ناصر النجار
كل الأنظار ستكون موجهة هذا الأسبوع إلى طرطوس لمتابعة لقاء المسمار بين الساحل والوحدة لتجنب إحدى بطاقتي الهبوط، الحرية الأقل حظاً من هذا الخطر يقابل الوثبة في حمص والأمل بفوز معنوي لعل وعسى تبتسم له الجولات القادمة.
في المقدمة حسم الفتوة موضوع الصدارة بنسبة كبيرة وسيواجه الطليعة في حماة في مباراة إثبات الوجود للطليعة واستمرار الانتصارات للمتصدر.
المنافسة في الوقت الحالي ستكون على مراكز المقدمة، وأكثر من فريق يزاحم على مركز الوصيف لينال جائزة الترضية هذا الموسم، وأبرز المباريات ستكون في اللاذقية بين تشرين وجبلة وهما متساويان في النقاط ويبتعدان عن حطين بفارق نقطة، حطين سيحل ضيفاً على أهلي حلب ويطمح صاحب الأرض ليعزز نقاطه ليقترب من نادي الكبار فالجولات القادمة قادرة أن تحقق أحلامه بعيداً عن مراكز الوسط.
في دمشق لقاء كبير بين الجيش والكرامة وكلاهما يتنافس في منطقة الوسط ويحرص على مركز أفضل ونقاط أكثر، فتاريخهما الناصع لا يشفع لهما بما قدماه من مباريات وحققاه من نتائج، ولابد من حركة يستعيد فيها الفريقان جزءاً من كرامة الماضي ويحفظان بها وجهيهما من سوء النتائج والمراكز.
هذا الأسبوع وهو السادس إياباً سيكون الأخير في هذا الشهر، وسيتوقف الدوري أسبوعين أو ثلاثة نتيجة التوقف الدولي، وسيغادر منتخبنا بعد أيام من نهاية مباريات هذه المرحلة ليواجه منتخب ميانمار في لقاءين الأول في أرضها والثاني على أرضنا المفترضة في السعودية، وبعدها يتم استكمال المراحل الخمس الأخيرة ليكون ختام الموسم كما هو مقرر في الشهر الخامس، وأعتقد أن هذا الموسم لن تتجاوز مبارياته نهاية الشهر الخامس بكل المسابقات، فدوري شباب الأولى بقي منه مباراتان، ودوري شباب الممتاز في مراحله الأخيرة وسيكون الشهر الرابع نهاية مبارياته، أما دوري الدرجة الأولى فقد أتم ذهاب الدور النهائي، ويتبقى منه الإياب والمباريات الفاصلة، والختام أيضاً في الشهر الرابع، ودوري السيدات انطلقت مرحلة الإياب منه، ومبارياته قليلة ولن تتعدى الشهر من الآن.
أما كأس الجمهورية فجدول مبارياته يسير بشكل جيد عبر برنامج مباريات متوازنة، وقرر اتحاد كرة القدم إقامة دور الثمانية يوم الجمعة بعد القادم في فترة التوقف الدولي، وخصوصاً أن الفرق المشاركة ليس لديها لاعبون مشاركون مع المنتخب الوطني باستثناء عدد بسيط جداً عبارة عن لاعب واحد في الفتوة والوحدة وتشرين، الطليعة أنهى دور الـ16 يوم الإثنين الماضي بالفوز على الهلال من الدرجة الأولى بهدف نظيف وبذلك أنهى مغامرة الهلال الذي سبق أن أخرج الكرامة من الكأس في دور الـ32 عندما فاز عليه بهدفين لهدف واحد.
الفرق الثمانية المتأهلة للدور القادم سبعة منها من الدرجة الممتازة، وفريق واحد من الدرجة الأولى وهو فريق شهبا، والقرعة أوقعته بمواجهة تشرين، بينما الطليعة سيواجه الفتوة، من هنا نجد أن تشرين بطل الكأس سيدافع عن لقبه أمام شهبا وربما هذه المباراة هي الأسهل على تشرين ليصل إلى نصف النهائي، وبالطبع فإن حلمه اليوم بعد ضياع لقب الدوري التعويض بالكأس وهو حلم يراود حطين وأهلي حلب اللذين سيتقابلان في هذا الدور وسيودع أحدهما المسابقة، المباراة الرابعة ستجمع الوثبة مع الوحدة ومن حقهما التفكير بشكل جدي في اللقب، وفي خضم هذه الآمال والأحلام علينا ألا ننسى أن الفتوة بطل الدوري يسعى هذا العام للجمع بين اللقبين، لذلك سيكون منافساً قوياً ومزعجاً لكل الفرق، الملاحظ أن مباراتي الدوري غداً التي ستجمع أهلي حلب مع حطين وتلك التي سيلتقي فيها الطليعة مع الفتوة، ستتكرر في الجمعة التي تليها، إنما بمسابقة الكأس، وهي مصادفة نراها حاصلة في بعض المواسم بشكل ضيق.
