مالك صقور
في مقدمة كتابه ” الإنسان موقف “، يقول محمود أمين العالم :” الإنسان هو أروع ثمار الحياة، وعقلها الواعي ، وقلبها المشتاق ، وحسها الفنان وإرادتها الفعًالة ..الإنسان في جوهره موقف. ”
أما في مقدمة الطبعة الثانية للكتاب نفسه ، فيقول عن السبب الذي دفعه إلى إصدار الطبعة الثانية من الكتاب ،
يقول: ” ليس السبب هو نفاد الطبعة الأولى… وإنما السبب الرئيسي هو ما يسود حياتنا الراهنة من خلل وتدهور وتدني، و تبعية في القيم والمواقف السياسية و الإقتصادية والاجتماعية والاخلاقية والفكرية والثقافية عامة ، فضلا عن غلبة روح اليأس والإحباط واللامبالاة والتخلف والجمود الفكري والاغتراب والعدوانية والفساد والابتذال والاستهلاك البذخي ، والفردية والانانية إلى جانب فقدان روح الابداع ” ..
ومع أن الطبعة الأولى صدرت في بيروت عام 1971 ، والطبعة الثانية صدرت في القاهرة عام 1994 ، إلَا أن كلام المرحوم المفكر محمود أمين العالم مازال طازجا ، وصحيحا ، مازال جديرا بأن يؤخذ به ، وكأنه يتكلم عن أيامنا هذه بالذات ، ومما تعاني منه الامتان
إن كان لهما وجود !!!
أجل …
الإنسان موقف … وحياة ( الإنسان) تتلخص ، وتذكر في أعماله ومواقفه . والتارخ
يشهد بالمواقف البطولية ، والمواقف الإنسانية ، والمواقف الأخلاقية . وبناء عليه ، كيف تقيم ياعزيزي القارئ موقف العرب والمسلمين من حرب الإبادة في فلسطين وغزة العزة ؟ وكيف تنظر إلى موقف الطيار الأمريكي آرون بوشنيل
الذي أضرم النار بنفسه احتجاجا على سياسة اميركا ودعمها للكيان الصهيوني الغاصب ، وقتل الأبرياء العزل من الأطفال والنساء والشيوخ .
انظر وقيّم موقف الطيارين زملاء وزميلات آرون شونيل واستمع الى كلامهم, وكيف حرقوا ثيابهم العسكرية – تضامناً مع زميلهم الذي حرق وأحرق البدلة العسكرية, وقد تمّ تكرار الجملة التي قالها قبل أن يضرم النار في ثيابه!
” لن أكون متواطئاً بعد الأن في الإبادة الجماعية ” وكان المكان – أمام السفارة الإسرائيلية .
أنظر واستمع يا عزيزي القارئ إلى خطاب الرئيس البرازيلي لويس لولا داسيلفا, استمع الى هذا الأجنبي, وكيف يتضامن مع الشعب الفلسطيني, وكيف يناصر فلسطين, فهذا هو موقف الانسان, الانسان , وليس موقف (حاكم) السلطة الفلسطينية, انظروا إلى موقف الشعوب الأوروبية وإلى مواقف خطباء المساجد في الوطن العربي.
أجل أيها السادة, الحياة موقف, والانسان موقف لا سيما في القضايا المصيرية, قضية وطن يُذبح مع شعبه من الوريد إلى الوريد ولن ينفع الندم فيما بعد, ولن ينفع عندما ستقولون:
” لقد أُكلت يوم أكل الثور الأبيض”
(خاص لموقع اخبار سورية الوطن-سيرياهوم نيوز)