كم مرة سارت الأمور على ما يرام قبل أن تفقد حماستك فجأة؟ يحدث الأمر مع الجميع، ولا مناص من المرور بهذه الأيام؛ إذ تشعر في بعض الأحيان بالعجز والإحباط؛ بل وتجد في بعض الأحيان الأخرى صعوبة في النهوض صباحاً، ما العمل إذاً؟ أنت لست مضطراً إلى أن تحاول منع حدوث ذلك، ففي النهاية سنمر جميعنا به، ولكن تعلَّم كيف تتعافى بشكل أسرع من الباقي؛ فذلك ما يهم إن أردت أن تصبح فرداً ناجحاً.
لذا، سنعرض في هذا المقال 5 خطوات لتتعافى بسرعةٍ وتنطلق في الحياة:
1. التغاضي:
ماذا يحصل عندما تقع في انتكاسة؟ إن كنت كسائر الناس، فسوف تقسو على نفسك، وتستاء، ثم تغضب، وفي حالات الاضطراب العاطفي، ستتفوه أحياناً بعبارات غير لطيفة، وعندما تفقد الدافع وتتعثر، غالباً ما ستشعر بالارتباك.
الارتباك هو خير مثالٍ عن الشيء الذي يجب أن تتعلم التخلي عنه؛ إذ كلما تمكنت من التخلص من التوتر بشكل أسرع، زادت سرعة عودتك إلى المسار الصحيح، يبدو الأمر سهلاً، أليس كذلك؟ ولكن عملياً، يمكن أن يكون أكثر صعوبة ممَّا تتخيل.
إنَّ أسرع طريقة لتتخلى بها عن التوتر هي اعترافك بوجوده، ثم الاسترخاء لتنفض هذا الشعور عنك، فليس ضرورياً أن تكون إنتاجيتك 100% طوال الوقت؛ إذ يمكنك أن تأخذ قسطاً من الراحة، وتلعب الشطرنج، أو تشاهد فيلماً.
أحياناً يكون أكثر شيء مثمر تفعله هو أن تسترخي تماماً، فهي طريقة رائعة للتخفيف من التوتر، والقلق، والإحباط، ويجب أن تتقبل ذلك كجزء من هذه العملية.
بمجرد أن تتعلم كيف تأخذ خطوة للوراء، فستكون مستعداً لتتخذ قفزة كبيرة نحو الأمام؛ لذا استرخِ في الوقت الحالي، وعندما تشعر بأنَّك مستعد ثانية، امضِ في الخطوة التالية.
2. البدء بخطواتٍ صغيرة:
عندما تصاب بانتكاسة، فمن الصعب أن ترجع إلى المسار الصحيح؛ لذا، بعد أن تتخلى عن المشاعر السيئة في الخطوة 1، سيحين الوقت لاستعادة بعض الأمور، وما يجب أن تحذر حياله هو ألَّا تُسارع إلى فعل كل ما كنت تفعله في السابق، فابدأ بخطواتٍ صغيرة.
ما هي العادة الجيدة الواحدة التي يمكنك استعادتها؟ تُعَدُّ التمرينات الرياضية واحدة من أفضل الطرائق لاستعادة العافية؛ إذ إنَّك بعد ممارسة التمرينات، ستشعر بشعور جيد حيال نفسك؛ وهذا يسهل الحفاظ على الحيوية.
ويُعَدُّ التمرين أيضاً إحدى أفضل الطرائق للتغلب على كل المشاعر السلبية التي تواجهك عندما تتعثر، وحتى التمرين السهل والقصير مدة 30 دقيقة، يمكن أن يثير مستويات جديدة من التحفيز.
وعلاوة على ذلك، تساعدك التمرينات على الشعور بالرضى عن نفسك، وتعزز ثقتك بنفسك واحترامك لذاتك، ولكليهما فوائد عظيمة عندما تحاول العودة إلى المسار الصحيح.
إن كنت لا ترغب في البدء بممارسة الرياضة، فاختر عادة أخرى يمكنك ممارستها بسهولة؛ ما الذي يجعلك تشعر بشعور رائع؟ وما الذي يساعدك على العودة إلى المسار الصحيح؟ ابدأ بناء حياتك من جديد بهذه المكاسب الصغيرة.
3. وضع أهدافٍ تعزز القوة:
كيف تعود إلى المسار الصحيح بسرعة؟ ضع لنفسك أهدافاً كبيرة وغير متوقعة؛ إذ تتطلب هذه الخطوة أن تفكر فيما تريده في الحياة؛ ما هي طموحاتك؟ وما هي أحلامك؟
وعندما تفكر في هدف كبير، فكر أيضاً في طريقة لتحقيقه؛ فهل ترغب في البدء بمشروع جديد، أم أنَّك ترغب في توسيع مشروعك الحالي؟ وهل تريد أن تتقدم في وظيفتك، أم أن تضيف بعض الدخل من العمل الحر؟
بعبارة أخرى، ما الذي تحتاج إليه كي تنقل حياتك إلى مستوى جديد؟ يجب عليك أن تعلم أنَّه يمكنك دائماً اكتساب مهارة جديدة مطلوبة بشدة، فعلى سبيل المثال: فكر في مهارات الكتابة أو البرمجة أو مهارات التسويق؛ إذ إنَّ أيَّ واحدة من تلك المهارات مفيدة إن كنت لا تعرف من أين تبدأ؛ وإنَّما يعتمد ما يناسبك على ما تحب.
