الرئيسية » كتاب وآراء » الأسئلة البديهية المستحيلة….

الأسئلة البديهية المستحيلة….

 

باسل علي الخطيب

هذه السلسلة من المقالات هي مجموعة من الأسئلة و التساؤلات البسيطة و البسيطة جداً انطلاقاً من حقائق علمية صارت بمثابة البديهيات، مع بعض محاولات الإجابة على هذه الأسئلة….
نحن لا ندعي أننا نعرف، نحن نسأل حتى نعرف، نحن نحاول طرح الأسئلة الصحيحة، هذا من جهة، أما من جهة أخرى فنحن لا نعتبر أن ما نسمعه من هنا و هناك أنه حقائق أو مسلمات، أياً كان المصدر، نوظف الشك في محاكمة أية معلومات، فأما أن ننتهي إلى القبول أو الرفض…..

لدينا بعض العلم و الكثير من العقل و البصيرة و الاستقراء ما يمنحنا الحق و الجرأة و القدرة على محاكمة الأمور، لسنا محكومين بعقدة (الخواجة) الغربي الذي لا ينطق عن الهوى، و إن كنا لا نمتلك أدواته المادية و التي نعوض بعض نواقصها بأدواتنا اللامادية، و لدينا قناعة مطلقة أن ما يتم تقديمه من اكتشافات أو فتوحات علمية ليس بريئاً، و أن ذاك ذو مقاصد غير علمية البتة بالدرجة الأولى، و له مقاصده السياسية و الاقتصادية و العنصرية و الاهم مقاصده الدينية و اللادينية، و أن أي (كشف علمي) يتم الإعلان عنه له ظرفه التاريخي، أو بكلام آخر أن توقيت الإعلان عنه يكون محسوباً بدقة و مقصوداً….

قد يثير هذا الكلام أعلاه بعض الضحك و بعض السخرية، لاباس، ولكن ما أريده من كلامي أن تفكروا خارج الصندوق، أن تفكروا بطريقة غير نمطية، نحن أشخاص علمانيون إلى أبعد الحدود، و لن نتواضع في هذا المقال، فعندنا بعض علوم الرياضيات و الفيزياء و الفلك وماورائها ما يجعلنا قادرين على طرح الأسئلة المناسبة، أكرر : الأسئلة المناسبة، وتلك الأسئلة ليست من باب التعجيز، و لايعني طرحنا إياها أننا لانعرف الإجابة على بعضها، إنما ذلك هو من مبدأ إطلاق عنان العقل للتفكر خارج القوالب الجاهزة، و لا يغرنكم (البهرجة و التزويق) و جمال الصورة أياً كانت و حسن تسويقها……

سبق وكتبت مقالاً عن نظرية الأكوان المتوازية، و نظرية الأوتار الفائقة التي أتت داعمة لها، قلنا أن هذه النظرية ظهرت للعلن بعد أن تبين أن نظرية الكون الواحد الناتج عن انفجار عظيم لنقطة لامتناهية الكثافة والكتلة والصغر، هذه النظرية مع كل ما رافقها من تفصيلات ناتجة عن محاكاة حاسوبية، أفضت إلى وجود تصميم بارع للكون، وكأن الكون يملك وعياً، أنه كان يجهز كل الظروف المناسبة لظهور الحياة منذ الثواني الاولى التي تلت الإنفجار العظيم، تلك الحياة التي ظهرت بعد مليارات السنين…
هذا أفضى إلى النتيجة القطعية التالية: أن خلف التصميم البارع للكون يوجد مصمم عبقري، أفضت نظرية الكون الواحد الناتج عن الانفجار العظيم إلى إثبات وجود اللّه، تلك النتيجة لم تعجب اكثرية المجمع العلمي العالمي، ومن خلفه السياسي والثقافي، فكان أن ظهرت نظرية الأكوان المتوازية كرد عليها و لدحض فكرة وجود الخالق….

قد يقول قائل أن ذاك المجمع العلمي ومن ضمنه ناسا، قد قدموا للبشرية الكثير من الخدمات، هذا صحيح، وقد قال لي أحدهم ذلك وهو يفند كلامي، وأردف ببعض السخرية: و نحن مازلنا نبحث عن الماء بعيداً عن الرمان…..
حسنا يا صديقي، هذا ملعبنا، تخصصنا الأساس هو الدراسات الجيوهندسية و الدراسات المائية، و نفذنا في هذا المجال العديد من المشاريع، و أنجزنا عشرات الدراسات، و لنا في ذلك كتباً و مقالات و أبحاث….
هل تعرفون أيها السادة أن هامش الخطأ في البحث عن المياه بواسطة عود الرمان أقل منه لو استعملنا الأجهزة الجيوفيزيائية أو الأجهزة الصوتية؟؟.. أو استعمال أساليب الاستشعار عن بعد؟….

لا تغرنكم غرابة و تعقيدات التسميات، نقول كلامنا هذا عن تجربة و دراية و عمل على الأرض، و إياكم أن تعتقدوا ولو للحظة أن طريقة عود الرمان شعوذة و سحر، بل هي طريقة على أسس علمية واضحة، و أقل تعقيداً من الأسس التي تقوم عليها الطرق الجيوفيزيائية و الصوتية و غيرها….. و سيكون لنا مقال مفصل عن هذه الطريقة لاحقاً…..:

لطالما كانت الطبيعة بخيلة، و المادة الموجودة في كوكب الارض هي هي، هي فقط تتحور من طور إلى طور، أي أن لكل دقيقة من الدقائق مكانها و مهمتها، لاتوجد ولو ذرة زائدة أو ناقصة، وكل القوانين التي نعرفها قامت على هذه الحقيقة، و عليه لماذا كل هذه الكمية الهائلة و الهائلة و الهائلة جداً من المادة الموجودة في الكون؟ ما ضرورة وجودها؟…
أليس سؤالاً يُسأل؟…..

