آخر الأخبار
الرئيسية » الرياضة » قراءة في المرحلة الخامسة من إياب الدوري الكروي الممتاز … في المقدمة التنافس على مراكز الترضية قائم … في الهبوط: الوحدة والساحل والصراع مستمر بينهما

قراءة في المرحلة الخامسة من إياب الدوري الكروي الممتاز … في المقدمة التنافس على مراكز الترضية قائم … في الهبوط: الوحدة والساحل والصراع مستمر بينهما

ناصر النجار

 

حسم فريق الفتوة كل جدل حول صدارته لفرق الدوري الكروي الممتاز فوسع الفارق إلى عشر نقاط عن أقرب منافسيه حطين وإحدى عشرة نقطة عن تشرين وجبلة وبالتالي بات يلامس اللقب الثاني على التوالي وهو بحاجة إلى ثماني نقاط من الرصيد المتبقي ثماني عشرة نقطة، إن حازت بقية الفرق على كامل نقاطها.

 

وما أسعف الفتوة وأسعده أن كل خصومه فشلوا بتحقيق الفوز فخسر حطين في أكبر مفاجآت الدوري على أرضه أمام الساحل المهدد بهدفين لثلاثة وتعادل جبلة مع ضيفه الوثبة بلا أهداف، وتولى الفتوة إزاحة تشرين بلقاء قمة مباريات الجولة بالفوز 2/1.

 

الفتوة استحق صدارة الدوري فهو الأكثر تميزاً وتكاملاً بعناصره، وقد يكون النادي الوحيد المرتاح مالياً وهو ما أثر بشكل إيجابي على استقرار الفريق بكل شيء، حتى إن تبديل المدربين لم يكن له هذا التأثير الكبير، فأيمن الحكيم أوصل الفريق إلى صدارة مطلقة بفارق سبع نقاط والمدرب المساعد إسماعيل السهو نال نقاط أصعب مباراة مع حطين باللاذقية وقد حسمت هذه المباراة الأمور بشكل كبير، وجاء عمار الشمالي ليتابع ما أنجزه سابقاه.

 

حطين فريق جيد لكنه لم يكتمل النضوج ولعل الأمور الإدارية لم تساعده كثيراً فضلاً عن أن غياب الاستقرار الفني أثر سلباً على الفريق، فلم يقدم المدرب الحالي أفضل من سابقه.

 

أما تشرين فقد عاش فوضى إدارية عارمة إضافة لأزمات مالية كبيرة أثرت بشكل مباشر على عطاء الفريق، وجبلة كانت حدوده الطبيعية أن يكون في مربع الكبار فقط، هذه الفرق يحسب لها أن اجتهدت وحاولت ويكفيها شرف المحاولة.

 

مراكز الترضية

 

من الناحية النظرية لم ينته شيء في الدوري على صعيد اللقب أو الهبوط، فربما تأتي أحداث تغيّر خريطة الدوري رأساً على عقب، ومن هذه الأحداث عقوبة شطب النقاط، قد يكون البعض غافلاً عن هذه المادة الأساسية في لائحة الانضباط والأخلاق، لكنها لم تظهر حتى الآن، لأن أياً من المخالفات المرتكبة في الحالات السابقة لم تصل إلى ما يستوجب حذف النقاط، وبالتالي لابد من التنبيه على جميع الفرق لتدارك هذه الحالات وخصوصاً من الجمهور أو اللاعبين والكوادر.

 

أما من الناحية العملية فإننا نقول إن الفتوة يسير حتى الآن نحو لقبه الثاني على التوالي وخصوصاً أن أبرز منافسيه حطين انسحب من المنافسة بعد خسارته المفاجئة أمام الساحل، وتشرين أيضاً خسر قمة مباريات الجولة الماضية (كما ذكرنا).

 

وكذلك نجد جبلة الذي لم يملك نفس المنافسة نفسها بعد تراجع نتائجه في الإياب، فعجزه عن اختراق دفاع الوثبة وتسجيله ولو هدف الفوز جعل إمكانية المنافسة هذا الموسم تبدو ضعيفة جداً.

