مجلة “ذي إيكونوميست” البريطانية تتحدث عن “جوع قذائف” حاد تعاني منه أوكرانيا في ظل بقاء مشروع قانون الدعم الذي تقدمت به الإدارة الأميركية رهينة للسياسة الانتخابية، وتشير إلى أن محنة أوكرانيا تشمل النقص في صواريخ الدفاع الجوي والدبابات، وفي الجنود أيضاً.
رأت مجلة “ذي إيكونوميست” البريطانية أن وجهة النظر التي كانت سائدة في وقت سابق من هذا العام، بشأن وصول الحرب في أوكرانيا إلى طريق مسدود بعد فشل الهجوم الأوكراني المضاد، تعدّ الآن متفائلة، في ظل احتمال مثير للقلق باختراق هجوم روسي كبير جديد الدفاعات الأوكرانية والوصول إلى عمق البلاد.
وفي الحديث عن الأسباب، أكدت المجلة أنّ أوكرانيا تعاني من “جوع القذائف” الحاد، بعد ما تركه حظر حزمة الدعم العسكري لإدارة الرئيس الأميركي جو بايدن من عواقب مباشرة على ساحة المعركة، بالإضافة إلى فشل خطة الاتحاد الأوروبي في تقديم أكثر من نصف مليون قذيفة كان قد وعد بتسليمها بحلول هذا الشهر.
وأشارت المجلة إلى أنّ استخدام أوكرانيا للطائرات المسيّرة ليس إلا تعويضاً جزئياً عن نقص القذائف، لافتةً إلى أن الطائرات المسيّرة لا تستطيع تركيز النيران بالطريقة التي تستطيع بها المدفعية فعل ذلك.
وأكدت المجلة أنّ روسيا تطلق ما لا يقل عن 5 قذائف مقابل كل قذيفة أوكرانية، حيث تنتج روسيا الآن نحو 3 ملايين قذيفة مدفعية سنوياً، بينما تتوقع أوروبا أن تكون قادرة على إنتاج 1,4 مليون قذيفة فقط سنوياً بحلول نهاية عام 2024.
واعتبرت “ذي إيكونوميست” أنّ مشروع قانون الدعم الذي تقدمت به إدارة بايدن يظل رهينة للسياسة الانتخابية، في حين لم ترتقِ أوروبا إلى مستوى التحدي إلا متأخرة، مشيرةً إلى أن أفضل احتمال لتخفيف مما تعانيه أوكرانيا على صعيد التسلّح يتلخص في المبادرة التي تعمل عليها الحكومة التشيكية منذ بدء الحرب.
وأضافت المجلة أنّ التشيك جابوا العالم بحثاً عن إمدادات من الذخائر لأوكرانيا وحصلوا حتى الآن على نحو 800 ألف قذيفة، وقامت ألمانيا وهولندا والدنمارك وكندا ودول أخرى بتخصيص الأموال للمساعدة في دفع ثمنها.
وأشارت المجلة إلى أنّ هناك نقصاً في أنواع أخرى من الذخائر، حيث تعاني أوكرانيا من انخفاض خطير في عدد صواريخ الدفاع الجوي الاعتراضية، كما تحتاج بشكل عاجل إلى المزيد من الأسلحة لضرب أهداف في شبه جزيرة القرم، بعد أن استهلكت نسبة كبيرة من صواريخ “كروز” التي تبرعت بها بريطانيا وفرنسا، وفي ظل تمسك المستشار الألماني أولاف شولتس بموقفه من توريد صواريخ “توروس” الألمانية.
وأكدت المجلة أنّ أوكرانيا تعاني من نقص في الدبابات وغيرها من المركبات القتالية، حيث ينتظر أن تتمكن الولايات المتحدة من إرسال مئات مركبات برادلي القتالية المتوقفة من دون الحاجة إلى المزيد من الأموال من الكونغرس.
ورأت المجلة أنه يتعين على أوكرانيا أن تتحمل المسؤولية عن تباطؤها في تجنيد المزيد من الجنود، حيث يصل متوسط أعمار القوات الأوكرانية العاملة على الخطوط الأمامية إلى 43 عاماً، ويجري القائد الجديد للجيش، ألكسندر سيرسكي، عملية تدقيق لمعرفة السبب وراء مشاركة 300 ألف جندي فقط في القتال من أصل جيش قوامه 900 ألف جندي.
وفي المقابل، لا تجد روسيا صعوبة كبيرة في تجنيد الجنود المتعاقدين، مع تدفق ثابت لنحو 30 ألف جندي جديد إلى الجبهة كل شهر. وفي أعقاب الانتخابات الرئاسية، أعلن وزير الدفاع الروسي عن تشكيل جيشين جديدين، الأمر الذي سيتطلب ما بين 300 ألف إلى 400 ألف جندي إضافي.
كما رأت الصحيفة أنه ليس لدى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عذر في التأخر في بناء التحصينات الدفاعية، بعد أن أظهر الروس في الصيف أن المدافعين في هذه الحرب لهم اليد العليا عندما يعملون من خطوط مُجهزة جيداً.
وختمت الصحيفة بالقول “في الوقت الحالي على الأقل، يبدو الجمود هو السيناريو الأفضل بالنسبة لأوكرانيا”.
سيرياهوم نيوز٣_الميادين