علي حسن مراد
عشية انطلاق الانتخابات التمهيدية للحزبَين الجمهوري والديموقراطي في ولاية ميشيغان، أول من أمس، بدت نتائجها محسومة سلفاً؛ إذ صار معلوماً أنّ الديموقراطي جو بايدن سيحصل على غالبية أصوات ناخبي حزبه، وتالياً على غالبية أصوات مندوبي «الديموقراطي» الـ125 في الولاية؛ فيما سينال الجمهوري دونالد ترامب غالبية أصوات الجمهوريين، وتالياً غالبية أصوات مندوبي حزبه الـ73 في الولاية.ومع ذلك، يُنظر إلى نتيجة الانتخابات التمهيدية في هذه الولاية، باعتبارها بالغة الأهمية، ولا سيما لكون ميشيغان إحدى الولايات المتأرجحة، ما يعني أنها ليست محسومة سلفاً لأيٍّ من الحزبَين. ولهذا، كان الجميع يرقب صدور النتائج، لأخذ فكرة عن توجّهات التصويت، كعيّنة متقدّمة عمّا سيحدث في الانتخابات الرئاسية العامة المقرَّرة في الخامس من تشرين الثاني المقبل. وبحسب الأرقام الأولية التي صدرت عن الولاية، بلغ عدد المقترعين الديموقراطيين 761,934، حصل منها جو بايدن على 617,728 (81.1%)، وماريان وليامسون على 22,797 (3%)، ودين فيليبس على 20,449 (2.7%)، فيما اقترع بـ«غير ملتزم» 100,960 (13.3%). وفي ضوء هذه النتائج، يمكن ملاحظة الآتي:
– أولاً، بمقارنة نسبة تصويت الديموقراطيين في انتخابات الثلاثاء (أول من أمس)، مع نسبة تصويتهم في الانتخابات التمهيدية لعام 2020، يَظهر أن عدد الذين اقترعوا هذا العام أقلّ بكثير من أولئك الذين صوّتوا في الـ10 من آذار 2020، بفارق نحو 800 ألف صوت، أي إن النسبة تراجعت بواقع الثلثين. وتُعدّ تلك النتائج بمثابة الرسالة الأولى إلى قادة الحزب الديموقراطي، ورئيسه بايدن.
– ثانياً، حصل بايدن، في اقتراع أول من أمس، على 617,728 صوتاً، فيما نال 840,360 صوتاً في انتخابات ميشيغان التمهيدية لعام 2020. ويعني ذلك، أن ثمّة مشكلة بالنسبة إلى الرئيس مع الديموقراطيين في ولاية ميشيغان، ستعكف حملته الانتخابية على محاولة حلّها حتى تشرين الثاني المقبل.
نجحت الجالية العربية والمسلمة والتكتلات التقدّمية الأخرى في الحزب الديموقراطي في إيصال رسالتها الاعتراضية إلى بايدن
– ثالثاً، كدليل على أن هناك مشكلة خاصة بالحزب الديموقراطي وشخص بايدن، حصل المرشّح الجمهوري دونالد ترامب، يوم أمس، على 755,909 أصوات من مجموع أصوات الجمهوريين البالغ 1,108,910 أصوات، علماً أنه كان حصل على 640,522 صوتاً في الانتخابات التمهيدية لعام 2020، أي إنه أضاف إلى رقمه المسجَّل في الانتخابات الأخيرة، أكثر من 100 ألف صوت.
– رابعاً، علاوة على العدد الكبير لمقاطعي الانتخابات التمهيدية للحزب الديموقراطي، بلغ عدد أصوات «غير ملتزم» من مجموع المقترعين الديموقراطيين، 100,960 صوتاً، بينما لم يتجاوز مجموع المقترعين بـ«غير ملتزم»، في آخر ثلاث انتخابات تمهيدية رئاسية (2012، 2016 و2020)، الـ20 ألف صوت. وهذا يعني أن حملة التكتلات التقدّمية في الحزب الديموقراطي نجحت في إيصال رسالتها المدوية إلى الرئيس الأميركي، بأن استمراره في دعم حرب الإبادة في غزة لها أثمان سيدفعها في ولاية ميشيغان، التي تُظهر النتائج اليوم أنه في طريقه إلى خسارتها في الـ5 من تشرين الثاني.
– خامساً، أوصلت مقاطعة واين (المقاطعة السادسة) التي يسكنها عشرات آلاف الأميركيين من أصول عربية، رسالة مهمّة عبر مقاطعة الاقتراع أولاً، حيث لم يقترع إلّا بضعة آلاف من أصل 109,000 مقترع. وثانياً، فإن غالبية من اقترعوا اختاروا «غير ملتزم»، مع التذكير بأن أصوات المقترعين في مقاطعة واين في انتخابات عام 2020 الرئاسية، رجّحت الكفّة لمصلحة بايدن على حساب ترامب، وأسهمت في نيْله أصوات ولاية ميشيغان.
في الخلاصة، نجحت الجالية العربية والمسلمة والتكتلات التقدّمية الأخرى في الحزب الديموقراطي في إيصال رسالتها الاعتراضية إلى بايدن، الذي لا يزال مصرّاً على استمرار دعمه العدوان على قطاع غزة، وهو ما أسقط رهانات حملة الرئيس والبيت الأبيض على تخويف القاعدة الديموقراطية الناخبة في ميشيغان من عودة ترامب.
سيرياهوم نيوز1-الاخبار اللبنانية