تحدث الرئيس عبدالفتاح السيسي صراحة خلال الجلسة الافتتاحية لمعرض مصر الدولي السابع للطاقة «إيجبس 2024» اليوم الإثنين، عن الظروف التي يمر بها العالم الآن وتأثر مصر بها.
وقال في كلمته إن إيرادات قناة السويس انخفضت بما يقارب 40 إلى 50 %، بعد أن كانت تدر دخلا سنويا يقدر بـ10 مليارات دولار.
وأضاف قائلا: «لما اتكلم على الظروف الموجودة في مصر هنا وتأثيراتها أقدر أفهم إن الدول الأوروبية لما تضع تعهدات تقدر تنفذها، لكن في دول في أفريقيا ومصر منها، لما تحط تعهدات بتبقى صعبة، لأن أقل شيء مطلوب هو التمويل».
وتابع : «إذا لم يتوفر التمويل اللازم للدول صاحبة اقتصاديات متواضعة وصعبة بعض الشيء، وهذا ما قلنا في مؤتمر باريس عام 2015 إن فيه 15 مليار دولار هيتم ضخهم لهذه الدول، ولم يضخ أموال بالقيمة دي وفق التعهدات، رغم إنها تعدات من دول كبيرة جدا، وهي المسئولة عن كثير من أسباب التغير المناخي الذي يمر به العالم اليوم».
وتابع السيسي: «هيكون فيه تحدي كبير للدول اللي زي مصر، يعني مصر كورونا خدت سنتين من وضعها، ثم أزمة روسيا وأوكرانيا، ثم ما ترونه في حدودنا المختلفة، ومنها مايحدث أيضًا في قطاع غزة، وشايفين الممر الملاحي، اللي كان بيجيب لمصر 10 مليار دولار، قل بنسبة 40 أو 50 % كل ده بيقل وعلينا التزامات للشركات البترول، أنا مش بشتكي، إذا كان فيه تعهدات مصر التزمت بها، فيه أموال ضخمة تم ضخها، 15 مليون وحدة سكنية بالغاز فيه نصف مليون سيارة تعمل بالغاز الطبيعي، ولو فيه فرصة تمويل أكبر هنعمل أكثر من كده».
فكيف قرأ خبراء الاقتصاد والسياسة تصريحات الرئيس السيسي اليوم؟
السفير د.عبد الله الأشعل مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق وأستاذ القانون الدولى برّأ المقاومة اليمنية من تهمة أنها سبب التوترات في البحر الأحمر، مؤكدا أنها تؤدي دورها، ولا تستهدف سوى الملاحة الإسرائيلية.
وأضاف لـ “رأي اليوم” أن مصر تستطيع أن توقف إسرائيل عند حدها ولكنها لا تريد، لافتا إلى أن مصر بموقفها المتساهل مع إسرائيل تستحق ما نزل بها من ضرر في “قناة السويس”.
وقال إن الملاحة العالمية غير مهددة بدليل مرور السفن التي تتبرأ من إسرائيل وداعميها بسلام.
واختتم الأشعل مؤكدا أن بإمكان مصر إلغاء معاهدة السلام، وتمنع بالتالي مرور السفن الإسرائيلية، وتتفادى الخسارة الفادحة في دخل قناة السويس. الدفاع عن غزة هو الدفاع عن مصر.
ستزيد المصاعب
من جهته قال الخبير الاقتصادي المصري زهدي الشامي إن حديث السيسى اليوم والذى تضمن انخفاض إيرادات قناة السويس التى تقدر بحوالى عشرة مليارات دولار بنسبة تتراوح بين أربعين إلى خمسين فى المئة بسبب الحرب فى غزة، وأن مصر لديها التزامات دولية للشركاء الأجانب، يحتاج لتعليق.
وأضاف أنه مما لاشك فيه أن تراجع الملاحة وايرادات قناة السويس سيفاقم الأزمة الاقتصادية التى تعانى منها مصر، ولكنه ليس سبب الأزمة، مشيرا إلى أن الازمة سابقة على ذلك واكبر من ذلك.
وقال إن الأزمة الحادة الراهنة ترجع للشهور الأخيرة من عام 2021 عندما تخارجت من البلاد الأموال الساخنة التى كانت تعتمد عليها الحكومة المصرية بما يقدر بحوالى 20 مليار دولار، ومن يومها انكشف الاحتياطي النقدى وبدأت ازمة شح الدولار وانخفاض الجنيه والغلاء وخلافه .
وقال الشامي إنه بسبب الاستدانة الخارجية المفرطة فإن مصر مطالبة هذا العام بتسديد التزامات خارجية للحكومة والهيئات الاقتصادية الحكومية لاتقل عن 47 مليار دولار، ولايمكن الدولة توفير العملة الأجنبية اللازمة لتسديدها .
ولفت إلى أنه يجب أن نؤكد أن السبب فى التأثير السلبى على الملاحة فى البحر الأحمر وقناة السويس هو حرب الابادة الإسرائيلية فى غزة ودعم وحماية أمريكا لها بالتدخل الفاشل فى البحر الأحمر والاعتداء على اليمن بدلا من وقف العدوان الإسرائيلى.
وخلص إلى أن الحرب الراهنة ستزيد المصاعب الاقتصادية للدولة ، ولكن الحكم الراهن فى مصر هو من تسبب فى تلك المصاعب الكبيرة.
كلام له مغزى
حديث الرئيس السيسي عن انخفاض إيرادات قناة السويس للنصف دعا البعض لتوقع أن يكون هناك نية لتأجير القناة للخروج من الأزمة الاقتصادية العميقة.
سيرياهوم نيوز 2_راي اليوم