ناصر النجار
تنطلق غداً مباريات الأسبوع الخامس من إياب الدوري الكروي فتقام خمس مباريات وتختتم يوم السبت بلقاء القمة بين الفتوة وتشرين على ملعب الجلاء.
المراحل تمر بسرعة، الفتوة متمسك بالصدارة وما زال يحافظ على فارق النقاط السبع التي تفصله عن أقرب ملاحقيه، لكن الفرق الأخرى سواء حطين أم تشرين وربما جبلة ما زالت تتمسك بأمل المطاردة عسى ولعل أن يتعثر الفتوة، لكن الرهان ما زال خائباً حتى الآن والفتوة يمضي قدماً نحو لقبه الثاني توالياً.
كل الفرق اليوم تدعو لتشرين ليكون في أوج جاهزية فنية وبدنياً ونفسياً ليهزم الفتوة وليوقفه حتى تتسنى لبقية الفرق أن تختصر الفارق ويستمر أملها قائماً مرحلة أخرى، من الناحية النظرية فإن تشرين قادر على إيقاف الفتوة إن كان في قمة عطائه وإن قرأ بشكل جيد أوراق مستضيفه مستغلاً نقاط ضعفه وهناك ورقة رابحة بيد تشرين تتمثل بوجود أكثر من لاعب بصفوف الفتوة من تشرين، أي إن المدرب يعرف نقاط ضعفهم ويمكن إن استغل اللاعبون هذه النقاط أن ينفذوا نحو المرمى، هذا الكلام يأتي من باب النظريات، عندما نتحدث عن تشرين علينا ألا ننسى الفتوة الذي أثبت أنه أفضل الفرق من ناحية الجاهزية الفنية والبدنية واكتمال صفوفه ووجود خط احتياطي يماثل الأساسيين، لذلك تأتي خيارات المدرب بالتبديل صحيحة وفي محلها، لكن هناك نقطة واحدة تفصل الفتوة عن تشرين وهي حالة الاستقرار الإداري والنفسي، فتشرين يعاني من وعود الإدارة وتقصيرها بالدفع (كما يقول اللاعبون) لذلك امتنع اللاعبون عن التدريب يوم الأحد في أسلوب ضغط على إدارة النادي من أجل دفع المتأخر من مستحقات اللاعبين، بعض المشجعين من الروابط وغيرها وعدوا اللاعبين بمكافآت مجزية عند الفوز، ولا أحد يدري من أين ستأتي هذه المكافأة.
لكن المؤكد أنها لن تمر عبر الإدارة، بكل الأحوال البحارة مستنفرون لهذه المباراة وأكد رئيس النادي أن إدارته ملتزمة بالدفع، واللحظات الأخيرة قبل المباراة ستكون حاسمة في هذا الموضوع.
بكل الأحوال فإن الأفضلية من الناحية النظرية ستكون في مصلحة الفتوة، وتشرين قادر على نيل التعادل وربما أكثر.
حطين الوصيف يستقبل على ملعبه في اللاذقية بعد عودته إلى جمهوره بعد قرار لجنة الاستئناف فريق الساحل المهدد بالهبوط، العودة يجب أن تكون درساً للمزيد من الهدوء حتى لا يتكبد الفريق عقوبات جديدة وغرامات إضافية، الساحل يعاني من الوضع غير المستقر فنياً بعد استقالة مدربه. في المباراة نجد النقيضين، حطين يدافع عن آماله في المنافسة، والساحل يدافع عن البقاء، ربما الميزان الكروي يميل لحطين شكلاً ومضموناً، مع فتح باب المفاجآت أمام الساحل، فلعل وعسى.
جبلة رابع الدوري يستقبل الوثبة، النوارس ينتظرون الفرصة ليغادروا رابع الترتيب على أمل أن يتعثر من فوقه، ومثل هذه المباراة يجب ألا تضيع نقاطها، وخصوصاً أن الضيف يلعب بلا ضغوط، والمراقبون يرشحون فوز جبلة.
الأمتع ستكون مباراة الكرامة مع أهلي حلب في حمص، الفريقان يريدان تعويض ما ضاع منهما من نقاط، ولأن الفريقين قريبان من بعضهما فإن نقاط المباراة مضاعفة، الكرامة يريد اللحاق بركب الكبار، والأهلي يريد الطيران بالنقاط.
المباراة ستكون متكافئة نوعاً ما، مشكلة الكرامة تبقى في التسجيل، فإن فشل في هز شباك ضيفه سارت المباراة إلى التعادل السلبي.
بكل الأحوال لن تكون مباراة الجيش بضيافة الحرية على ملعب السابع من نيسان سهلة، فالحرية سيرمي كل أوراقه في هذه المباراة التي ستعتبر خطوة للخروج من النفق المظلم والمدرب الجديد يريد أن يثبت أنه المنقذ، شتان بين آمال الفريقين وفرصة الحرية قد تكون كبيرة بمواجهة فريق لا يتعرض للضغط، إن لم يحقق الحرية الفوز فإن التعادل قد يكون سيد الأحكام وهذا لن يكون بمصلحة أخضر حلب.