أحداث كثيرة
ثلاثة أحداث مهمة جرت في مباريات الأسبوع الذي انقضى ويمكن التعليق عليها.
أولها: ما جرى في لقاء الفتوة وتشرين من أخطاء تحكيمية كانت مؤثرة في مجريات المباراة ونتيجتها، فمقيّمو الحكام المحايدون ومنهم من خارج البلاد أقروا صحة ركلة الجزاء التي لم يمنحها الحكم لتشرين، وكانت نتيجة المباراة تشير إلى التعادل السلبي، وثانياً مدافع الفتوة يوسف الحموي كان يستحق الإنذار الثاني وبالتالي الطرد، لكن الحكم (طنش) عن هاتين الحالتين، فضلاً عن حالات أخرى، وهذا يؤكد أن تحكيمنا ليس بخير، وأن الكثير من القرارات أجهضت جهود فرق كثيرة، بل إن البعض يعتقد لو أن التحكيم كان جيداً لتغيرت مواقع الفرق على سلم الترتيب على غير ما نراه اليوم.
الحالة السلبية هي بالتصرف غير المنطقي الذي بدر عن المدرب المساعد محمد اليوسف ومن مدير الفريق حمدو السلمان، وكادا أن يورطا الفريق بالانسحاب عدا اعتراضهما الشديد على التحكيم، أما التصرف الإيجابي فكان بالدور الذي لعبه رئيس النادي بإسكات الجمهور الذي استجاب له، وبمنع أي مخالفة كاد أن يرتكبها الفريق عبر الانسحاب أو الاحتجاج الذي يخلّف عقوبات النادي بغنى عنها.
ثانيها: ذهول مشجعي حطين وهم يرون فريقهم يجرّ أذيال الخيبة بخسارته المفاجئة أمام الساحل، والجميع دخلوا المباراة وفي ذهنهم الفوز وتحقيق النقاط، وخصوصاً أن آمال المنافسة على اللقب كانت ما زالت قائمة بنسبة معقولة.
لكن ما رآه الجمهور من أداء سيئ من اللاعبين جعل البعض يتهم الفريق ومدربه بالتخاذل، فقام الجمهور بشتم فريقه والمدرب ورماهم في نهاية المباراة بعبوات المياه كرد فعل ساخط على الأداء الذي أدى إلى الخسارة المؤلمة التي تجرع مرارتها الجمهور، بغض النظر عن كل ما حاق بالمباراة من أقاويل واتهامات وتحليل فإن جمهور النادي أوقع الفريق بعقوبة انضباطية جديدة، وقد بات فريق حطين وجمهوره يحقق الرقم الأعلى من ناحية العقوبات الانضباطية والغرامات المالية، وهذا أمر مؤسف للغاية.
ثالثة الحالات جرت في مباراة الكرامة مع أهلي حلب، وكانت مملوءة بالأحداث، وعلى العموم كانت المباراة متشنجة ومفتوحة من الطرفين وغنية بأهدافها، يحسب لنادي أهلي حلب أنه عاد للمباراة في الشوط الثاني فأدرك التعادل بعد أن كان متأخراً في نهاية الشوط الأول بهدفين لهدف، لكن الملاحظ وقوع لاعبيه بالبطاقات الصفراء الكثيرة والتي أسفرت عن خروج لاعبين اثنين بالحمراء آخر الوقت وهما المدافع إبراهيم الزين والمهاجم النيجيري شادراك، وحتماً سيفتقدهما الفريق في المباراة القادمة مع حطين، ومع ذلك فلا خوف على الأهلي لأن دكته الاحتياطية مملوءة باللاعبين الشبان المواهب.
جمهور الكرامة تشنج أكثر من مرة من قرارات الحكم التي اعتبرها ليس بمصلحة فريقه فكان رده بالشتم ورمي أرض الملعب بالعبوات المائية الفارغة وهذه التصرفات تسببت بغرامات مالية كبيرة على النادي، لكون مثل هذا العمل لم يكن الأول من جمهور الكرامة وسبقته حالات مماثلة.
في المباراة كان مدرب الكرامة على المدرجات يتابعها لنيله الإنذار الثالث، وطارق الجبان دوماً متحمس ودوماً معترض على الحكام الذين يشهرون البطاقات الصفراء بوجهه، الكرامة يمر بمرحلة انتقالية وحسب إستراتيجية النادي فإن هذا الموسم هو بناء لفريق المستقبل، لذلك نجد أن الفريق يشارك معه العديد من اللاعبين الشبان، وهناك كما قيل نقص في بعض المراكز، لكن مشكلة الفريق الكبيرة أنه غير موفق في التسجيل، والفرص المباشرة التي أهدرها لاعبوه كانت كثيرة ولو سُجل نصفها لكان وضع الفريق على جدول الترتيب في المقدمة وبين الكبار، وهذا سر التعادلات الكثيرة التي انتهت إليها مباريات الفريق وقد بلغت ثمانية تعادلات أي إنه تعادل في نصف مبارياته، الكرامة بالدرجة الأولى ينقصه هداف ولو وفق في صيد هداف سواء من صفوفه أو من خارج النادي فإن الفريق سيكون له شأن آخر بقية هذا الموسم وفي المواسم الأخرى القادمة.
