آخر الأخبار
الرئيسية » ثقافة وفن » رابعة الزيّات :برنامج «شو القصة» التلفزيوني أظهر جانباً جديداً من شخصيتي الإعلامية

رابعة الزيّات :برنامج «شو القصة» التلفزيوني أظهر جانباً جديداً من شخصيتي الإعلامية

حوار: آنّا داغر  2021/01/12

أثارت الكثير من الجدل ونجحت في تقديمه بطرح قضايا اجتماعية مميزة، حيث جسدت الواقع ونقلته عبر شاشة قناة «لنا» السورية من خلال برنامجها الأحدث «شو القصة»، وعن فكرة البرنامج وسر طرحه، وماذا قدم لها تقول الإعلامية رابعة الزيات لـ«تشرين»: هو برنامج اجتماعي جريء واقعي قدم للشاشة نوعية جديدة من البرامج تحديداً على الشاشات السورية التي تطرح القضايا الاجتماعية، وتسرد قصصاً من واقع الحياة بكل تجرّد وجرأة وواقعية من دون الحكم على القصص والتجارب التي نسمعها حيثُ أترك الحكم للجمهور. أما ما قدمه لي البرنامج؛ فهو أظهر جانباً جديداً من شخصيتي الإعلامية وجانب المحاورة المستمعة والجانب الإنساني وأتخيل أنه قدم شيئاً جديداً في شخصيتي.
وبالنسبة للموضوعات التي طُرحت خلال حلقات البرنامج؛ وإذا كانت لاقت استحساناً أم العكس تماماً؛ تقول: هي عادلت الاثنين، الاستحسان وعدم التقبل في الوقت ذاته.. لأننا دخلنا في معابر جريئة، وليست الجرأة فقط لهدف «السكوب»؛ بل لأنها واقعية ويجب أحياناً، من أجل علاج قضايا الناس والارتقاء بمجتمعاتنا؛ أن نسرد الأمور بواقعية، ونطرحها.. وهذه القصص موجودة في المجتمع شئنا أم أبينا، ولا نستطيع الاختباء وراء أصابعنا، فهذا خطأ، وهناك أيضاً ناس تقبلوا وآخرون لم يتقبلوا، ولكن بشكلٍ عام أنا أرى الإقبال على البرنامج كبير، ومن الطبيعي عندما تطرحين قضايا شائكة، وخاصة عندما تُظهرين شخصيات معك من الحياة ومن المجتمعات العربية لديهم تجارب مختلفة.. البعض يعدها شاذة وغير طبيعية، والبعض الآخر ينتقدك لإظهارها على الشاشة. 
وتُضيف: في رأيي وفي رأي إدارة القناة؛ أنه يجب التكلم والحديث بكل شيء، ولذلك كان «شو القصة»، هو منبر لجميع قصص الحياة، ومن أكثر القصص حشمة واحتراماً إلى قصص غريبة، إلى قصص النجاح والفقر والظلم والخروج عن المألوف، فمن الطبيعي أن تطرحي كل تلك القصص، لأنه في النهاية الإنسان إذا لم يحرّك ما بداخله وتحريك الساكن، كأنه لم يكن يفعل شيئاً، فنحن لكي نغير المجتمعات علينا تحريك الساكن، وهذا التحريك من الطبيعي أن يقابل بالرفض.. لكن مع الواقع يتم تقبل هذا الأمر، علماً أنني شخصياً أحاول طرح الموضوعات باحترام ورقي ويبقى الوقت كفيلاً بتبلور الأمور أكثر.
وسألت الزيّات عن تجربتها بشكلٍ عام، وإذا كانت سعيدة بالتعاون مع قناة (لنا)، وهل ممكن أن تكرر التجربة؟ فتجيب: أكيد أكرر التجربة بتقديم هذا النوع من البرامج، لأنني أعدّه نقلة جديدة، ولأنه أثبت وجوده.. فمنذ أول حلقة طرح البرنامج علامات استفهام، وأثار الجدل والحوار الاجتماعي.. وهذا جيد بالنسبة لي، لأن كل ما يحدث في مجتمعاتنا ونتستر على طرحه يعني بقاء المحن.. لابد من طريقة ما، تكون مُهذبة، ومن دون استفزاز الناس، وحتى من دون إطلاق أحكام.. وفي النهاية أنا أحترم حكم المشاهد والنقد.. وبكل تأكيد إذا عاد الزمن بي للوراء؛ فسأعود لطرح هذه الفكرة لأنها تجربة جميلة وسعيدة جداً بها وأعتبر تعاوني مع (لنا) – الذي أصبح الرابع- من أهم محطات حياتي، لأن تلفزيون لنا، منذ بدايته إلى اليوم، وعلى الرغم من عمره القصير؛ أعدّه من العائلة الحقيقية، لأنني شهدت على البداية، وهو استقطب أهم الإعلاميين وأيضاً هناك من يتمنون العمل به لأن هذه المؤسسة تتيح للإعلامي الفرص إنتاجياً وفكرياً ومهنياً ما يطمح له بالوصول إلى شريحة أكبر من المشاهدين، وأنا طبعاً على الرغم من تجاربي السابقة التي أحبّها وأفتخر بها، لكن أعتبر كل تجربة هي إضافة لي، وعملي معها ومع إدارتها أحترمه وأعدها خطوة مهمة في حياتي وأتاحت لي جمهوراً أكبر ليس سورياً فقط بل عربياً أيضاً.
أما عن جائحة كورونا وتأثيرها على الحياة المهنية والعملية؟ فتقول: جميع الناس تأثّروا بجائحة كورونا بالانتباه والتباعد والخوف علينا وعلى أهلنا وأولادنا من الغير، وهي أصابت الكوكب بالشلل وأثّرت في كل مناحي الحياة، واليوم نحاول التعايش معها، وطبعاً علّمتنا الكثير من الدروس الإنسانية والأخلاقية والاجتماعية وأولها أن الصحة هي الأهم في الحياة والمحبة والناس الحقيقيون الذي حولنا والحياة بالجوهر ليس بالقشور.. كل شيء له سيئاته وحسناته، وبالرغم من سيئاتها علمتني بعض الدروس المهمة في الحياة.