المباراة الأخيرة ستجمع الوحدة مع ضيفه الطليعة على ملعب الجلاء في دمشق، من الناحية النظرية من المفترض ألا تكون المباراة صعبة على الوحدة المهدد ومن المفترض وهو يلعب على أرضه وبين جماهيره أن يحسم المباراة من شوطها الأول، وهذا لا يقلل من أهمية الطليعة وقوته كشريك رسمي في المباراة، قد تكون الموازين متكافئة نوعاً ما، لكن الوحدة يمتاز بأرضه وجمهوره، كما يفكر برد اعتباره من خسارته في الذهاب، بكل التأكيد فإن جماهير الوحدة تعتبر هذه المباراة من أقل المباريات صعوبة وتعقيداً لكون الطليعة مرتاحاً في ترتيبه ونقاطه وبالتالي فإن حافز الوحدة أكبر، والجمهور نفسه يعتبرها أسهل من لقاءي الساحل والحرية لكونهما شريكيه في متاعب الهبوط و لأنه سيلعب معهما خارج أرضه، لذلك فالنجاة من الهبوط تتطلب أولاً الفوز على الطليعة، فهل ستتحقق أحلام البرتقالي؟
أثر البطاقة الصفراء
رفع الحكام البطاقة الصفراء أربعاً وعشرين مرة في مباريات الأسبوع الماضي وستغيب هذه البطاقات عدداً من اللاعبين عن الحضور في مباريات الغد وبعض الغائبين يشكلون ثقلاً في فرقهم.
أبرز الغائبين مدافع جبلة أحمد حديد الذي نال الإنذار الثالث بلقاء الساحل، والمهاجم عبد الرحمن بركات، لذلك سيخسر جبلة مدافعه ومهاجمه وسيشكل غيابهما أثراً سلبياً على الفريق.
ويعتبر البركات المهاجم الصريح الذي يعتمد عليه جبلة في المباريات، ومشاكسات هذا المهاجم تضعه دائماً تحت حمى البطاقات ونلاحظ أن البطاقة الأخيرة التي نالها بلقاء الساحل كانت هي البطاقة السادسة له هذا الموسم، ومن هنا نجد أن البركات غاب عن فريقه في مباراتين من خمس عشرة مباراة بسبب تراكم الإنذارات وهذا رقم سلبي في سجل هذا اللاعب، ونال جبلة ثلاثين إنذاراً في خمس عشرة مباراة بواقع إنذارين في المباراة الواحدة، وأبرز اللاعبين الذين نالوا إنذارات جبلة هم: معتصم شوفان وأحمد الشمالي أربع بطاقات ونور علوش ثلاث بطاقات.
ومن تشرين سيغيب اللاعب علي زكريا، وسيعود محمد كامل كواية بعد انتهاء فترة توقيفه، في الوثبة سيغيب وائل الرفاعي وفي الوحدة سيغيب قيس الحسن وعن حطين سيغيب عز الدين عوض، وسيغيب عن الساحل علي حسن.
وبسبب التوقيف يستمر غياب حسين شعيب ومحمود اليونس من حطين كما يغيب المهاجم رضوان قلعجي عن الجيش وهو المعاقب بالتوقيف ست مباريات منذ مطلع الإياب، ولن يبدأ مع فريقه قبل المباراة السابعة من الإياب وسبق أن غاب مباراة لتراكم الإنذارات، والملاحظ أن لاعبي فريق الجيش أكثروا من تلقي البطاقات الصفراء التي بلغت 38 بطاقة حتى الآن، أكثرها لمؤيد الخولي بواقع خمس بطاقات وكل من مؤيد عجان وأيهم قرينة ومحمد شريفة ورضوان قلعجي نال ثلاث بطاقات، ومن هذه الأرقام ندرك حجم الغياب المؤثر بفعل هذه البطاقات على الفريق، مع التذكير أن الفريق نال بطاقة حمراء واحدة كانت من نصيب لاعبه محمد نور خميس، هذا الاستعراض السريع يؤكد أن البطاقة الصفراء لها تأثير كبير على الفرق، وقد تكون بعض البطاقات محقة وفي وقتها، لكن الكثير منها كان مجانياً لأنه كان بالإمكان تفاديها.
مدربان جديدان
المرحلة الرابعة من الإياب أقصت مدربين عن الدوري فاستقال مدرب الحرية محمد نصر الله، ومدرب الساحل علي بركات.
إدارة نادي الحرية بادرت إلى تعيين لاعبها السابق علي الشيخ ديب مدرباً للفريق، الملاحظ أن كل مدربي الحرية هم من أبناء النادي وليس لهم تجارب تدريبية خارج نادي الحرية، حتى المدرب المصري أحمد حافظ فهو مجهول الهوية ولا يملك السجل التدريبي الجيد.
