الرئيسية » صحة و نصائح وفوائد » الديجافو.. لقد شاهدته سابقاً

الديجافو.. لقد شاهدته سابقاً

هل شعرت في مكان ما تزوره للمرة الأولى أنك مررت به سابقاً، أو أنك تخوض حواراً مع أحد الأشخاص كنت قد أجريته من قبل؟
هذا الإحساس الذي يُسمى “الديجافو”، قد يكون قوياً وحقيقياً، حتى إن البعض قد يعرف ما سيجده في المكان الذي لم يره من قبل، ويقدّر الخبراء أن معظم الناس تقريباً مروا بهذه التجربة مرة واحدة على الأقل، فهذه الظاهرة شائعة أكثر مما كان يُعتقد، وتحدث مع ثلثي الناس.
ومع ذلك، فإنها قد حيّرت الفلاسفة وأطباء الأعصاب والدماغ والكُتَّاب فترة طويلة جداً, ونُسِجت حولها الأساطير معظم الثقافات.
لكن العلم بدأ يكشف ألغازها المتعلقة بعمل الدماغ والذاكرة التي تبين أنها أعقد وأوسع مما كنا نعتقد.
الديجافو (Déjà vu) مصطلح فرنسي يعني “سبقت رؤيته”، صاغه الفيلسوف الفرنسي إميل بويراك، عام 1876م، الذي اعتبر أن بقايا التصورات المنسية منذ زمن طويل هي التي أثارت هذا الشعور.
وفي العقدين الماضيين، أظهرت أبحاث علمية عديدة أن حوالي 97% من الناس يمرون بتجربة الديجافو مرّة واحدة على الأقل في حياتهم، و67% منهم تحصل لهم بانتظام فضلاً عن أن الأطفال تحدث لهم أكثر من البالغين، وتقول نسبة صغيرة من الناس إن ظاهرة الديجافو حصلت لهم في السادسة من العمر، في حين أن معظم الأشخاص يشعرون أنها وقعت لهم قبل سن العاشرة , وسبب تأخر حدوث تجربة الديجافو الأولى، هو حاجة الأطفال إلى الشعور بالألفة للمكان والأشخاص، فضلاً عن أنه ليست للأطفال القدرة على وصف ما حدث.
العوامل المحفزة..


قسَّم العلماء العوامل المحفِّزة على هذه الظاهرة إلى عوامل ظرفية وعوامل نفسية، وتتضمن العوامل الظرفية: الحوار بنسبة (54.1%)، والوجود في مكان مألوف (47.6%)، ومكان غير مألوف (21.4%)، والوجود محاطًا بأشخاص مألوفين (41%)، وأشخاص غير مألوفين (18.3%).
وتشمل العوامل النفسية: التعب أو قلة النوم بنسبة (27.5%)، والإجهاد (13.5%)، والقلق (10.5%)، والعقاقير المخدرة (5.2%) فعلى سبيل المثال، تبيَّن أن الأشخاص الذين يعانون اضطراب القلق العام أو الرهاب الاجتماعي أو الوسواس القهري، تتكرر عندهم ظاهرة “الديجافو” أكثر من الأصحاء.
في حين أن هناك أكثر من 25% من حالات الديجافو، ليس لها أي محفّز معروف وتحدث ظاهرة “الديجافو” في صفوف الشباب بنسبة أعلى منها عند كبار السن، وتتناقص كثيراً في مرحلة الشيخوخة، وهذا أمر محير للباحثين، لأن المعروف أن مشكلات الذاكرة تتزايد مع التقدم في العمر، وهذا يشير إلى شيء مهم، وهو أن الديجافو ليست مشكلة في الذاكرة.
في الثقافات المختلفة..
كان لثقافات مختلفة في جميع أنحاء العالم تفسيراتها الخاصة لظاهرة الديجافو، ففي اليونان القديمة مثلاً، كان يُنظر إلى الديجافو على أنها هاجس أو نبوءة، واعتقد الفلاسفة أن هذه الأحاسيس هي تنبؤات بالأحداث التي قد تحصل في المستقبل.
وفي الثقافة الرومانية، كانت تُعد الديجافو وحيًا إلهيًا من “جوبيتر”، وفي الفلسفة الشرقية، فُسرت الديجافو على أنها دليل على حياة سابقة.
من الخوارق إلى العلوم..
حيّرت هذه الظاهرة الفلاسفة وأطباء الأعصاب والكتّاب فترة طويلة، ولم تطرح في إطار البحث العلمي، إلا في القرن التاسع عشر من قبل العلماء الفرنسيين الذين اعتقدوا أن هذه الظاهرة ربَّما تكون ناجمة عن خلل عقلي أو مشكلة في الدماغ أو بسبب خلل مؤقت في الذاكرة.
الدوبامين والديجافو..
وفقًا لدراسة أجريت في عام 2003م، تحدث ظاهرة الديجافو بالتساوي بين الرجال والنساء، وتحدث في كثير من الأحيان للأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و25 عامًا.
ودفعت هذه الحقيقة بعض العلماء إلى الاعتقاد بأن الديجافو قد تكون مرتبطة بالناقلات العصبية مثل الدوبامين الموجود بمستويات أعلى عند المراهقين والشباب.
يقول علماء النفس و الأعصاب: على الرغم من تقدم فهمنا للديجافو على مر السنين، فإنها تظل ظاهرة معقدة ومثيرة للاهتمام، ولاتزال موضوعًا للبحث العلمي، وهناك حاجة إلى مزيد من البحث لكشف الآليات الدقيقة المرتبطة بها.

 

 

سيرياهوم نيوز 2_الثورة

x

‎قد يُعجبك أيضاً

نقابة الأطباء: تم تجهيز قائمة بأسماء أطباء متطوعين لإرسالهم إلى لبنان في حال الحاجة

أعلن نقيب أطباء سورية الدكتور غسان فندي أن النقابة بالتعاون مع وزارة الصحة والهيئة العليا للإغاثة فتحت باب التطوع للأطباء الراغبين بالذهاب إلى لبنان، للوقوف إلى ...