أحمد يوسف داود
لم يَكنِ (التَّكريمُ) يَوماً هدفاً بِذاتِهِ لِشَخصٍ يَحتَرمُ نفسَهُ، ولا حِكْراً على أَحدٍ عِندَنا ممّنْ اشتَغَلوا، أو يَشتَغِلونَ، بالكِتابةِ التي يَدلُّ فيها الكاتِبُ على ذاتِهِ، وعلى ما هوَ مُنشَغِلٌ بِهِ من مَشاغِلَ: كالقَضايا الهامّةٍ التي تَمَسُّ مَصالِحَنا ذاتَ الطابَعِ الوَطنيِّ خاصّةً، ومَصالِحَ بَقيَّةِ الدُّولِ العَربيّةِ بِشكلٍ عامّْ، وبِكَيفِيّاتِ ماقد يَتِمُّ بهِ وُجوبُ التَّعامُلِ العَربيِّ المُتبادَلِ إيجابيِّاً: بهِ أَوْ مَعَهْ!.
وبِبَساطَةْ، إِنَّ التَّكريمَ لايَجِبُ أنْ يَخضَعَ لِلهَوى، بَلْ هوَ حَقٌّ لِمَنْ يَستَحِقُّهُ وَفْقاً لِمَعاييرَ أَساسُها القِيمَةُ الفِعليّةُ لِما تَركَهُ من آثارٍ إبْداعيّةٍ مُؤثِّرةٍ، أو دائِمةِ التّأْثيرِ بالأَحْرى، على الأَجْيالِ الّتي تَتَوالى، ويَتَوالى مَعَها تأثيرُها الإيجابيُّ المُتَجدِّدُ الباقي على أَجيالٍ وأَجْيالْ، فلا تَكونُ – بالتالي – خاضِعةً لِما هُوَ منْ إِملاءِ الهَوى العابِرْ، ولا مِمّا هو بِلا قِيمةٍ مُمَيَّزةٍ أوْ مُتَميِّزةٍ عنْ سِواها.. إلى آخرِ مايُمكِنُ تَعدادُهُ مِنْ شُروطٍ تُلزِمُ مانِحيها بالكَثيرِ أو بالعَديدِ مِنَ التَّوْصيفاتِ الّتي أًهّلتْ كلَّ مَمْنوحٍ للمَنْحْ!.
أَمّا المَنْحُ ذاتُهُ فَيجِبُ أَنْ تُذكرَ أَسبابُهُ ولَوْ بإيجازْ، كَما إنّهُ لايَجِبُ أنْ يَكونَ مُقتَصِراً على ذِكرِ اسمِ المَمْنوحِ على تَقديمِ اسْمِهِ لَهُ منقوشاً على رُقعَةٍ منَ الجيلاتينِ المُقوًّى..وكَفى!.
بالطَّبعِ، أنا لاأُريدُ تَسجيلَ مَآخِذَ على أَحدٍ في اليَومِ الأوَّلِ للنَّشاطِ الشَّبيبِيِّ الذي نَعتَزُّ بإقامتِهِ في طَرطوسْ، كَما إنّني أَتمنّى النّجاحَ منْ أَعْماقِ القَلبِ لهذا النّشاطِ الذي فَرِحتُ لبِدايَتِهِ الهامَّةِ والناجِحَةِ جِدّاً في تَقديري، ويُؤسِفُني أَنّني كنت مُضْطَرّاً للعَودَةِ إلى قَريَتي لأَسْبابٍ خارِجَةٍ عنْ إِرادَتي، مُتَمَنِّياً دَوامَ التَّألُّقِ لشَبابِ سوريَّةَ العَربيَّةِ.. معَ أطْيبِ تَحيّاتيَ النّابِعةِ منَ القَلبِ لِهذا المَهرَجانِ ولابنَةِ الأخِ القيّمَةِ عَلَيهْ، ولِجَميعِ المُشارِكاتِ والمُشارِكينَ فيهْ!.
(خاص لموقع اخبار سورية الوطن-سيرياهوم نيوز)