علي الشيخ ديب سيكون رابع مدربي الفريق، البداية كانت مع مقوم عباس ثم استقال بعد أسبوعين، خلفه المدرب المصري أحمد حافظ الذي درب الفريق في أربع مباريات واستقال بنهاية الأسبوع السادس، المدربان لم يحققا أي نقطة في هذه المباريات، محمد نصر الله استلم الفريق في الأسبوع السابع واستقال في نهاية الأسبوع الماضي وخاض مع الفريق تسع مباريات في الدوري نال فيها سبع نقاط، وخاض مع الفريق مباراتين في كأس الجمهورية ففاز على شرطة طرطوس 3/2 وخسر أمام شهبا بركلات الترجيح 6/7 بعد التعادل 1/1.
في كتاب استقالة محمد نصر الله أكد أنه قدّم كل شيء للفريق ولم يعد بإمكانه تقديم المزيد ويكفيه أنه نال مع الفريق سبع نقاط، وهو يفسح المجال أمام غيره ليتابع المهمة.
الساحل يشبه الحرية تماماً ولكنه يتقدم عليه بنقطتين، وهو على الصعيد الفني غير مستقر فتعاقب على تدريبه ثلاثة مدربين والرابع قادم لبقية المراحل.
المدرب الأول كان عساف خليفة وهو من اختار اللاعبين وجهز الفريق للدوري وخاض معه أول أربع مباريات نال منها أربع نقاط واستقال بنهاية الأسبوع الرابع، تعاقدت إدارة النادي بعدها مع المدرب محمد شديد الذي درب الفريق في ست مباريات ونال أربع نقاط أيضاً واستقال بعد نهاية الأسبوع العاشر، الخيار الثالث كان بالمدرب علي بركات وكانت له تجربة قصيرة مع الفريق في تجمع دوري الدرجة الأولى المؤهل إلى الدوري الممتاز واستطاع التأهل مع الفريق إلى الدرجة الممتازة، البركات استلم مع بداية المرحلة الأخيرة من الذهاب واستقال بنهاية رابع الإياب وحصل على نقطة واحدة.
الحرية والساحل يحتلان قاع الدوري وهما أكثر الأندية تهديداً بالهبوط، ويتحمل المسؤولية إدارة الناديين، لأن الواضح أن المدربين لا يتحملان مسؤولية النتائج، فكل ناد غيّر أربعة مدربين دون أن تتغير النتائج أو مسيرة الفريقين، فالأسباب ليست فنية بالمطلق، وربما هناك أسباب أخرى، وبكل الأحوال فإن تعيين المدربين هو من اختصاص الإدارة وعليها تحمل مسؤولية خياراتها.
أهداف قليلة
سُجل هذا الأسبوع تسعة أهداف فصارت أهداف مرحلة الإياب 33 هدفاً وهو أقل مما سجل في المراحل ذاتها من الذهاب بأحد عشر هدفاً وقد سجل في الذهاب 44 هدفاً، هذا التراجع في التسجيل يشير إلى ضعف الفاعلية الهجومية، والواقع أن الدوري يفتقد إلى الهدافين، فلم تقدم لنا المباريات أي هداف حتى الآن! وللعلم فإن الذي يتصدر قائمة الهدافين هو مهاجم أهلي حلب أحمد الأحمد وله ستة أهداف في خمس عشرة مباراة، فهل هذا الرقم طبيعي؟ والتسجيل في مباريات الدوري متفاوت، فمن سجل في هذه المرحلة كانوا غير الذين سجلوا في المرحلة التي قبلها، ونحن نجد في كل مرحلة مسجلين جدداً، والإحصائية تقول: أفضل المسجلين من الأندية نجد الفتوة وأهلي حلب ولهما خمسة أهداف، ثم حطين وتشرين ولهما أربعة أهداف، وجبلة والحرية وقد سجلا ثلاثة أهداف ولكل من الجيش والوحدة هدفان، وهدف واحد للوثبة والكرامة والطليعة والساحل، وهذا يدل على عقم هجومي خطير.
والملاحظ أن المسجلين كانوا من خطي الدفاع والوسط والمهاجمان الوحيدان اللذان سجلاهما عبد الرحمن الحسين من الفتوة وبراء ديار بكرلي من الساحل مع العلم أن هدف الأخير جاء من ركلة جزاء.
من ذكريات الوطن
الفتوة وتشرين تعادلا في مباراة الذهاب بهدفين لمثلهما، سجل للفتوة محمود البحر والمحترف جوزيف ماركوس وسجل لتشرين محمد البري وأيمن عكيل.
تعادل الكرامة مع أهلي حلب بهدف لمثله، سجل الكرامة أولاً عبر المحترف جوزيف أوبيد ياسو، وعادله أهلي حلب بهدف عبد الله نجار.
أيضاً تعادل جبلة مع الوثبة إنما بلا أهداف، الجيش فاز على الحرية بثلاثة أهداف نظيفة سجلها عبد الرزاق البستاني ومحمد الواكد هدفين، الطليعة فاز على الوحدة في الذهاب بهدفين نظيفين سجلهما المحترف عبدول هاولي وعدي حسون، وأخيراً فاز حطين على الساحل بهدف إبراهيم ديكو.
سيرياهوم نيوز1-الوطن