آخر الأخبار
الرئيسية » ثقافة وفن » زغبور لـ «الثورة»: الأدب نهر جار ينبع من القلب ويصب في عصب الحياة

زغبور لـ «الثورة»: الأدب نهر جار ينبع من القلب ويصب في عصب الحياة

عندما تقرأ لها تشعر بعذوبتها، وجمال روحها، ودفء عباراتها، فهي التي تكتب بقلب المحب فتصيب أرواحنا وتقودها إلى عالم الجمال، تكتب بقلب الشاعرة الحالمة إلى الفرح والهدوء والاطمئنان، فتجعلنا نبحر معها في فضاءات مليئة بالحكايات والوقائع…. إنها سهير زغبور الشاعرة والروائية المجتهدة والمتجددة دائمًا بما تقدمه، والتي تحمل في كتاباتها مقومات عديدة أهمها الانتماء العميق والصادق إلى تراب الوطن والإنسان.
التقتها صحيفة الثورة فكان اللقاء التالي :
بداية من هي سهير زغبور ولمن تكتب؟
أنا من مواليد دمشق، مجازة في اللغة العربية وحاصلة على دبلوم تأهيل تربوي، لدي أربعة كتب مطبوعة، ثلاثة دواوين ورواية، بالإضافة إلى مشاركة لي بقصيدتين في الديوان المشترك حروف وشموع للعديد من شعراء الوطن العربي
وديوان ورواية قيد الكتابة … شاركت في عدة أمسيات شعرية على مستوى القطر وكان لي لقاءات إذاعية وتلفزيونية، ولي أيضاً مشاركات بالنشر في ملحق ثقافي جريدة الثورة والعديد من المواقع الأدبية .
خلال هذه المسيرة التي أراها بسيطة استطعت أن أتلمس وجه الكتابة الحقيقي الذي بدأته بأبسط صورة دون أن يخطر لي إلى أين الطريق، أو لماذا أكتب ؟ كنت أظن الأمر مجرد شحنات انفعالية وأفرغها على الورق، لكنني فيما بعد أدركت محتواه الحق، وأنه ليس مجرد لوحة لحروف منمقة سيصفق لي الجميع حين قراءتها، أدركت أنه أبعد من شهرة أو تكديس عناوين، أدركت أنه من لحم ودم ..أيضًا..
ماذا عن الشعر ؟
الشعر أيضًا بشر لابل يجب أن يكون، وإن لم يستطع فسيظل قابعاً على السطور كصنم يعبده كاتبه ويكتفي.
علمت كم من الحروف أراحت روحًا متعبة حين عبرت عنها، أو دقت على نوافذ اليتامي لتخفف سغبهم للعطف، أو طرزت ربيعًا على خصر ساقية، فهمت جدًا كيف يصير الكاتب بائعًا جوالاً للأمل وأن رصيده هو الناس، لقد علمتني الكتابة أنها وسيلة وليست هدفاً، فشذت عن مألوف القيم، فكل القيم أهداف إلا الكتابة وسيلة لانتشال العقل من ضحالة أسواق الترهات البعيدة عن الإنسانية، ولربما غوصي في كتابة الرواية أدخلني إلى هذا المفهوم من بابه العريض، لأنها تفضي بالكاتب إلى أهداف كثيرة وطنية .. اجتماعية .. ذاتية .. لتصير المحصلة إنسانية ….


لذا أراني ألهث وراء هدف آخر ألا وهو توجيه أبناء هذا الجيل الذي ابتعد عن القراءة وخاصة الورقية خاصة بعد الانتشار السريع للانترنت والذي استلب أغلب أوقاتهم لا بل وأوقاتنا كلنا، حتى في مجال النشر .. بات منصة بديلة عن مواطن الكثير من نشاطاتنا، ولكن لاغنى عنها أيضاً ..
إنما وجب ضبط هذا التوجه بطرق تحفز على العودة إلى روائح الورق أو أروقة المعارض أو خشبات المسارح ..
كيف تقرأين المشهد الأدبي اليوم؟
الأدب نهر جار ينبع من القلب ويصب في عصب الحياة …. وهنا لابد من الولوج إلى واقع ينبثق من صلب هذا الموضوع .. فالمشهد الأدبي اليوم مختلف تمامًا عما مضى من حيث أدواته وأساليبه، إذ أننا نجده اليوم في أغلبه على شكل وجبة سريعة لاتكاد تسد رمق هدفه الحق، منسلخًا عن تلك الحميمية بين الكاتب وبين النص من جهة وبينهما وبين القارئ من جهة أخرى، لأن الكاتب بات هدفه التسويق والانتشار معتمدًا على مواقع التواصل ليأتي القارئ مصفقًا بكبسة زر حتى دون أن يقرأ فتسود المجاملات الساحة الأدبية التي باتت تغص بالنصوص غير المدروسة والمكدسة في هذا الفضاء تقبع تحت احتمالات زر آخر يحيلها غبارًا ..فغياب التوثيق والنقد جعلا هذا المشهد متخبطًا وقد اختلط فيه الجيد بالرديء..
ولعل أسوأ المطبات التي يقع فيها الكاتب هي تلك الشهادات التي تقوم بمنحها مواقع تجعله ينشغل بتوصيف لاعلاقة له بالواقع ويترك جانبًا هذا الجانب الذي لطالما اعتمد عليه الكتاب في طلاقة التاريخ الحضاري.
ناهيك عن الابتعاد عن بيئات الأدب الحاضنة والأكثر دفئاً كالطباعة الورقية والندوات والأمسيات والحوارات التي من شأنها أن تثريه بكل ماتؤمنه من طاقة ابتكار أو تصحيح أو تحفيز … لأجل ذلك لابد من السعي إلى إعادة الوجه الحقيقي للأدب وبكافة أنماطه .. لأننا نحتاجها كلها.
أيهما أقرب إليك كتابة الشعر أم الرواية ؟
لكل كاتب توجه لاشعوري أو لنقل ميلاً لنمط دون آخر يكون قريباً إليه أكثر من غيره، يستطيع من خلاله أن يجد ضالة روحه ، وهنا أجد نفسي في مكان يشبه تمامًا موقع الأم وهي محاطة بأولادها، تحبهم جميعًا ذات الحب لكن أحدهم أكثر ألفة …. تماماً كالشعر النثري الذي أجده دائمًا قربي، يسعفني في كل أوقاتي، وأجده في كل أوقاته …
يلامس روحي، وأسبر روحه، وحين أريد أن أجمع أجزائي، أحيط نفسي بالرواية والموزون والمنثور
والومضة .. لأكون كل الضمائر المتكلمة والمخاطبة والغائبة … لأجل الكلمة .. لأجل الإنسان …

سيرياهوم نيوز 2_الثورة
x

‎قد يُعجبك أيضاً

المؤسسة العامة للسينما تعيد تأهيل صالات الكندي

تماشياً مع رغبة المؤسسة العامة للسينما في تقديم أفضل ما يمكن من أساليب العمل السينمائي، وتأكيداً لضرورة تأمين حالة عرض متقدمة ومتميزة لجمهورها، فإنها عملت ...