ميزان المباريات
في طرطوس أصعب المباريات وأكثرها أهمية لأنها ستغير الكثير من الحسابات في عملية الهبوط، الوحدة يتقدم على الساحل بفارق نقطتين، لذلك يأمل توسيع الفارق كهدف رئيس أو الحفاظ عليه من باب أضعف الإيمان، أما الساحل فهو لا يقبل إلا بالفوز وهو أمر يضعه في عين الاعتبار لتكون خطوته الأولى نحو النجاة وخصوصاً أنه يواجه خصمه المباشر في مباراة النقاط المضاعفة وهي مصيرية لكلا الطرفين، فوز الساحل يرفعه عن الوحدة بفارق نقطة، وبالتالي سيتم النظر في معركة النجاة إلى غيرها من المباريات.
الساحل فاز على الوحدة في دمشق بهدفي سامر السالم وشادي الحموي وهو يتطلع إلى تكريس هذا التفوق أما الوحدة فلاشك أن رد اعتباره من هذه الخسارة يوصله إلى كل الأهداف.
حساسية المباراة لا تجعل خسائرها مركبة وصعبة وعلى جمهور الفريقين أن يتعاملا مع أحداثها بوعي وهدوء بعيداً عن التشنج والعصية.
الحرية يواجه الوثبة من باب الحفاظ على آخر آماله ورد اعتباره من الخسارة القاسية في الذهاب بأربعة أهداف مقابل هدف واحد، وقد سجل هدفه محمد اليوسف، بينما سجل أهداف الوثبة وائل الرفاعي ثلاثة أهداف والرابع ثائر الشامي.
الوثبة في الإياب ليس على ما يرام وهو بنقاطه لن يكون يوماً ما في مأمن من الخطر إن استمر إقلاع الساحل والوحدة وحازا النقاط الكثيرة، لذلك قد تكون نقاط هذه المباراة إن تحققت نقاط أمان للوثبة، وقد تزيد من فسحة الأمل للحرية إن طبّ منافسوه في مباراتهم بالتعادل.
الفتوة في حماة يواجه الطليعة، من الآن سيبحث الفتوة في مبارياته عن الخروج بأقل الخسائر، ولا يريد أن يشوه صدارته بالخسارة، لذلك سيبقى تعامله مع كل مباراة حسب ظروفها وحسب طبيعة الفريق الذي سيواجهه، بكل الأحوال الطليعة ليس على ما يرام، لكنه لن يقبل بالاستسلام أمام المتصدر وقادر على إزعاجه كما فعل في ذهاب الموسم الماضي عندما فاز بدمشق 2/1، كل شيء قابل للتحقيق ومتوقع، لكن هل سيكون الطليعة قادراً على فعل مفاجأة كبيرة؟ في الذهاب فاز الفتوة بثلاثة أهداف نظيفة سجلها: محمود البحر وكرم عمران وأحمد الحسين.
حطين الوصيف سيحل ضيفاً على أهلي حلب، حطين يريد النهوض من كبوة الساحل حتى يرضي جماهيره، وحتى يحافظ على مركزه وصيفاً، وصاحب الأرض مهتم بالتقدم درجات نحو الأمام وسيكون خصماً صعباً لحطين وعينه على نقاط المباراة، لا ضغوط كبيرة في المباراة، والمفروض أن تكون المباراة مفتوحة على أداء سلس وجميل، حطين أغرق الأهلي بمباراة الذهاب بفوز كبير بلغ أربعة أهداف مقابل هدف وحيد، وسجل له سعد أحمد وديكو هدفين وبارازا الهدف الرابع وأضاع حسين جويد ركلة جزاء، على حين سجل لأهلي حلب أحمد الأحمد، فهل ستكون مباراة الغد فرصة ليرد فريق أهلي حلب اعتباره.
في اللاذقية قمة كبيرة بين تشرين وجبلة، فضلاً عن حسابات الدوري وكلاهما يتطلع نحو الوصافة ورصيدهما من النقاط واحد 28 نقطة، إلا أن للمباراة حسابات خاصة على مستوى المحافظة وزعامتها، لذلك ستكون المباراة مثيرة بأعلى درجات التنافس وسيحاول تشرين رد اعتباره من خسارته مباراة الذهاب بهدف عبد الرحمن بركات.
آخر المباريات على ملعب الجلاء بين الجيش والكرامة، والمفترض أن تكون المباراة جميلة ومتكافئة، التنافس فيها سيكون بلا تشنج، وهي فرصة للكرامة للحاق بالجيش والتفوق عليه، وفرصة أيضاً للجيش لتوسيع الفارق والدخول قرب منطقة الكبار، في مباراة الذهاب تعادل الفريقان بهدف لمثله، سجل للجيش أسامة أومري وأدرك الكرامة التعادل آخر الوقت بهدف تامر حج محمد.
سيرياهوم نيوز1-الوطن