وكشف مصدر مصري رفيع المستوى، أن المفاوضات الجارية بشأن التوصل إلى هدنة في قطاع غزة ستُستأنف بالقاهرة، الأحد، وفق ما نقله عنه إعلام محلي.
ولفت المصدر، إلى أن هناك “تقدمًا” في المباحثات الرامية لإعلان هدنة في غزة قبل حلول شهر رمضان.
جاء ذلك وفق ما نقلته قناة “القاهرة الإخبارية” الخاصة المقربة من السلطات، السبت، عن المصدر، الذي لم تكشف عن هويته، فيما لم يصدر بيان رسمي بشأن ذلك، حتى الساعة 12:50 ت.غ.
ووفق المصدر ذاته، “ستستأنف مباحثات التوصل إلى هدنة بقطاع غزة، في القاهرة، الأحد، بمشاركة كافة الأطراف”، دون تفاصيل بشأن هوية الشخصيات المشاركة.
وأكد أن هناك “جهودا مصرية حثيثة للوصول إلى اتفاق للهدنة قبل شهر رمضان (11 مارس/ آذار الجاري فلكيا)”.
وأشار المصدر، إلى أن “هناك تقدمًا ملحوظًا في مفاوضات الهدنة ونسعى للوصول لاتفاق عادل”.
وفي 24 فبراير/ شباط الماضي، أعلنت القناة ذاتها، عن “استئناف مفاوضات التهدئة بقطاع غزة من خلال اجتماعات على مستوى المختصين تعقد بالدوحة”، وقالت إنها “ستعقبها اجتماعات بالقاهرة”، دون تحديد موعد البدء والانتهاء.
وتعقب اجتماعات الدوحة والقاهرة اجتماع باريس، الذي انعقد في 23 فبراير الماضي، بمشاركة إسرائيل والولايات المتحدة ومصر وقطر لبحث صفقة تبادل أسرى، وهو الاجتماع الثاني من نوعه الذي استضافته العاصمة الفرنسية، بعد اجتماع انعقد في يناير/ كانون الثاني الماضي.
ويتوجه وفد قيادي من حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إلى القاهرة مساء السبت لإجراء محادثات جديدة الأحد بشأن هدنة في قطاع غزة، حسبما قال مصدر مقرّب من الحركة لوكالة فرانس برس وقناة فضائية مصرية.
تواصل قطر والولايات المتحدة ومصر جهود الوساطة بين إسرائيل وحماس سعيا لهدنة قبل بدء شهر رمضان في 10 أو 11 آذار/مارس، تتيح الافراج عن رهائن محتجزين داخل القطاع وإدخال مزيد من المساعدات.
وبعدما كان أعرب عن أمله في تدخل الهدنة حيز التنفيذ في مطلع الأسبوع المقبل، قال الرئيس الأميركي جو بايدن الخميس إن الاتفاق سيستغرق وقتًا أطول، وذلك بعد استشهاد عشرات الفلسطينيين أثناء توزيع مساعدات في شمال غزة.
وقال مصدر مقرب من حماس لفرانس برس طالبا عدم الكشف عن هويته نظرا لحساسية الموضوع “من المتوقع أن يتوجه وفد قيادي من حماس إلى القاهرة مساء (السبت) للقاء المسؤولين المصريين المشرفين على مفاوضات وقف النار ومتابعة تطورات المفاوضات الساعية لوقف العدوان والحرب وصفقة تبادل الأسرى”.
وأضاف “سيقوم الوفد بتسليم رد الحركة الرسمي حول اقتراح باريس الجديد”.
من جانبه، قال مسؤول أميركي السبت إن مصير الهدنة المقترحة في غزة يعتمد على موافقة حماس على إطلاق سراح “فئة محددة من الرهائن”، بعد أن قبلت إسرائيل إلى حد كبير الخطوط العريضة للاتفاق.
وقال المسؤول للصحافيين طالبا عدم كشف اسمه إن “الكرة الآن في ملعب حماس” مضيفا “الإطار موجود، وقد قبله الإسرائيليون عمليا. من الممكن أن يبدأ اليوم وقف لإطلاق النار لمدة ستة أسابيع في غزة إذا وافقت حماس على إطلاق سراح فئة محددة من الرهائن المعرضين للخطر”.
وأوضح أن “المناقشات مستمرة” في الوقت الراهن للتوصل إلى اتفاق قبل بداية شهر رمضان خلال نحو أسبوع.
من جهتها، قالت وسائل إعلام عبرية، السبت، إن فريق التفاوض الإسرائيلي لن يذهب إلى القاهرة لاستئناف المفاوضات غير المباشرة بشأن صفقة لتبادل الأسرى إلا بعد الحصول على قوائم بأسماء المحتجزين الاسرائيليين الأحياء بقطاع غزة.
