آخر الأخبار
الرئيسية » إدارة وأبحاث ومبادرات » في الصراع لا يوجد فائزون.. استخدام العنف لمحاربة العنف لن يؤدي إلا إلى أزمات أكثر خطورة

في الصراع لا يوجد فائزون.. استخدام العنف لمحاربة العنف لن يؤدي إلا إلى أزمات أكثر خطورة

ليانغ سوو لي

 

مع دخول عام 2024، امتدت آثار الصراع الفلسطيني الإسرائيلي في منطقة الشرق الأوسط، وتدهور الوضع الإقليمي بشكل حاد وزادت الصراعات بين أطراف معينة، ففي يوم 22 كانون الثاني الماضي، نفذت القوات الأميركية والبريطانية جولة جديدة من الضربات ضد أهداف الحوثيين في اليمن، وهذه هي الجولة الثامنة من نوعها بعد تنفيذ ضربات في 12 الشهر ذاته، وتبادلت القوات الأميركية في العراق والجماعات المسلحة المحلية الهجمات بشكل متكرر، ما أدى إلى سقوط ضحايا.

 

وكثيرا ما تستخدم الولايات المتحدة القوة لانتهاك سيادة الدول الأخرى في منطقة الشرق الأوسط، ما يشكل مثالاً سيئاً لحل الصراعات بالقوة، ولن تفشل الهجمات الأميركية في الضغط على المنظمات مثل الحوثيين فحسب، بل ستؤدي أيضاً إلى تصعيد الوضع في البحر الأحمر ويكون لها تأثير سلبي في الوضع في المنطقة بأكملها.

 

وعليها أن تدرك أن الوضع المتوتر في البحر الأحمر هو مظهر بارز لامتداد الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، فإن الأولوية القصوى هي المطالبة بوقف إطلاق النار وإنهاء القتال في قطاع غزة في أسرع وقت ممكن لتخفيف الأزمة الإنسانية ومنع الصراع من التوسع أو خروجه عن نطاق السيطرة، باعتبار أن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي هو السبب الجذري وسبب الفوضى في منطقة الشرق الأوسط، ولن تنعم المنطقة بالأمن والسلام المستمرين دون الحل العادل للصراع الفلسطيني الإسرائيلي.

 

وباعتبارها أهم حليف لإسرائيل، فإن الولايات المتحدة تتحمل مسؤولية لا يمكن التنصل منها فيما يتعلق بتطور الصراع الفلسطيني الإسرائيلي حتى هذه اللحظة، فمن ناحية، أدت المحاباة من الحكومة الأميركية طويلة الأمد تجاه إسرائيل إلى تفاقم الصراع، وبعد اندلاع الجولة الجديدة من الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، قدمت الولايات المتحدة قدرا كبيراً من المساعدات العسكرية لإسرائيل، واستخدمت مراراً وتكراراً حق النقض ضد مشاريع القرارات المتعلقة بالوضع الفلسطيني الإسرائيلي في مجلس الأمن الدولي، متجاهلة التصاعد في الصراع وسقوط ضحايا من المدنيين الأبرياء، ومن ناحية أخرى، مع تحول التركيز الإستراتيجي الأميركي في المنطقة في السنوات الأخيرة، قامت الولايات المتحدة بتهميش القضية الفلسطينية على حين توسطت في تطبيع العلاقات بين الدول العربية وإسرائيل، ما هز ثقة الفلسطينيين في الحل السلمي للقضية.

 

ومنذ اندلاع الجولة الجديدة من الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، تجاوز عدد القتلى في قطاع غزة 26 ألف شخص، ولكن لماذا اندلع الصراع العنيف بين فلسطين وإسرائيل؟ السبب الأساسي هو الانحراف عن مسار «حل الدولتين»، ولم تتحقق رغبة فلسطين التي طال انتظارها في إقامة دولة مستقلة، ولم تتم حماية الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.

 

إن أكثر ما يحتاجه الشرق الأوسط ليس الطائرات العسكرية والسفن الحربية، بل المصانع والموانئ والمدارس والمساكين، فلا ينبغي لبعض الدول أن تسعى إلى تحقيق مصالحها الخاصة على حساب معاناة شعوب المنطقة.

 

وفيما يتعلق بشأن القضية الفلسطينية، ليس لدى الصين مصالح أنانية وتقف دائماً إلى جانب السلام والإنصاف والعدالة، وفي تشرين الأول 2023، في أثناء حضوره القمة الاستثنائية الافتراضية لقادة دول البريكس بشأن القضية الفلسطينية، أكد الرئيس الصيني شي جين بينغ ضرورة وقف فوري لإطلاق النار وإنهاء القتال واستعادة الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وإقامة دولة فلسطينية مستقلة، وفي تشرين الثاني 2023، بصفتها الرئيس الدوري لمجلس الأمن الدولي، أشرفت الصين على اعتماد أول قرار لمجلس الأمن الدولي بشأن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي منذ اندلاعه، وقدمت ورقة موقف من حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي لبناء توافق المجتمع الدولي حول تعزيز السلام.

 

وفيما يتعلق بالقضايا الساخنة في الشرق الأوسط، تلتزم الصين دائماً بموقف محايد وتدعو إلى التسوية السلمية للنزاعات من خلال الحوار والتشاور. وفي السنوات الأخيرة، طرحت الصين مبادرة ذات خمس نقاط بشأن تحقيق الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط ومقترحاً من أربع نقاط للتسوية السياسية للقضية السورية ورؤية من ثلاث نقاط لتنفيذ حل الدولتين الخاص بالقضية الفلسطينية، وتلتزم بتعزيز التسوية السياسية للقضايا الساخنة.

 

لا يوجد فائزون في الصراع ولا خاسرون في السلام، حيث إن مبادرة الأمن العالمي التي اقترحتها الصين تستجيب بشكل فعال للقضايا التي تحتاج إلى إجابة عاجلة في عالم اليوم، مثل كيفية الحفاظ على السلام العالمي وتجنب الحرب.

 

في آذار 2023، أصدرت الصين والسعودية وإيران بياناً ثلاثياً مشتركاً، حيث توصلت السعودية وإيران إلى اتفاق لإعادة العلاقات الدبلوماسية من خلال المفاوضات في بكين تحت رعاية الصين، الأمر الذي يعد ممارسة ناجحة لمبادرة الأمن العالمي ويضرب مثالاً لدول المنطقة في حل النزاعات والخلافات من خلال الحوار والتشاور وتحقيق حسن الجوار والصداقة، ويعد تنفيذ حل الدولتين الطريق الوحيد لكسر دائرة الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وتدعو الصين إلى عقد مؤتمر سلام دولي أكثر شمولاً وموثوقية وفعالية لصياغة خريطة طريق وتدعم استئناف محادثات السلام بين فلسطين وإسرائيل وتحقيق التعايش السلمي بين البلدين وبالتالي تحقيق الحل الشامل والعادل والدائم للقضية، بما يحقق الأمن والسلام لشعوب المنطقة.

 

إعلامية صينية

 

سيرياهوم نيوز1-الوطن

x

‎قد يُعجبك أيضاً

مركز دراسات أميركي: روسيا تشهد التوسع العسكري الأكبر منذ الحقبة السوفياتية

مركز دراسات أميركي يقول إنّ روسيا تشهد التوسع الأكثر طموحاً في التصنيع العسكري منذ الحقبة السوفياتية، ويشير إلى أنه يمكن رؤية نشاط تطوير كبير في ...