 

لذلك فإن المنافسة ستكون محددة على مراكز الترضية بين فرق الساحل الثلاثة حطين وتشرين وجبلة التي تشكل مع الفتوة مربع الكبار في الدوري الكروي الممتاز، والفرق الثلاثة قريبة من بعضها البعض في النقاط، ولأن موضوع احتلال أي فريق للمركز الثاني أو المركز الرابع هو موضوع معنوي وللأرشيف فقط وليس له أي أثر آخر، بل إن من يحتل المركز الثاني أو المركز العاشر سيكون على قدم المساواة، فلا ميزة لفريق على آخر، فكل هذه المراكز لا تؤهل لأي مشاركة أخرى، حتى المكافآت المالية التي يقدمها اتحاد الكرة للأندية في نهاية الدوري لا نجد فيها الفارق الكبير، وهذه إحدى ثغرات الدوري الكروي الممتاز، لأن الدوري بكل منافساته لا يتعدى الهدفين، الهدف الأول هو بطولة الدوري، والهدف الثاني هو تفادي الهبوط، وهذان الهدفان يجعلان بقية الفرق تتابع الدوري من على المدرجات فلا تهتم لبقية المباريات ولا تتعامل معها بجدية، لأنها فقدت الحافز على المتابعة وصارت المباريات بالنسبة لها تحصيل حاصل، فنالت بعض الفرق نقاطاً مجانية جراء هذا الوضع، ونحن هنا لا نتهم أي فريق بالتواطؤ، لكن انعدام الحافز بات يولّد شبهات كثيرة.

 

فكم من فريق نجا من الهبوط بسبب هذه الحالات، وكم من فريق هبط بسبب ظروف المباريات الأخيرة التي ظلمته ودفعته نحو الهبوط دفعاً، ودائماً نجد أن المراحل الأخيرة من الدوري مملوءة بالمباريات التي ترسم العديد من إشارات الاستفهام وهذا أمر بحاجة إلى ضبط.

 

اتحاد كرة القدم يعرف كل ذلك ويتعامل مع هذه المباريات على مبدأ «أذن من طين وأذن من عجين»، وقد يكون هذا هو الأسلم، لأنه لو تعامل بمبدأ الشبهات لوجدنا أن نصف الأندية هبطت إلى الدرجة الأدنى بقرارات انضباطية، لذلك فإن اتحاد الكرة يتجنب الصدام مع الأندية بمثل هذه المباريات التي ترسم معالم الشبهات، لكنه قادر على ضبط هذه المخالفات مسبقاً من خلال المكافآت التحفيزية التي يمكن رصدها مسبقاً، فعندما تكون هناك فروق مالية ملحوظة، بين أصحاب المراكز ستجتهد الفرق للوصول إلى أفضل مركز، وبعيداً عن المال فيمكن منح الفرق المتقدمة امتيازات تخص الدورات والانتقالات، وربما الإعفاء من بعض الرسوم والغرامات، ومهما يكن شكل هذه المكافآت والميزات فالمفترض أن يفكر اتحاد الكرة بوضع ضوابط عديدة منها ما تكون صارمة ومنها ما تكون على شكل إغراءات، وهذا كله سيصب في مصلحة الدوري الكروي الممتاز ليصبح أكثر نظافة ونزاهة.

 

تفادي الهبوط

 

الخسارة التي تعرض لها الحرية أمام فريق الجيش جعلت وضع فريق الحرية أكثر تعقيداً وأكثر صعوبة من ذي قبل، ويمكن أن يكون موضوع هبوطه إلى الدرجة الأولى مسألة وقت، وهذا واضح بعرف المراقبين والمتابعين، ودائماً كنا وما زلنا نقول إن الهبوط ليس نهاية الدنيا، لكن المفترض أن يشكل الهبوط درساً للفريق ليعرف أين أصاب وأين أخطأ؟

 

والحقيقة التي لا تغيب عن بال أحداً أن فريق الحرية عاش أوقاتاً فيها الكثير من الاضطراب وعدم الاستقرار الإداري وعجزاً مالياً حاله كحال أغلب الأندية، صحيح أن بعض الأندية تغلبت على العجز المالي، إلا أن الحرية لم يستطع ذلك لوجود عوامل أخرى كثيرة أغرقت الفريق في غياهب الظلمات رغم محاولاته الجادة لتفادي المصير الأسود المحتوم، اليوم فريق الحرية وقع عقداً مع مدربه الجديد علي الشيخ ديب لمدة عام ونصف العام، وبدأ الفريق ينتهج الأسلوب الأفضل من خلال الاعتماد على أبناء النادي وخصوصاً الشباب منهم، وهذه الفكرة يمكن البناء عليها وخصوصاً أن الفريق غني بالمواهب الشابة، ومنافسته على قمة دوري الشباب والدوري الأولمبي تجعلنا ندرك أن نادي الحرية خزان مهم لهذه المواهب بقواعد قوية وناضجة، ورأينا في الفترة الأخيرة أن فريق الرجال بات يعتمد على العديد من شبانه، ربما لم تسعفهم الخبرة في هذه المباريات، لكن حتماً إن استمر الفريق على هذا المنوال، فإنه سيعود مستقبلاً إلى الدوري الممتاز قوياً ومنافساً كما كان في السابق عندما حاز البطولات ووقتها كان أحد روافد كرتنا بخيرة مواهبها ونجومها.

