آخر الأخبار
الرئيسية » كتاب وآراء » مجزرة الطحين في غزة بعد الفشل في الزيتون: محاولة نتنياهو فرض شروطه في المفاوضات

مجزرة الطحين في غزة بعد الفشل في الزيتون: محاولة نتنياهو فرض شروطه في المفاوضات

‭}‬ حسن حردان
لقد كان لافتاً انّ توقيت ارتكاب طائرات العدو الصهيوني للمجزرة المروعة في شمال غزة بحق المواطنين الفلسطينيين لحظة تجمعهم للحصول على مادة الطحين لسدّ جوعهم، قد تزامن مع إعلان جيش الاحتلال سحب قواته من حي الزيتون، اثر معارك ضارية استمرت لأكثر من أسبوع، دون ان تتمكن من تحقيق أهدافها، وبعد ان مُنيت خلالها بخسائر فادحة في الأرواح والآليات، فاجأت قيادة العدو التي لم تكن تتوقع ان تواجه عودة قواتها إلى اجتياح حي الزيتون للمرة الثانية، مقاومة بهذه الشدة والقوة، كما حصل في اجتياحها الأول، ما أكد انّ قوة المقاومة لم تضعف وانّ قدراتها على القتال لم تتراجع.. الأمر الذي شكل ضربة موجعة لخطط العدو، وكشف مجدّداً كذب مزاعمه عن تحقيق إنجازات في الميدان بعد مرور خمسة أشهر على بدء عدوانه..
ولأنّ العدو كان يراهن على تحقيق إنجاز في الزيتون يستطيع أن يستخدمه لتعزيز موقفه في المفاوضات غير المباشرة مع المقاومة حول شروط الهدنة وتبادل الأسرى، ولم يحصل عليه، وأصيب مجدّداً بالخيبة، لجأ كعادته الى التغطية على فشله العسكري، بالانتقام من المدنيين عبر تنفيذ هذه المجزرة الجديدة بحقهم والتي أدّت إلى استشهاد وجرح مئات المواطنين. وذلك بهدف العمل على زيادة منسوب الضغط على أهالي غزة الذين يعانون من نقص الغذاء والمياه، لدفع المقاومة الى تقديم التنازلات في المفاوضات والقبول بمقايضة الغذاء بهدنة مؤقتة وتبادل الأسرى، وهو ما ترفضه المقاومة التي تدرك انّ القبول بهذه المقايضة يعني ما يلي:
أولاً، تمكن العدو من استعادة أسراه من أيدي المقاومة مقابل الإفراج عن مئات الأسرى الفلسطينيين وليس عن جميع الاسرى كما تطالب المقاومة..
ثانياً، خسارة المقاومة ورقة الأسرى التي تضغط بها إلى جانب المقاومة التي توقع الخسائر الجسيمة في صفوف جنود الاحتلال، للضغط على حكومة العدو ومستوطنيه للقبول بشروط وقف النار والانسحاب من القطاع وفك الحصار وإعادة الإعمار.
ثالثاً، وقوع المقاومة في الفخ الذي ينصبه لها العدو، الذي يخطط لكسب الوقت، كما أعلن صراحة رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو بالأمس مدعوماً من إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، وذلك عبر تمرير هدنة مؤقتة والإفراج عن الأسرى الصهاينة، لاستعادة التماسك في جبهته الداخلية، وإعطاء دفع جديد لاستئناف عدوانه بقوة، مع العودة إلى إحكام الحصار على القطاع، بغية تحقيق أهدافه التي فشل في بلوغها حتى الآن.. وهي القضاء على المقاومة، وتغيير الوضع القائم في غزة، وفرض الاستسلام على الشعب الفلسطيني وتصفية قضيته وشطب حقوقه الوطنية المشروعة في وطنه والعودة اليه.
من هنا فإنّ الاحتلال يستخدم بشكل واضح ورقة منع دخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع، او تقنينها، وخصوصاً إلى الشمال، إلى جانب مواصلة ارتكاب المجازر، لزيادة منسوب الضغط على المقاومة للقبول بشروطه المذكورة آنفاً…
أما المقاومة التي تدرك هذا الفخ الصهيوني المنصوب لها، وترفض الانجرار اليه، فإنها تبدي بعضاً من المرونة في المفاوضات، كما أعلن مسؤولوها، بما يضع حداً للمعاناة الإنسانية الضاغطة بشدة، لكن ليس بأيّ ثمن، ولهذا هي مستعدة للقبول بهدنة خلال مراحل تبادل الأسرى وإدخال المساعدات الإنسانية، على أن تتضمّن انسحاب قوات الاحتلال من كلّ قطاع غزة، وليس فقط من المناطق المأهولة.. بما يجعل من الصعب على العدو استئناف عدوانه بعد انتهاء فترة الهدنة.
من هنا يمكن القول، إنّ المفاوضات دخلت مرحلة الكباش الأصعب، وهي باتت معركة شرسة من عضّ الأصابع، والمقاومة في هذه المعركة ليس لديها من خيارات، سوى الصمود والعضّ على الجراح وتحمّل المعاناة، لأنّ البديل عن ذلك الوقوع في شرك الاحتلال…

 

 

 

 

سيرياهوم نيوز٣_البناء

x

‎قد يُعجبك أيضاً

هل يعلن ترامب الحرب على الصين؟

نور ملحم في وقت يستعد فيه الجيش الأمريكي لحرب محتملة ضد الصين، ويجري تدريبات متعددة لمواجهة ما سُمي بـ«حرب القوى العظمى»، بدأت بكين في بناء ...