قال الجيش الإسرائيلي، الثلاثاء، إنه اغتال 50 فلسطينيا واعتقل 180 في مستشفى الشفاء غرب مدينة غزة منذ إعادة اقتحامه فجر الاثنين، زاعما أن الشهداء “مسلحين”.
وقال الجيش في بيان أرسل نسخة منه للأناضول: “يستمر نشاط قوات الجيش وجهاز الأمن العام (الشاباك)، وقوات وحدة 13 للكوماندوز البحري، ومجموعة القتال التابعة للواء 401 بقيادة الفرقة 162، في منطقة مستشفى الشفاء”.
وزعم أنه “تم منذ بداية العملية قتل 50 مسلحا فلسطينيا واعتقال 180 مشتبهًا بهم”، قائلا إن “معارك تدور وجهًا لوجه” بين قواته ومقاتلين فلسطينيين.
في المقابل، اعتبرت حركة “حماس” الثلاثاء، أن استمرار إسرائيل في هجومها على مشفى الشفاء ومحيطه بمدينة غزة محاولة للتغطية على “إخفاقها” في تحقيق أهدافها العسكرية.
وقالت الحركة في بيان، إن العملية العسكرية الإسرائيلية على مستشفى الشفاء ومحيطها وقصف المنازل الذي نتج عنه ارتقاء شهداء وجرحى “محاولة صهيونية للتغطية على إخفاقها في تحقيق أي من أهدافها العسكرية التي أعلنت عنها”.
وأضافت: “الاحتلال يستأنف استمراره باستهداف المدنيين الآمنين تنفيذا لمخططه المعلن بتهجير أبناء شعبنا عن أرضهم”.
وحذرت الحركة من استمرار استهداف إسرائيل للمدنيين والمراكز الطبية المحمية بموجب القانون الدولي.
ودعت في بيانها جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الاسلامي والأمم المتحدة “الى التحرك الجاد والعاجل لوقف المجزرة الصهيونية المستمرة ضد مستشفى الشفاء، والأطفال والمدنيين العزّل الذين يتعرّضون للتجويع والإبادة على أيدي النازيين الجدد من الصهاينة المحتلّين”.
بدوره، أعلن المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، الثلاثاء، سقوط 250 مدنيا فلسطينيا بين شهيد ومصاب جراء استهداف الجيش الإسرائيلي أمس الاثنين، مجمع الشفاء الطبي غربي مدينة غزة.
وقال المكتب في بيان: “أثناء اقتحام الجيش الإسرائيلي مجمع الشفاء الطبي الاثنين، أطلقت القوات النار والقذائف والصواريخ بكثافة تجاه المرضى والنازحين والمدنيين الأمر الذي أدى إلى استشهاد وإصابة أكثر من 250 مدنيا، كما أحرقوا بعض المرافق داخل المستشفى”.
وأضاف: “شارك في عملية اقتحام مجمع الشفاء الطبي المئات من جنود الاحتلال المدججين بالسلاح والكلاب البوليسية وعشرات الدبابات والطائرات المُسيّرة والمروحية”.
وتابع: “تلقينا معلومات ميدانية عن إعدام جيش الاحتلال لعدد من الأطفال من بين الذين تم إعدامهم من المدنيين والمرضى والنازحين (في مجمع الشفاء ومحيطه)”.
واعتبر أن اعتراف الجيش الإسرائيلي بارتكاب “مجازر دموية” وإعدام 50 مدنيا واعتقال 200 آخرين في مجمع الشفاء الطبي ومحيطه، “جريمة حرب واضحة وانتهاك فاضح للقانون الدولي”.
وحمل المكتب، إسرائيل والإدارة الأمريكية والمجتمع الدولي “المسؤولية الكاملة عن هذه المجزرة المُروّعة التي حذَّرنا من ارتكابها في ساعات الاقتحام الأولى”.
وطالب المنظمات الأممية والدولية كافة، ودول العالم الحر بـ”التدخل الفوري والعاجل لوقف حرب الإبادة الجماعية ووقف العدوان على قطاع غزة والذي يستهدف المدنيين والأطفال والنساء تحديداً”.
ودعا المؤسسات الصحية حول العالم إلى إدانة هذه “الجرائم المتسلسلة” التي ترتكبها إسرائيل بحق المستشفيات والمؤسسات الصحية والرامية إلى القضاء تماماً على القطاع الصحي.
ومنذ أمس يواصل الجيش الإسرائيلي عملية عسكرية بمدينة غزة، تضمنت اقتحام مستشفى الشفاء، رغم وجود آلاف المرضى والجرحى والنازحين بداخله، فضلا عن نحو 70 ألف فلسطيني يقيمون في المناطق المحيطة.
واقتحمت قوات إسرائيلية مستشفى الشفاء أول مرة في 16 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي بعد حصاره لمدة أسبوع، ثم انسحبت منه بعد 8 أيام جرى خلالها تدمير ساحاته وأجزاء من مبانيه ومعداته الطبية، بالإضافة إلى مولد الكهرباء.
من جهة ثانية، أشار الجيش الإسرائيلي إلى استمرار توغلاته وسط القطاع وفي منطقة القرارة بمدينة خانيونس جنوب القطاع.
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 تشن إسرائيل حربا مدمرة على قطاع غزة خلفت عشرات الآلاف من الضحايا المدنيين معظمهم أطفال ونساء، وكارثة إنسانية ودمارا هائلا بالبنية التحتية، وهو ما أدى إلى مثول تل أبيب أمام محكمة العدل الدولية بتهمة “الإبادة الجماعية”.
سيرياهوم نيوز 2_راي اليوم