ليس من السهل التغلب على المشاكل والصعوبات التي تعترض الأهل وأبناءهم في مرحلة المراهقة، خاصة إذا كان الفارق العمري بين الأهل والأبناء كبيراً حيث يبتعد الاثنان في الأفكار وطرق وأساليب التعامل مع بعضهم بعضاً، وخصوصاً أن من هؤلاء الأبناء من سيتقدم لامتحانات الشهادة الإعدادية هذا العام و يفتقدون هذا التفاهم مع أهاليهم الأمر الذي يمكن أن يؤثر على دراستهم، لهذا قدمت جمعية رعاية الطفولة في اللاذقية من خلال مركز التقوية التابع لها والذي يستقطب طلاب الشهادة الإعدادية الطلاب وأمهاتهم في جلسات دعم نفسي كان عنوانها(المحبة)
دعم كبير
أكدت السيدة الخمسينية هالة الحاجي أم أحمد التي يبلغ عمر ولدها أحمد ١٤ عاماً، لـ”تشرين” أنها تجد صعوبة كبيرة بالتعامل معه ولكن بعد خضوعها لجلسات دعم نفسي في المركز تغيرت معاملتها معه حيث أوضحت لها جلسات الدعم النفسي الأمور التي يجب مراعاتها بالتعامل مع ابنها المراهق لناحية إعطائه الحرية بالتعبير عن رأيه واحترام رأيه أيضاً، كما تغيرت تصرفاته معها وأصبح أكثر إصغاء لكلامها ونصائحها، ولفتت إلى أهمية الأنشطة التي طبقت في الجلسات للطلاب و الأهل معاً و التي كان لها تأثير كبيراً على كليهما.
بدورها، بينت السيدة رغدة عبد الهادي والدة الطالب آدم عبد الهادي الذي يتلقى دروس التقوية أنها استفادت كثيراً من الدورة حيث مكنتها من معرفة الأساليب الصحيحة التي يجب أن تتعامل بها مع ابنها في مرحلة المراهقة، كما أعطتها المدربة الدعم لها ولولدها للتغلب على المشاكل والصعوبات التي تعترضهما في هذه المرحلة، وأكدت كما باقي الأمهات اللواتي حضرن الجلسات أن الدعم النفس مهم للأهل والطالب كما أنه يحفز على العطاء والعمل أكثر ويساعد على حل المشاكل بالطرق الصحيحة.
غير مأجور
من جهتها بينت مسؤولة الأنشطة ومدرسة اللغة الفرنسية بمركز التقوية التابع للجميعة قمر ساعي في حديثها لـ”تشرين” أن مركز التقوية يستهدف فئة طلاب الشهادة الإعدادية، وتعطى فيه جميع المواد التعليمية للفئة المحتاجة للدعم بشكل (غير مأجور)، حيث يتم متابعة الطلاب في الأمور التعليمية التي يحتاجونها، كما يقوم المركز بأنشطة داعمة نفسياً للطلاب وأنشطة تشاركية مع جمعيات أخرى.
وأشارت ساعي إلى أنه انطلاقاً من المسؤوليات المترتبة على الأهل والأبناء في مرحلة المراهقة وكيفية التعامل مع هذه المرحلة تم تنفيذ دورة دعم نفسي للأمهات بعنوان:( المحبة) قدمتها المدربة ( رندا رخامية) للإضاءة على تعامل الوالدين مع الأبناء والحقوق والواجبات والتحديات التي يواجهونها وكيفية التغلب على الصعوبات، كما أقامت جلسة للأمهات مع أولادهم حول مسؤوليات الأطفال اتجاه أهلهم وأمانيهم ومدى تحقيق حلمهم، تخلل الجلسة نشاط ترفيهي.
وأوضحت أن الدورة بدأت بالتعارف إضافة لتحديد التسمية التي يختارونها لنفسهم في البيت ومع أطفالهم ثم الحقوق والواجبات ومقارنة طفولة اليوم مع طفولة الغد، والمسؤوليات المترتبة على الأمهات والأبناء وتحديد الهدف الشخصي وكيفية تحقيقه من خلال المسؤوليات والواجبات والتحديات التي يواجهونها وكيفية التغلب عليها مع جلسة للمستقبل وكيفية التعاطي معه من خلال مراحل الدورة والتعاون والاتصال مع شركائهم بالدورة ومساعدة بعضهم بعضاً، وأضافت: في نهاية الدورة تم الاحتفال بالمجموعة وتقديم الهدايا والحلويات مع أطفالهم تخلله نشاط ترفيهي للأطفال والأمهات.
و بينت ساعي أنه استفادة من الدورة التي كانت مدتها ١٥ جلسة والتي بدأت منذ الشهر التاسع العام الماضي وانتهت هذا الشهر ١٦ أمّاً إلى جانب أبنائهم من الطلاب التابعين لمركز التقوية.
سيرياهوم نيوز 2_تشرين