أنا أتحدث عن تلك الصور التي تعرضها ناسا لكوننا، ومنها الصور الذي التقطها المرصد المسمى (جمس ويب)، تلك الصور التي قالوا عنها انها ذروة العبقرية البشرية، قالوا إن الصورة تظهر لقطة للمجرات التي تكونت قبل أكثر من 13مليار عام، أي بعد فترة وجيزة من الانفجار العظيم…
هكذا قالوا – وكأن نظرية الانفجار العظيم صارت مسلمة علمية – عدا عن ذلك كيف أمكن تحديد هذا العمر : 13مليار عام؟؟؟!!…

الكلام يعني عملياً أن الضوء قد قطع مسافة ما خلال 13مليلر عام، وبما أن سرعة الضوء معروفة، فيكون عليهم معرفة المسافة حتى يحددوا الزمن المذكور أعلاه، نحن نتحدث عن مسافة هائلة وهائلة جداً، كيف قاسوا هذه المسافة حتى حسبوا الزمن؟ نحن نتحدث عن ابسط قوانين الفيزياء، أي المعلومتين كانت قبل الأخرى؟ المسافة أم الزمن؟ وان كنا لا نعرف، ارجو ان تخبرونا إن كانت هناك طريقة أخرى، وانا اقول مؤكد أنه لاتوجد طريقة أخرى…
قد يجيب البعض أنه توجد الطريقة الفلانية أو الفلانية….
خذوا علماً، لاتوجد طريقة تم ترويجها لإجراء هكذا حسابات إلا ويكتنفها الغموض والنقص وأحياناً الضعف….

عدا عن ذلك ارجو ان يعطيني أحد ما إجابة شافية على السؤال التالي، كيف أمكن لهم تحديد عمر الكون ب 14مليار عام؟ أنا ما زلت أسأل أسئلة بسيطة، ولاتستهينوا بالأسئلة البسيطة، فلطالما كانت قناعتي ان محك الأمور العلمية المعقدة هو الأسئلة البسيطة التي تبدو للوهلة الأولى بديهية حتى أنه لا أحد يسألها…. ليس لأن اجابتها واضحة بل العكس….

قرأت في مقال يتحدث فيه العلماء من ناسا عن الصور التي التقطها المرصد جيمس ويب، قالوا إن الصور تبين لأول مرة بدقة كبيرة ظاهرة التأثير العدسي الجذبوي او الثقالي…
هذه الظاهرة نشرحها بالكلمات البسيطة التالية، اذا كانت هناك كتلة ضخمة جدا من المادة فهي ستقوم بلوي الزمكان، و ستقوم بلوي الضوء الذي يمر بقربها….
ظاهرة التأثير العدسي الثقالي تمكننا من رؤية أجسام سواء كانت نجوم أو مجرات لايمكن رؤيتها بشكل مباشر لأنها تقع خلف نجوم أو مجرات أخرى، لكن عندما ينحني الضوء القادم منها بسبب الاجسام الضخمة التي تحجبها بسبب انحناء الزمكان، فهذا سيمكننا من رؤيتها…
حسناً، إذا كان الضوء ينحني، هذا يعني أنه يقطع من مصدره مسافة أطول، وبالتالي يكون حساب المسافة المباشرة حتى مصدر الضوء غير دقيق، وبالتالي تحديد الزمن غير دقيق أبداً، أليس الكلام منطقياً؟ أتراني أطرح ألفاظاً معقدة؟ نحن مازلنا نطرح أسئلة بسيطة….

عدا عن ذلك وحيث ينحني الضوء، هذا يعني أننا نستطيع وباستعمال تلسكوبات بسيطة أن نرى سنوات حياتنا السابقة، وقد نستطيع رؤيتها بالعين المجردة…
هل سبق وطرح على انفسكم أحد هذا الاستنتاج؟…
قولوا لي أن هذا ليس صحيحاً، واعرف انكم ستقولون ان هذا غير ممكن، لانكم ستنقضون تلك النتيجة التي تقول إنه لايمكن لأي جسم أن يتجاوز بسرعته سرعة الضوء، والتي هي أضحت بمثابة مسلمة علمية…

أريد أن أشير إلى نقطة مهمة، نستعمل في اللغة العربية كلمات هي الضوء والضياء والنور، وهي قولاً واحداً لاتحمل نفس المعنى، وقد ذُكرت في القرآن الكريم، ولايوجد في القرآن الكريم ترادف، فهي إذن تحمل معاني مختلفة…
هل من استنتاجات أو أسئلة جديدة؟؟…

ثم ماالذي يمنع أن يتجاوز جسم ما سرعة الضوء؟…
أقصد مالمانع العلمي؟….
يقولون إن ذلك يعني أنك ستعود بسنين حياتك إلى الخلف، وماذا في ذلك؟ ثم هل هذا يعني الجسد أيضاً؟…
لن تجد إجابة وافية….

قد يقول البعض، لماذا إذاً كل تلك التلسكوبات والأجهزة ومراكز الأبحاث والعلماء وكل تلك التكاليف؟…
تلك لها أجابتها ولكن المقال قد طال، وتذكروا مازلنا في المستوي الاول للإبضاح…..
مع احترامنا الشديد لكل الأراء على اختلافها وتنوعها……

يتبع…..
(موقع سيرياهوم نيوز ٢)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

هل يعلن ترامب الحرب على الصين؟

نور ملحم في وقت يستعد فيه الجيش الأمريكي لحرب محتملة ضد الصين، ويجري تدريبات متعددة لمواجهة ما سُمي بـ«حرب القوى العظمى»، بدأت بكين في بناء ...