تبحث وزارة الصناعة اليوم عن الجديد، من الموارد والبدائل لدى الشركات المتوقفة، واستثمارها بصورة تسمح بتحقيق العائد الاقتصادي المطلوب، سواء عن طريق التشاركية، أم طرحها مجدداً للاستثمار، أو التشغيل المباشر إلى جانب استثمار العقارات بما يتوافق مع القوانين والأنظمة النافذة، وهذه بدورها تحتاج لتعديل كي تتوافق مع جديد وظروف هذه الأيام، فكيف هو الحال في استثمار المتاح من الخطوط الإنتاجية كما هو في معمل تعبئة مياه الفيجة الذي يمتلك طاقات إنتاجية كبيرة لم تستثمر بعد..
واليوم هناك محاولات جادة من قبل المؤسسة والشركة بالتعاون مع وزارة الصناعة لزيادتها في كل المعامل، وتأمين حاجة السوق المتصاعدة، وتصدير الفائض من الإنتاج ..
رؤية بأبعاد مختلفة لزيادة الطاقات الإنتاجية، لكن السؤال الواقعي الضاغط على البلد في كل المجالات؛ هل سيسمح بتطبيقها ليس في (المياه) فحسب، بل على مستوى وزارة الصناعة، لكن اليوم نتناول في حديثنا عن تفصيل صغير من هذه الرؤية، ألا وهو معمل تعبئة مياه الفيجة، والذي يحمل رؤية تطويرية لاستثمار خطوط إنتاج معطلة منذ سنوات، حيث أكد مدير المعمل المهندس غسان قباني خلال حديثه مع “تشرين” أننا اليوم نتجه نحو استثمار الطاقات المتوافرة في المعمل، سواء كانت طاقات بشرية، أم فنية وخطوط إنتاج توقفت لأسباب مختلفة ينبغي العمل على تلافيها، وإيجاد أرضية جديدة يمكن من خلالها استثمار المتوافر، وخاصة أن هناك خطوط إنتاج هي من أصل وجود المعمل خط إنتاج (ليتر ونصف) الذي توقف منذ سنوات لتقسيم إداري في الإنتاج وتوزيعه بين المعامل الأربعة، لكن حاجة الأسواق مفتوحة، وضغط التكاليف وخاصة النقل من المحافظات يزيد من التكلفة الفعلية والنهائية للمنتج، في الوقت الذي يسعى فيه الجميع لتخفيضها..
وأضاف قباني أن المقصود من الجديد إعادة استثمار خط إنتاج “1.5” ليتر الذي افتقدته أسواق العاصمة دمشق منذ سنوات، تحت توقيع “الفيجة”، مؤكداً أن المساحة الاستهلاكية اليوم والطلب المتزايد على المياه يفرض علينا معادلة جديدة، تحملنا مسؤولية التعويض والسرعة في تنفيذ المطلوب لتغطية الحاجة، وسد النقص الذي يعوض من مواقع أخرى..
قباني: 35 مليار ليرة قيمة الإنتاج في العام.. والربحية تتجاوز الـ3,5 مليارات ليرة
وبالتالي إعادة التشغيل تتضمن جدوى اقتصادية كبيرة ورابحة، وطاقة إنتاجية تتجاوز كميتها سقف العشرة آلاف عبوة في الساعة، وبالتالي الوردية الواحدة محددة بسبع ساعات عمل وبذلك يكون الإنتاج اليومي، نحو 70 ألف عبوة، نصف ليتر، أي ما يعادل 5933 جعبة في الوردية الواحدة، وبقيمة إجمالية تقدر بنحو 114 مليون ليرة في اليوم، وإذا كانت (ليتر ونصف)، الجعبة فيها 6 عبوات، يعني هناك كمية 11666 جعبة، في حين تبلغ قيمتها حوالي 35 مليار ليرة في العام، وبربحٍ صافٍ تقدر قيمته بنحو 3,5 مليارات ليرة فقط من التشغيل الجديد للخط..
الأمر الذي يؤسس لحالة استقرار في الإنتاج وتغطية حاجة السوق المحلي، والأهم تخفيض سعر المنتج الذي يشهد هذه الأيام سوقاً سوداء واسعة..!
وضمن حسابات الجدوى الاقتصادية ما يتعلق بالتكلفة الفعلية لإعادة التشغيل فهي تتراوح ما بين 20- 30 مليار ليرة، وهذه التقديرات ليست ثابتة بفعل عدم استقرار أسعار الصرف، إلى جانب صعوبة تأمين المواد الأولية وقطع التبديل بفعل الحصار الاقتصادي والعقوبات، لكن الحسابات الرقمية بهذه الحدود..
هذا ما يتعلق بنظام العمل بالوردية الواحدة، يمكن تحقيق هذه العائدية الاقتصادية، فكيف هو الحال بنظام ثلاث ورديات عمل، وهذا الواقع الفعلي التشغيلي والمخطط للمعمل، وهنا يرى قباني ضرورة السعي للتشغيل الأمثل وتوفير البيئة المناسبة من عمالة وخدمات ومواد أولية وبتحقيق ذلك ترتفع أرقام الجدوى الاقتصادية، وتصل قيمة الإنتاج الفعلية خلال العام الواحد لتتجاوز سقف 105 مليارات ليرة، والربحية تتجاوز قيمتها العشرة مليارات ليرة، وبالتالي يمكن إعادة رأس المال الذي خصص للتشغيل خلال سنوات قليلة بالقياس الى الربحية المذكورة..
سيرياهوم نيوز 2_تشرين