 

وبالفعل فإن كرتنا والدوري باتا بحاجة إلى تجديد دمائهما، وهذه الفكرة بدأت في نادي أهلي حلب وها هو الحرية يتبعه والكرامة بات يعتمد على نصف فريق من الشباب إلى جانب المخضرمين، وإن دخل ناد أو آخر على هذا الخط، فسينتج عنه تخفيض كبير بالأسعار الاحترافية، لأنه بوجود جيل جديد من اللاعبين فإن أشباه المحترفين لن تكون لهم كلمة مسموعة أو شروط موضوعة.

 

ظاهرياً فإن التنافس على البطاقة الثانية المقررة للهبوط ستكون بين الوحدة والساحل والفارق بين الفريقين نقطتان لمصلحة الوحدة.

 

الموازنة في الحقيقة صعبة للغاية، والموضوع متعلق بجدية الفرق الأخرى عندما تواجه الفريقين، فإن دخلت المجاملات بعض المباريات فلن يكون للحسابات أي تأثير.

 

المباريات القادمة للفريقين متوازنة من ناحية قوة الخصوم وصلابتهم، الساحل يمتاز عن الوحدة بأنه سيلعب أربع مباريات على أرضه، بينما يلعب الوحدة ثلاث، ورغم أن الثالثة مع الفتوة تعتبر على أرض الفتوة إلا أن الملعب واحد.

 

الساحل سيستقبل على ملعبه فرق الوحدة والكرامة والطليعة وتشرين وسيلعب خارجها مع أهلي حلب والجيش، وإذا حسبنا أن الساحل سيفوز بجميع مبارياته على أرضه فإنه سيصل إلى النقطة 24، وهذا الموقف سيحتم على الوحدة الفوز بأربع مباريات ليحافظ على فارق النقطتين، الوحدة سيستقبل على أرضه الوثبة وجبلة ويلعب خارجها مع الساحل وتشرين والحرية، وكما قلنا فإن الفتوة بين بين.

 

الخطوة الأولى في النجاة ستكون مباراة الأسبوع القادم بين الساحل والوحدة، وهي مهمة جداً لرسم معالم بقية المباريات، ونحن نقول: إن الخطوة الأولى لنجاة الساحل تتلخص بالفوز على الوحدة ولا شيء غير ذلك، فالفوز سيرفعه فوق الوحدة بفارق نقطة، وهذا أولاً، وفي حال تعادل الفريقان في النقاط في نهاية الدوري فإن جداء المباراتين لمصلحة الساحل وهو مهم جداً، الوحدة سيجتهد لينجو من هذه المباراة لأنها ستكون أكبر مباراة يواجهها من ناحية القوة والضغط الجماهيري، وقد يكون التعادل مرضياً إلى حد ما للوحدة، لكن الفوز سيكون مرضياً أكثر لأنه سيبعده عن الساحل بفارق خمس نقاط وهذا الأمر إن تحقق سيحبط الساحل وبالتالي سيكون أقرب للهبوط.

 

على العموم لن نخوض الكثير من التفاصيل في شأن الهبوط، وندع الأمر إلى ما بعد مباراة المسمار بين الساحل والوحدة، وعلى ضوء نتيجتها سيكون لنا حديث آخر.

 

سيرياهوم نيوز1-الوطن

x

‎قد يُعجبك أيضاً

أرسنال يتفوق على نوتينغهام فورست بثلاثية نظيفة

وضع أرسنال حدا لسلسلة إخفاقاته المتتالية في الدوري الإنجليزي، وتغلب على ضيفه نوتينغهام فورست بثلاثية نظيفة، السبت، على ملعب “الإمارات”، ضمن منافسات الجولة الثانية عشرة ...