باسل علي الخطيب
المكان: مطار بن غوريون في تل ابيب في فلسطين المحتلة…. الزمان: 23/9/2022…..
حشد غفير يقارب 300 شخص يتقدمهم وزير الأمن القومي الصهيوني ايتمار بن غفير والحاخام يسرائيل اريئيل، نائب رئيس حركة كاخ المتطرفة سابقاً، والاب الروحي لبن غفير…..
يبدو انهم ينتظرون ضيفاً على درجه عاليه من الأهميه…
تحط طائرة قادمة من تكساس من الولايات المتحدة، يستتفر الكل، الضيف المهم قد وصل…
ولكن ليس باب المسافرين الذي تم فتحه، بل تم فتح الباب الخلفي للطائرة…
ينزل بضعة اشخاص يسوقون اقفاصاً على عجلات، في الاقفاص خمس بقرات، فجأةً حالة من الهيستيريا سادت الحشد، اصحاب الضفائر و القلنسوات يهزون بجموح، تتعالى اصوات تراتيل تلمودية، بن غفير يعتلي منبرا ويصيح: قريبا سنصعد جبل الهيكل….
لا اعتقد انه يوجد ايديولوجيا في العالم تلعب فيها الميثولوجيا دورا محوريا كما هي الايديولوجية الصهيونية.. تقول الاسطورة ، ان اولئك القوم الذين خرج بهم النبي موسى من (مصر), قد تاهوا في صحراء سيناء 40 سنه، و التيه حقاً كان تيه الطريقة وليس تيه الطريق…
وانزلت التوراة ….
قالوا انها كانت مكتوبة على 12 لوحاً تم حفظهم في تابوت العهد، تناقلت التابوت الايادي والايام، عندما وصل إلى يد النبي سليمان قام بفتحه ولم يوجد فيه سوى لوحين…
الاسطورة إياها تقول ان النبي سليمان هو من بنى الهيكل الاول، كان ذلك قبل 2500 عام، وقد استورد الخشب لبنائه من لبنان، وكان من خشب الأرز، قد تكون هذه هي الحجة التي جعلت الصهيونيه تعتبر لبنان جزءًا من دولة اسرائيل الكبرى…
على فكرة وحسب ذات الاسطورة، ان اولئك القوم حاولوا عبور نهر الاردن اتجاه سورية، ولكن هناك على تخوم الجولان اوقفهم ملك دمشق حزئيل، حيث الحق بهم عدة هزائم، وردهم على اعقابهم، وكاد يصل عاصمتهم، وفرض عليهم الجزية….الميثولوجيا (اليهوديه) تعتبر هذا الملك في الدرك الاسفل من جهنم….
تتابع الاسطورة، في عام 597 قبل الميلاد، هاجم الملك البابلي نبوخذ نصر (اورشليم)، هزم اليهود، دمر هيكلهم وساق كل تلك القبيلة كسبايا الى عاصمته بابل…
حسناً، دعونا نتوقف هنا قليلاً، انه هزمهم ودمر هيكلهم، هذا يمكن ان نقبله مع بعض التحفظ، لكن ان يأخذ كل الشعب (اليهودي) كسبايا معه الى بابل، مالفكرة مالمغزى؟!!!….
هذه كانت اول وآخر مره في التاريخ، ان يتم سبي شعب مهزوم الى عاصمه الدوله التي هزمته….بعض التدقيق يخبرك ان هذا غير منطقي البتة….
اليكم بعض الحقيقة….
تلك القبيله التي كانت تحكم بابل، والتي خرجت ذات يوم من اكاد، وقبل ذلك كانت في اور في جنوب العراق، تلك القبيله وعندما وصلت جيوشها (اورشليم)، وبعد ان اطلعوا على اليهودية الموسوية، قررت تلك القبيله سرقة ذاك الدين ونسبته لها بعد تحويره كعقيدة وشريعة ليناسب طموحاتها واطماعها، لاسيما أنه وجدته كديانة توحيدية يتفوق على كل الديانات الموجودة في المنطقة، من منطلق قوة التركيب والبناء من دون تناقضات، أنه دون غيره هو ديانة سماوية….
ماتم سبيه ليس (الشعب) اليهودي، إنما الدين اليهودي، ولأن الأسطورة قالت إن سليمان لم يجد من ألواح التوراة سوى لوحين، لذا تم حبك تلك القصة أن التوراة أعيدت كتابتها في بابل على يد من تم سبيهم من الحاخامات والكهنة، هؤلاء لم يخترعوا ديناً جديداً فحسب، إنما صاغوا تاريخاً جديداً، وصنعوا لذاك التاريخ جغرافية جديدة….
التوراة التي بين أيدينا هي اسطورة تلك القبيلة التي حكمت بابل، ومافيها من أحداث ليس تاريخها إنما تاريخ واحداث عاشتها وصنعتها شعوب أخرى، نسبتها لنفسها هذه القبيلة وانزلتها قسراً على جغرافية أخرى….
وإلا كيف يمكن أن نقبل أن اسم القدس القديمة هو اورشليم، وكلمة اور تنتمي لغة ومكاناً لجنوب العراق؟ و قد كانت هناك مدينة كبيرة ومهمة في جنوب العراق في سهل شنعار اسمها اور وكانت اكبر مدن السومريين….
اورشليم أيها السادة لم تكن يوماً في فلسطين، إنما كانت في جنوب العراق….
هذه هي بعض الجغرافيا التي قلنا إنه تم اغتصابها لتوافق تاريخاً تم اختراعه…..
يتبع…..
(سيرياهوم نيوز ١-الكاتب)