استناداً إلى أعظم الأهداف التي تثير إلهامك، يجب الآن أن تحدد أهدافاً فرعيةً تعزز قوَّتك؛ فحدد ما الذي تحتاج إلى تحقيقه في هذا العام للاقتراب من هدفك الكبير، ثم قسمه إلى أهداف أكثر عملية، على سبيل المثال: ماذا عليك أن تفعل هذا الشهر؟ وماذا عن هذا الأسبوع؟ وما هي الإجراءات التي يمكنك اتخاذها اليوم؟
تمنحك الأهداف التركيز، ويجب أن تساعدك على العودة إلى المسار الصحيح، علاوة على ذلك، فإنَّ الأهداف رائعة للحفاظ على تركيزك على شيء ما، فهي تقلل من فرص مواجهة نكسة أخرى قريباً.
إقرأ أيضاً: 12 تقنية لوضع أهداف فعالة
4. المبادرة إلى العمل:
ما هو أول شيء تفعله عندما تستيقظ؟ هل تتفقد هاتفك وترى التنبيهات التي على تطبيقات وسائل التواصل الاجتماعي؟ وهل تضغط زر الغفوة؟
تُعَدُّ طريقة قضائك للصباح هي ما يحدد كيف سيكون عليه باقي يومك؛ لذا إن أردت أن ترجع إلى المسار الصحيح، فإنَّ الصباح هو الوقت المثالي لفعل ذلك، وهذا في حال أردت أن تكسب فحسب، لحسن الحظ، فقد وضعتَ لنفسك أهدافاً.
هل يمكنك أن تبدأ صباحك بنجاح عن طريق تحقيق أحد أهدافك؟ وما هو الهدف الموجه نحو هذه العملية والذي يمكنك إتمامه؟
فكر في كمية العمل التي يمكنك إنجازها إذا كنت تعمل مدة ساعة في الصباح، وعلى فرض أنَّك تفعل هذا 6 أيام في الأسبوع، فإنَّ ذلك يعادل يوم عمل كامل، فاعمل ساعتين أو ثلاثاً في الصباح وستحقق يوماً ونصف اليوم، أو يومي عمل كاملين.
دعنا نتخذ خطوة إضافية؛ لنفترض أنَّك تستيقظ قبل ساعتين باكراً، فإنَّ ذلك يعادل 250 ساعة في السنة، وهذا يعادل 13 أسبوعاً من العمل.
تخيل ما يمكنك إنجازه كل عام إن فعلت ذلك؛ فهذه أسرع طريقة لاستعادة العافية والعودة إلى المسار الصحيح، اعمل مبكراً إن أردت أن تنجح في الحياة.
5. اجمع عاداتك:
في أثناء قيامك بهذه الخطوات، تكون بذلك قد اكتسبت عادةً جديدة، وربما تضيف أخرى لتساعدك على تحقيق أهدافك؛ إذ إنَّك بمجرد أن تشعر بارتياح، فهو الوقت المناسب لتبني عادة جديدة، وكلما كانت لديك عادات أكثر، ستشعر بشعور أفضل حيال ذلك، وستنجز بشكل أكبر.
من الهام بالتأكيد أن تختار العادات التي تقويك، وألَّا تكدس العادات التي لا تساهم في تحقيق أهدافك في الحياة، وخاصة إن كانت هذه العادات تأخذ حصة لا بأس بها من وقتك؛ لذلك، فإنَّ بعض العادات ستكون مفيدة في كل الظروف.
فيما يلي قائمة مختصرة بالعادات الجيدة:
رتب سريرك صباحاً.
خذ حماماً فاتراً.
اعمل بعض تمرينات التمدد أو اليوغا الصباحية.
تأمل مدة 15 دقيقة.
تناول كأسين من الماء صباحاً.
شاهد بالفيديو: 10 عادات من شأنها أن تغير حياتك إلى الأفضل
في الختام:
بعد قراءة هذا المقال، ستتعلم كيف تتعافى وتعود إلى المسار الصحيح، وكما يمكنك أن تلاحظ، فإنَّ الأمر ليس بذلك التعقيد.
في الحقيقة، ليس التطبيق العملي سهلاً دائماً، ومع ذلك، فالهام هو السرعة التي تصرف بها عن ذهنك الأشياء السلبية وتتخلى عنها، فهل يمكنك أن تتخلى عن صراعاتك الداخلية، بينما يعذب معظم الناس أنفسهم، ويقاومون عواطفهم؟
يستاء معظم الناس من أنفسهم، وبدلاً من نسيان الأمر، يقومون بزيادة الطين بلة؛ وهذا يعود بنتائج كارثية؛ لذا، انسَ الماضي، وخذ عوضاً عن ذلك عطلةً تستعيد فيها إنتاجيتك.
سيرياهوم نيوز٣_النجاح نت