ونفى مسؤول سياسي إسرائيلي كبير في حديث لصحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية الخاصة، ما تردد من أن الوفد الإسرائيلي “بصدد السفر إلى القاهرة الأحد، لاستئناف المفاوضات”.
ونقلت الصحيفة عن ذات المسؤول دون تسميته: “لن يغادر أي وفد (إسرائيلي) دون الحصول على قوائم بأسماء المختطفين الأحياء”.
من جانبه، نقل موقع “والا” العبري، عن مسؤول إسرائيلي لم يسمه قوله، إن تل أبيب “أبلغت أمس (الجمعة) مصر وقطر أنها لن تعقد جولة أخرى من المحادثات بشأن صفقة تبادل حتى تقدم حماس قائمة المحتجزين الذين ما زالوا على قيد الحياة، وتقدم ردا جديا بشأن عدد الأسرى الفلسطينيين الذين اقترح الوسطاء إطلاق سراحهم في إطار الصفقة”.
وأضاف ذات المصدر: “قبل جولة المفاوضات التي جرت الأسبوع الماضي في الدوحة، وعدت قطر ومصر، إسرائيل بأنها إذا أرسلت وفدا إلى محادثات الدوحة بشأن الجوانب الإنسانية للصفقة، فسوف يقدمون أجوبة من حماس فيما يتعلق بمَن مِن المختطفين على قيد الحياة، كما سيضغطون على حماس لتكون مرنة فيما يتعلق بعدد السجناء (الفلسطينيين) الذين تطالب بالإفراج عنهم”.
ونقل الموقع عن مسؤولين إسرائيليين كبار أنه “بعد ثلاثة أيام من المحادثات في قطر، عاد الوفد الإسرائيلي إلى تل أبيب، الخميس، دون إجابات”.
ويجري الحديث عن هدنة مدتها ستة أسابيع تطلق خلالها حماس سراح 42 إسرائيليا من النساء والأطفال دون سن 18 عامًا إلى جانب المرضى والمسنين، بمعدل رهينة واحدة في اليوم مقابل إطلاق سراح عشرة معتقلين فلسطينيين من السجون الإسرائيلية. وتطالب حماس بزيادة عدد شاحنات المساعدات التي تدخل إلى قطاع غزة.
اندلعت الحرب في 7 تشرين الأول/أكتوبر بهجوم نفذته قوات تابعة لحماس اقتحمت الحدود بين غزة وجنوب إسرائيل، ما أدى إلى مقتل ما لا يقل عن 1160 شخصا، معظمهم مدنيون، وفقا لتعداد فرانس برس استنادا إلى بيانات إسرائيلية رسمية.
وردّت إسرائيل متوعدة بـ”القضاء” على حماس، وباشرت حملة قصف على غزة أتبعتها بعمليات عسكرية برية في 27 تشرين الأول/أكتوبر، أسفرت حتى الآن عن استشهاد 30320 شخصا غالبيتهم من النساء والأطفال، بحسب حصيلة وزارة الصحة في القطاع.
وسبق أن سادت هدنة بين “حماس” وإسرائيل لأسبوع من 24 نوفمبر/ تشرين الثاني وحتى 1 ديسمبر/ كانون الأول 2023، جرى خلالها وقف إطلاق النار وتبادل أسرى وإدخال مساعدات إنسانية محدودة للغاية إلى غزة، بوساطة قطرية مصرية أمريكية.
فيما أخفقت اجتماعات استضافتها القاهرة، في فبراير الماضي، في إقرار الصفقة، مع إصرار حركة “حماس” على موقفها بأن تتضمن إنهاء الحرب على قطاع غزة، وهو ما لم تقبله إسرائيل، حسب ما نقلته هيئة البث الإسرائيلية الرسمية حينها.
والجمعة، أعلنت “كتائب القسام” الجناح العسكري لحركة “حماس”، مقتل 7 أسرى إسرائيليين لديها في قصف لجيشهم بعد أسابيع من فقدان الاتصال بهم، ليرتفع إجمال القتلى المحتجزين في قطاع غزة إلى 70.
وقبل الإعلان عن مقتل الأسرى الإسرائيليين السبعة، كانت تل أبيب تقدّر وجود 134 أسيرا إسرائيليا في غزة، بينما تحتجز في سجونها ما لا يقل عن 8800 فلسطيني، بحسب مصادر رسمية من الطرفين.
ومنذ 7 أكتوبر 2023، تشن إسرائيل حربا مدمرة على قطاع غزة خلفت عشرات آلاف الضحايا معظمهم أطفال ونساء، وفق بيانات فلسطينية وأممية، الأمر الذي أدى إلى مثول إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية بتهم ارتكاب “إبادة جماعية”.
سيرياهوم نيوز 2_راي اليوم