا النحو، يعرف روَّاد الأعمال الناجحون أنَّهم بحاجة إلى الحصول على قسط كافٍ من النوم وممارسة الرياضة واتِّباع نظام غذائي متوازن.
كما أنَّهم يخصصون الوقت لمعالجة صحتهم العقلية، ويتعلم روَّاد الأعمال باستمرار مهارات أو معلومات جديدة لزيادة سعة اطلاعهم.
6. تحدي الوضع الراهن:
يكتب “مايكل جيلمور” (Michael Gilmore) في مدونة “موني ميني بلوغ” (MoneyMiniBlog): “عندما يصبح رائد الأعمال ناجحاً، فإنَّه لا يتوقف عند هذا الحد، ولا يسلك الطريق السهل أبداً”.
ويضيف: “روَّاد الأعمال تقدميون”. عندما يلاحظون موقفاً ما، فإنَّهم يفكرون في كيفية تحسينه؛ ونتيجةً لذلك، فإنَّهم يخرجون باستمرار من منطقة الراحة الخاصة بهم، ويتحدون الطريقة التقليدية في إنجاز المهام؛ وهذا يساعدهم على تحسين النتائج.
7. التأمل:
يهدف التأمل إلى زيادة الإبداع وتحسين مهارات القيادة، ويسهم أيضاً في التحفيز على زيادة الإنتاجية، كما يمكن أن يساعد التأمل المنتظم المتأملين على الاستمرار في التركيز على المهمة دون تشتيت انتباههم لأطول فترة من الوقت.
بعد اكتشاف فوائد التأمل، أسَّس “فيشن لاخياني” (Vishen Lakhiani) شركة “مايند فالي” (Mindvalley)، ويمارس في معظم الأيام التأمل لفترة تتراوح بين 10 و30 دقيقة في اليوم، بالإضافة إلى ذلك، يعلِّم منهجيته من خلال أبحاث التأمل في “مايند فالي” (Mindvalley).
ويقول: “لقد بحثنا في علم التأمل، وأنشأنا ستة تمرينات فريدة من شأنها أن تؤثر إيجاباً في عقلك وجسدك وروحك لو مارستَها مجتمعة من 20 إلى 25 دقيقة يومياً”.
إقرأ أيضاً: كيف نحصل على نتائج التأمل في حياتنا؟
8. تخصيص وقت للراحة:
قال المخترِع “إيلون ماسك” (Elon Musk) ذات مرة فيما يتعلق بشركتيه “تسلا وسبيس إكس” (Tesla and SpaceX) إنَّه من المستحيل تحقيق أشياء عظيمة دون عمل شاق. “هناك طرائق أسهل للعمل، ولكن لا أحد وفي أي وقت مضى استطاع تغيير العالم من خلال العمل لمدة 40 ساعة في الأسبوع”.
يعرف روَّاد الأعمال أنَّ الأمر كله يتعلق بالاستعداد للعمل وبذل الجهد الأقصى لتنفيذه، ويعرفون أيضاً أنَّهم بحاجة إلى إجازة. قال “يوهان أتبي” (Johan Attby) رائد الأعمال والرئيس التنفيذي لشركة “فيش برين” (Fishbrain) لمجلة “فوربس” (Forbes): “المقياس الصحيح ليس عدد الساعات التي تعمل بها فقط؛ فأنت بحاجة إلى النوم والطعام، وتحتاج أيضاً إلى علاقة صحية إذا كانت لديك عائلة وأصدقاء”.
وعلاوةً على ذلك، فإنَّ أصحاب المشاريع لديهم نشاطات خارج نطاق عملهم، سواء كان ذلك في الكتابة، أم فنون الدفاع عن النفس، أم اليوغا، أم ألعاب الفيديو، أم العزف على آلة موسيقية، أم هوايات تبقيهم في قمة النشاط.
9. التركيز على نقاط القوة واستكمال نقاط الضعف:
يركز رائد الأعمال الناجح على الأمور التي يجيد القيام بها، ويستعين بمصادر خارجية في الأمور التي لا يجيدها، ويحسب بعضهم نسبة إنتاجهم في الساعة حتى يتمكَّنوا من تجنُّب النشاطات التي تقل عن هذا المستوى.
من خلال القيام بذلك، فإنَّهم يحققون نتائج رائعة، وبالإضافة إلى ذلك، إنَّهم يدركون أنَّ تطوير البرامج أو بدء عمل تجاري يختلف اختلافاً كبيراً عن كونهم قادة فاعلين، وسيطورون أيضاً تلك المهارات.
كما يدركون أنَّهم ليسوا بحاجة إلى معرفة الحلول كلها؛ لذا يحيط روَّاد الأعمال أنفسهم بأشخاص يمكنهم استكمال نقاط ضعفهم.
10. الشغف:
يجب أن يكون الشغف دليلاً لكل رائد أعمال، مثل الضرورة بالنسبة إلى المخترع؛ فلا يمكنك تخيُّل حل مشكلة أو بيع فكرتك للمستثمرين إذا كنت لا تؤمن بما تفعله، وبالإضافة إلى ذلك، يساعد الشغف على الحفاظ على التركيز والتحفيز، حتى بعد الفشل في المرحلة الأولى.
وفقاً لدراسةٍ نفسية لسلوك روَّاد الأعمال داخل المنظمات، فإنَّ الشغف ليس مجرد سمة شخصية أخرى، فبالنسبة إلى أولئك الشغوفين، الشغف هو القوة الدافعة لكل شيء، والأفراد ليسوا مختلفين، والإبداع والمثابرة ومهارات التسويق كلها مدفوعة بالعاطفة.
سيرياهوم نيوز٣_النجاح نت