أكّدت وسائل إعلام عبريّة، أنّ الوزير العنصريّ إيتمار بن غفير، دعا إلى بدء مشروعٍ تجريبيٍّ لتهجير سكان قطاع غزة بمئات الآلاف، عبر استغلال حاجتهم.، والطامة الكبرى أنّ رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وعلى وقع انخفاض شعبيته للحضيض، يعرف جيِّدًا أنّه إذا انسحب بن غفير وزميله الفاشيّ بتسليئسل سموتريتش من الحكومة فإنّه سيُنهي حياته السياسيّة، لذا علاوة على عنصرية نتنياهو فإنّه بحاجةٍ ماسّةٍ لهذيْن العنصرييْن للبقاء في منصبه.
وقالت القناة الـ 13 بالتلفزيون الإسرائيليّ، ليلة أمس الأربعاء، إنّ دعوة بن غفير جاءت خلال نقاش للمجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية (الكابينيت) بعد قرار محكمة العدل الدولية يوم الجمعة الماضي بخصوص دعوى إبادةٍ جماعيّةٍ رفعتها جنوب أفريقيا بحق إسرائيل في 29 كانون أول (ديسمبر) الماضي.
وزعم الوزير المتطرف، أنّ سكان غزة، “سيبيعون كلية للخروج من غزة.. يجب أنْ نستخدم هذا الأمر”.
يُشار إلى أنّه في أحد الأفلام الوثائقيّة الإسرائيليّة، والذي جاء تحت عنوان (النبيّ كهانا) قال وزير الأمن القوميّ الفاشيّ، إيتمار بن غفير إنّه “لا يوجد شيء اسمه القرى والمدن العربيّة في إسرائيل، فكلّ مستوطنةٍ في أرض إسرائيل هي يهوديّة، ويسكنها العرب بشكلٍ مؤقتٍ”، وبحسب المحامي الإسرائيليّ يوفال غانور، كما ذكر في مقالٍ نشره بصحيفة (هآرتس) العبريّة، فإنّ هذه الأقوال تعتمِد على الرؤية العنصريّة التي تؤمن بالفوقيّة اليهوديّة، وفق تعبيره.
ولفت المحامي إلى أنّه في مقطعٍ آخر من الفيلم قال بن غفير: “في العام 1967 كانت لدينا فرصةً تاريخيّةً للتخلّص من جميع العرب في أرض إسرائيل (فلسطين التاريخيّة)، العرب توقّعوا أنْ نُنفّذ بحقّهم المذابح والمجازر، حسنًا لم تكُنْ مجازر، ولكن قمنا بعملية طرد العرب”.
ad
بالإضافة إلى ذلك، أوضح الكاتب أنّ بن غفير ينتمي للحاخام المأفون مئير كهانا، وكان ناشطًا مركزيًا في حركة (كاخ)، التي حظرتها السلطات الإسرائيليّة بسبب عنصريتها، كما أنّه واصل نشاطه في الحركات البديلة التي أقيمت بعد الإعلان عنها خارجةً عن القانون، مُوضِحًا أنّه في نهاية المطاف أقام حزب (القوّة اليهوديّة)، ولكنّه ما زال معجبًا جدًا بهذه الحركة العنصريّة حدّ التزمت.
الكاتب أكّد أنّ حركة كهانا ترفض العيش المشترك بين العرب واليهود، ليس داخل إسرائيل فقط، بل في الأراضي الفلسطينيّة المُحتلّة، أيْ الضفّة الغربيّة وقطاع غزّة والقدس، ووفقًا لمبادئ الحركة لم يكُنْ ولن يكون عيشًا مُشتركًا بين اليهود والعرب، والحلّ هو ألّا يبقى العرب في هذه الأرض، وجميع الوسائل لتحقيق هذه الخطّة مشروعة، كما قال.
ولتدعيم أقواله، أورد المحاميّ الإسرائيليّ عددًا من النقاط، حول نشاط كهانا البرلمانيّ والشعبيّ: في سنوات التسعين من القرن الماضي قام بتوجيه رسائل إلى رؤساء السلطات المحليّة العربيّة في الداخل الفلسطينيّ، وطالبهم بترك البلاد هم والسُكّان.
جديرٌ بالذكر أنّه في 26 كانون ثاني (يناير) الفائت، أعلنت محكمة العدل الدولية رفضها مطالب إسرائيل بإسقاط دعوى جنوب أفريقيا، وأمرتها باتخاذ تدابير “لمنع وقوع أعمال إبادةٍ جماعيّةٍ بحق الفلسطينيين”، وتحسين الأوضاع الإنسانيّة في غزة، لكنها لم تأمر بوقف إطلاق النار.
وكان وزراء من أحزاب في الائتلاف الحكومي اليميني شاركوا مساء يوم الأحد الفائت، في مؤتمرٍ بالقدس الغربية دعا إليه حزب (القوة اليهوديّة) اليمينيّ المتطرف، بقيادة الوزير بن غفير، وروّج لإعادة السيطرة على قطاع غزة والاستيطان فيه وتهجير سكانه.
في السياق عينه، أعاد وزير مالية الاحتلال المتطرف، بتسلئيل سموتريتش، دعواته من أجل تهجير الفلسطينيين من أرضهم إلى دول العالم.
وقال سموتريتش: “سنعمل على السماح بفتح أبواب غزة للهجرة الطوعيّة، كما فعل المجتمع الدولي مع اللاجئين من سوريّة وأوكرانيا”.
وردًّا على تصريحات وزير الخارجية الأمريكيّ، بشأن تحويل أموال المقاصة للسلطة الفلسطينية، قال: “لن نحول شيكلاً واحدًا، سيذهب لعائلات النازيين في غزة، وسنشجع هجرة السكان هناك”.
وتابع الوزير المتطرف: “نحن نُقدِّر كثيرًا دعم الولايات المتحدة لإسرائيل، لكن بشأن ما يتعلق في وجودها في بلدنا، سنتصرف دائمًا وفقا للمصلحة الإسرائيلية”.
وكان وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، قال إنّ الولايات المتحدة تعارض أيّ محاولةٍ لتوطين الفلسطينيين خارج غزة، وتابع: “نتنياهو قال إنّه لن يروج لذلك”.
مهما يكُن من أمرٍ، فإنّ الحديث عن الترانسفير بات عاديًا في إسرائيل، والكلام عن تهجير الفلسطينيين لم يعُد خارجًا عن الأجندة، بل بات في قلبها وعلى رأسها، وبما أنّ الدعم للفكرة في الكيان أصبح يتعاظم من يومٍ لآخر، بمُباركة رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، فإنّ خطر تحويل الفكرة إلى عملياتيّةٍ غدا واردًا جدًا.
سيرياهوم نيوز 2_راي اليوم