السعادة الحقيقية تكمن في مد يد العون والمساعدة لبعضنا البعض وبكل أشكال المساعدة وهذا يندرج ضمن باب جبر الخواطر حيث لا أفضل من جبر الخواطر وإغاثة الملهوف وسد حاجة المعوز.
وهكذا تربينا في أسرنا ومجتمعنا، وكما تعلمنا الناس كاليد الواحدة التي تتشابك مع اليد الأخرى، لكن الشيء الذي لابد منه هو شكر الإنسان لمن أحسن إليه والذي ساعده في حاجته وتيسير أمره.
ويكون ذلك بكلمات طيبة ومعسولة ولابد من رد الجميل وعدم إنكاره للذين أغدقوا علينا بكرمهم وإحسانهم وعطفهم يوم احتجناهم، على عكس ما نراه أحياناً ونسمع عنه ونشاهده بأم العين من أناس ينسون أو يتناسون رد الجميل جحوداً وإنكاراً.
وهؤلاء قلائل لكنهم موجودون في المجتمع حتى في بعض الأسر ذاتها، بل الأسوأ من ذلك نرى هؤلاء يندرجون تحت قول الشاعر: علمته الرماية كل يوم فلما اشتد ساعده رماني.
ومن المؤسف أن نجد مثل هؤلاء الذين لم يتعلموا معنى الوفاء للذين أكرموهم وقدموا لهم كل مساعدة، فالقاعدة تقول إن لم تستطع رد الجميل فلا تنكره، فقد نسي هؤلاء أو تناسوا بأن نحسن لمن أحسن إلينا، بل وحتى مع من أساء إلينا، فكيف بالذي أحسن إلينا؟
فكم من أناس تجاهلوا في المجالس الذين قدموا لهم كل مساعدة وهم من الأساتذة والمعلمين والمهنيين، وهذا إن دل على شيء فإنه يدل على سوء تربيتهم والأنا عندهم مستفحلة جداً، وإنكار الجميل ديدنهم وهذه هي صفاتهم فلا يؤسف عليهم ولا على مصاحبتهم.
هؤلاء يجب أن نبتعد عنهم لأنهم كنافخ الكير إما أن يحرقك بشرره أو يؤذيك بالرائحة السيئة، وأخيراً رد الجميل هو الحق الذي يجب أن نتبعه في حياتنا لنكون أقوياء في علاقتنا مع بعضنا البعض لأن الإنسان دائماً بحاجة لأخيه فرد الجميل هو من سمات الكبار في أخلاقهم وتربيتهم.
سيرياهوم نيوز 2_الثورة