وعن سؤالي للزيّات؛ ما المنبر الذي تتمنى أن تطل من خلاله رابعة إلى جمهورها يوماً ما، ولم تتح لها الفرصة بالظهور عبره حتى اليوم؟ تجيب: الإعلامي دائماً يطمح للأفضل، وأنا أختار المنبر الذي يقدّرني ويحترمني اليوم بوجود (السوشيال ميديا)، وكل المنابر تتيح الوصول وطبعاً بطريقة التقديم، وأكيد هناك منابر إعلامية لها ضوء خاص و«رهجة» خاصة ووقع خاص، لكن لا نستطيع القول هذا المنبر لأنه علينا إذا كنا نطمح أن نسأل: هل يتناسب مع ظروفك ومبادئك لأنها حالة متكاملة ليست فقط عنواناً.. لذلك دائماً أطمح لأقدم الأفضل ومنذ بداية مشواري كانت خطواتي إلى الأمام وليست للخلف.
وأخيراً، سألت رابعة الزيّات: لماذا تركت العمل مع قناة (الجديد)؟ وهل من الممكن أن نراكِ في مشاريع جديدة تُبث على هذه القناة؟ تُجيب: دائماً كان يوجد تعاون مع قناة (الجديد)، ومؤخراً بعد جائحة كورونا قدمنا سهرة عاصي الحلاني في رأس السنة، لكن شاءت الظروف بسبب كورونا، وبسبب تعاوني مع قناة (لنا)، وأيضاً سورية ولبنان في النهاية أقرباء وأُفضّل التركيز بتعاوني ضمن مكان لأعطي كل تجربة حقها ووقتها واهتمامها، ولا أعلم ماذا يخبئ لي المستقبل.. لذلك أقول إن تلفزيون الجديد من أهم المحطات في حياتي، وقدّم لي كل الحب والانتشار والشهرة والنجاح.. لكن في الوقت الحالي أعيش نجاح «شو القصة» وتعاوني مع «لنا» مستمر ولا توجد قطيعة مع أحد، ومن الممكن أن أكون مستقبلاً في مشاريع جديدة مع قناة «الجديد».

(سيرياهوم نيوز-تشرين)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

الثقافة واقع ومآلات

    | إسماعيل مروة   كتب باحثون عن تقزّم دور الثقافة، وصدرت كتب عن الآليات التي سعت فيها القوى الفاعلة في العالم إلى ضرب ...