المعطيات والمعلومات الواردة من حركة حماس في الميدان وداخل قطاع غزة تشير الى ان قائد الحركة يحيى السنوار وكبار أركان كتائب عز الدين القسام يرفضون جملة وتفصيلا نقاش أي صفقة يمكن أن تؤدي إلى إذلال الحركة والمقاومة الفلسطينية أو المساس بحضورها وحاضنتها الإجتماعية.
ويبدو أن قرارات مركزية ومرجعية اتخذت داخل أطر الحركة في قطاع غزة بان لا تقدم تنازلات حيوية على اساس المبادئ او الملامح الاساسية في أي صفقة من أجل هدنة.
ومن المرجح أن قيادة الداخل في حركة حماس وفصائل المقاومة وبدعم من حركة الجهاد الاسلامي تحديدا طلبت من المفاوضين السياسيين في الخارج عدم التورط بصفقة يمكن ان تؤذي المقاومة أو لا تناسب حجم التضحيات التي دفعها الشعب الفلسطيني في غزة تحت مسوغات وذرائع لها علاقة بشهر رمضان المبارك.
ad
وطلب بشكل واضح من السياسيين المفاوضين إخراج شهر رمضان وما يمكن أن يحصل فيه من المعادلة والتركيز على أن صمود المقاومة في مسألة الضغوط عبر الوسطاء المصريين والقطريين وضغوط الولايات المتحدة مسالة أساسية في هذه المرحلة الصعبة والحسّاسة لكي تُحافظ المقاومة على حاضنتها الاجتماعية وليس العكس كما يقال.
وطُلب من المفاوضين أيضا تجاهل العناصر المرتبطة بمعركة رفح ايضا واخراجها من الحسابات مع الإبلاغ أن جاهزية فصائل المقاومة واضحة فيما يتعلق بمدينة رفح والاستعداد للدفاع عنها.
وفي نفس السياق يبدو أن التكتيك الميداني العسكري الذي قررت حركة حماس داخل قطاع غزة أنها مستعدة له أو مضطرة للتعاطي معه هو الخوض في حرب الإستنزاف بالرغم من كلفة التضحيات والدماء والحصار الاقتصادي.
ومن هنا أبرزت تقارير ميدانية الأنباء عن أن كتائب القسام وفصائل المقاومة قررت عشية شهر رمضان المبارك بعض التغييرات في قواعد الاشتباك مع جيش الاحتلال الإسرائيلي.
ومن بين القواعد المستجدة في هذا الاتجاه التركيز على الكمائن بصورة خاصة بهدف إدارة الموارد البشرية بصورة منتجة أكثر والوصول إلى معادلة تكتيكية عسكرية وأمنية تجعل كلفة التواجد العسكري الإسرائيلي في قطاع غزة مكلفة.
ويعني ذلك بلغة العسكريين تجنّب المواجهات المفتوحة والتركيز على الدفاع المحلي في بعض المناطق دون استنزاف القوة وقد أنتج هذا التكتيك الميداني ما راقبه الجميع في حي الزيتون.
وهي تجربة يُفترض أن يتم تعميمها بمعنى عدم استنفاذ قوى الأطقم العسكرية وتغيير قواعد الاشتباك ميدانيا لاستنزاف الاحتلال، وتبدو أجنحة القسام جاهزة لحرب استنزاف طويلة الأمد قد تمتد إلى عامين.
والتقارير الواردة من غزة تشير إلى أن فصائل المقاومة لاتزال تحتفظ بقدرتها الكبيرة على الاشتباك والسيطرة على الميادين وهو ما دفع القائد يحيى السنوار لإبلاغ القيادة السياسية وفقا لما نشرته صحيفة وول ستريت جورنال أن الإسرائيلي اليوم في المكان الذي تريده المقاومة.
والهدف هو منع السيطرة والتعامل مع الكمائن والإفلات من الغطاء الجوي الاستخباراتي للطائرات الإسرائيلية.
سيرياهوم نيوز 2_راي اليوم