يوسف فارس
غزة | تواصل المقاومة حضورها الميداني في محاور القتال كافةً؛ وفيما يتركّز الزخم العسكري الإسرائيلي في مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة، كثّفت المقاومة من مهامّها القتالية في الشمال. وبدا واضحاً أن المقاتلين يلاحقون قوات الجيش التي انسحبت من كل الأحياء المأهولة في مدن وبلدات شمال وادي غزة، حيث طاولت الهجمات تجمّعات جيش الاحتلال شرق مخيم جباليا، وخط إمداده وتخييمه في المنطقة الفاصلة بين جحر الديك ومفترق «نتساريم» وسط القطاع. في مقابل ذلك، كثّفت طائرات العدوّ الحربية من استهداف المنازل المأهولة، حيث نفّذت، خلال الساعات الـ 24 الماضية، أكثر من 9 مجازر، قضى فيها نحو 120 شهيداً.في خانيونس، حيث ظهر، في اليومين الماضيَين تراجع في منسوب العمل المقاوم، شهدت الساعات الأخيرة زخماً في بيانات المقاومة، إذ أعلنت الأذرع العسكرية تنفيذ ستّ مهمات قتالية، من بينها عمليتا قنص، وكمين أجهزت فيه المقاومة على 15 جندياً من مسافة صفر. وفي هذا السياق، تقدّر مصادر مقربة من المقاومة أن تأخُّر الإعلان عن المهمّات القتالية سببه صعوبة التواصل بين المقاومين في العُقد القتالية، وأجهزة الإعلام العسكرية، إذ تتطلّب بعض المهام عدّة أيام أو حتى أسابيع للتبليغ والإعلان عنها، فضلاً عن أن «الأمر منوط بالمدّة التي يحتاج إليها المقاتل للانسحاب من مكمنه والوصول إلى أحد المقاومين العاملين في جهاز الإعلام».
وتصديقاً لما سبق، بثّت «سرايا القدس»، يوم الأحد، مشاهد لعدد من المهمّات القتالية التي نفّذها مقاوموها في محور جنوب غرب مدينة غزة، والذي انسحب منه جيش العدو قبل نحو أسبوع. وتُظهر المشاهد تمكّن المقاومين من إطلاق قذيفة «آر بي جي» باتجاه قوّة راجلة كانت تتمركز في أحد المنازل، وإطلاق صاروخ «107» كان مثبّتاً بشكل أفقي على تجمّع لقوات العدو، والأهم، هو تمكّن المقاومين من إطلاق طائرتَين مسيّرتَين انتحاريّتَين في اتجاه تحشدات جنود الاحتلال ومناطق تخييمهم في شارع 10. أمّا «كتائب المجاهدين»، فقد نشرت مقطعاً مصوراً يوثّق تمكّن مقاوميها من تفخيخ منزل وتفجيره، بعدما دخلته قوّة إسرائيلية خاصة في حيّ الصبرة شرق مدينة غزة، خلال فترة التوغّل البري ذاتها.
ظهر، في اليومين الماضيَين، تراجع في منسوب العمل المقاوم في مدينة خانيونس
وفي خانيونس أيضاً، أعلنت «كتائب القسام» أن المقاومين أبلغوا، عقب عودتهم من خطوط القتال، أنهم تمكّنوا من استهداف قوّة راجلة مكوّنة من 15 جندياً تحصّنت داخل منزل، بقذيفة «آر بي جي» وقذيفة أخرى مضادة للأفراد. وأكد المقاومون، وفق «القسام»، أنهم أوقعوا القوّة بين قتيل وجريح، سمع صراخهم بعد اشتعال النيران في المنزل المستهدَف في منطقة الحاووز غرب المدينة. كذلك، أكدت «الكتائب» تمكُّن مقاوميها من تحقيق إصابات مباشرة بقوّة راجلة اشتبكوا معها في منطقة حيّ الأمل غرب خانيونس، وأيضاً قنص جنديّين في المنطقة ذاتها. بدورها، أعلنت «مجموعات الشهيد عمر القاسم» التابعة لـ»الجبهة الديموقراطية» تمكن مقاوميها من إطلاق قذيفة «آر بي جي» باتجاه آلية إسرائيلية في محيط مستشفى ناصر غرب خانيونس.
أما في شمال غزة، وهي المنطقة التي انسحبت منها دبابات الاحتلال بشكل شبه كلّي، فقد نفّذ المقاومون عدداً من المهمّات القتالية، عبر مطاردة جنود العدو في مناطق التخييم والتمركز عند الأطراف الشرقية، وعند خطّ الإمداد وسط القطاع. وأعلنت كل من «سرايا القدس» و»كتائب المجاهدين» استهداف جنود العدو بالأسلحة الرشاشة الثقيلة شرق جباليا. كذلك، قالت «القسام» إنها أطلقت، بالاشتراك مع «المجاهدين»، صاروخ «سام 7» باتجاه طائرة تجسّس من طراز «هيرمز 900»، فيما أكدت «السرايا» أنها قصفت برشقة صاروخية من طراز «107» تجمّعات جنود العدوّ في محور «نتساريم» شمال شرق المنطقة الوسطى. كما أعلنت «كتائب شهداء الأقصى» تمكّنها من قصف حشودات العدوّ برشقة صاروخية في محور شمال شرق غزة، وقصفها بالاشتراك مع «كتائب المقاومة الوطنية» خطّ إمداد العدوّ في المحور الجنوبي لمدينة غزة برشقة من صواريخ «107» قصيرة المدى.
سيرياهوم نيوز1-الاخبار اللبنانية