أشارت مجلة “فورين بوليسي” الأميركية، إلى أنه و”لعقود من الزمن، كانت معالجة مخاوف الناخبين السود بشأن القضايا العرقية والاقتصادية المحلية كافية لتعزيز تصويت الأميركيين السود خلف الحزب الديمقراطي”.
ولكن المجلة لفتت إلى أنّ “هذا يتغيّر اليوم، حيث يؤدي إحجام الرئيس جو بايدن عن الدعوة إلى وقف إطلاق النار في الحرب بين إسرائيل وحماس، إلى قيادة المزيد والمزيد من الناخبين السود إلى التشكيك في دعمهم للرئيس”.
وذكرت المجلة، في مقال نشر على موقعها الإلكتروني اليوم، أنه “في بداية شهر كانون الثاني/يناير، وفي محاولة لتعزيز الروح المعنوية السياسية بين ناخبيه الأكثر ولاءً، ظهر بايدن في كنيسة الأم إيمانويل AME في تشارلستون بولاية ساوث كارولينا، إلا أنّ متاعب السياسة الخارجية التي واجهها بايدن تبعته إلى المنبر، حيث قاطعه المتظاهرون المطالبون بوقف إطلاق النار في الحرب بين إسرائيل وحماس”.
وفي الوقت الذي تؤدّي فيه الكنائس، مثل Mother Emanuel AME، دوراً رئيسياً في تشكيل قرارات التصويت لمجتمع السود الأكبر، يشير تقرير الـ”فورين بوليسي” إلى أن “المزيد والمزيد من رجال الدين يتحدثون علناً من على المنابر ضد دعم بايدن لإسرائيل”.
كما كشفت مقالة نشرتها صحيفة “نيويورك تايمز” مؤخراً أنه “على مدى الأشهر القليلة الماضية، دعا أكثر من 1000 قس أسود إلى إنهاء العمليات الهجومية الإسرائيلية في غزة وكذلك وقف إطلاق النار”.
ونقلت المجلة عن استطلاع أجرته مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي، حول رأي الأميركيين السود حول الصراع في أكتوبر 2023، أن “95% من الأميركيين السود رفضوا فكرة الدعم الثابت لإسرائيل”، في حين أن “معظم الأميركيين السود (65%) لم يشعروا بأي سوء تجاه بايدن في هذه الفترة المبكرة من الصراع، كان السود الذين تقل أعمارهم عن 30 عاماً أكثر عرضة بنسبة 33% للإبلاغ عن شعورهم الأسوأ تجاه الرئيس مقارنة ببقية المشاركين”.
هل ما يحصل في #اليمن وسوريا والعراق يناسب #بايدن ونحن عل بعد أشهر من الانتخابات؟
وتربط الـ”فورين بوليسي” تراجع الحماس لبايدن، بمشاعر بالتضامن مع الفلسطينيين بين بعض هؤلاء الناخبين السود الساخطين، إضافةً إلى شهية محدودة لتورّط أميركي آخر في الشرق الأوسط”، خاصةً أنّ الجنود الثلاثة الذين قتلوا بهجمات بالقرب من الحدود السورية العراقية هم سود البشرة.
وسارعت وسائل الإعلام الأميركية المناصرة لقضايا الأميركيين السود، إلى الإشارة إلى أن “أعضاء الخدمة الثلاثة الذين قتلوا كانوا من السود”، وإثارة الأسئلة حول سبب وضعهم في المناطق الخطرة.
وعلى وسائل التواصل الاجتماعي مثل X، يتساءل العديد من الأميركيين السود الآن عن الهدف الاستراتيجي لهؤلاء الجنود المتمركزين هناك في المقام الأول، وما إذا كان بايدن سيكون قادراً على منع المزيد من الوفيات بين القوات الأميركية في منطقة حيث الولايات المتحدة ليست في حالة حرب نشطة.
وأشارت المجلة إلى أنه و”منذ مطلع القرن العشرين، كان الرأي العام الأميركي الأسود بشأن التدخّلات العسكرية الأميركية ينذر في كثير من الأحيان باستياء شعبي أوسع نطاقاً إزاء القرارات الرديئة في السياسة الخارجية”
سيرياهوم نيوز٣_الميادين