غانم محمد
لستُ (ضليعاً) في قراءة الواقع بدقّة، أو مستشرفاً بـ (المستقبل) فأضع صوره وأنسج تفاصيله، لكني مواطن واقعيّ جداً، آلمني الواقع الذي وصلنا إليه، وأخشى المستقبل (الموعود) على الرغم من وردية الحروف التي تنسجه!
نحن، هذا الشعب الخارج (جزئياً) من حربٍ لم تأتِ إلا على الفقراء فيه، ولم يتكفّل بـ (فاتورتها) إلا الفقراء، وكان الوعدُ أن يحظى من حارب دفاعاً عن بلده، ومن قدّم من الليرة حتى الروح والولد، بشيء مما يمكن تسميته مجازاً (غنائم حرب)، لكن هذا لم يحصل، ومازال دفع الفاتورة الوطنية مقتصراً على ذات الشريحة من أهل هذا البلد الطيبين.
سأقتنع أنّ هناك تغييراً إيجابياً مدروساً سيحصل إن استطاعت حكومتنا الحالية، أو من ستأتي، ومجلس الشعب، وكل الجهات المعنية، أن تصون المواطن من الإهانة أمام نفسه، وأمام أبنائه، وأمام محلات الفروج والحلويات، وفي كلّ مكان يتواجد فيه.
وسأقتنع أن الأمور تمشي في الاتجاه الصحيح، عندما يزيدون حجم الدعم الصحي لحامل بطاقة التأمين الصحية بعد الإحالة على المعاش بدلاً من سحبها منه بطريقة (مخجلة)
وعلى ذكر بطاقات التأمين، فإنه عند كل تجديد عقد بين الجهة التي ينتمي إليها الموظف وشركة التأمين تغيب الخدمة لفترة ليست قليلة!
لن أطلق العنان للتشاؤم، ولكن من ينسى الوعود الكثيرة التي أُطلقت ولم تترجم على أرض الواقع يعذر خوفنا، ويبرر قلقنا، ولن ننتقل إلى الضفّة الأخرى إلا إن أينع الثمر فيها!
الحديث الآن عن زيادة رواتب قادمة مكرر في أكثر من مكان، وقد يتحول إلى حقيقة، لكن ثمة نقاط تجب مراعاتها، وهي أن الزيادة عندما تكون بنسب مئوية تزيد المسافة بين رواتب الفئات المختلفة، وبالتالي أن تكون الزيادة (كتلة نقدية موحدة) هو أقرب للعدل!
ويبقى الأهم من وجهة نظري، وهو إن العودة إلى الإنتاج، وتصحيح أوضاع السوق المحلية، إنتاجاً وتسعيراً وقدرة شرائية، أهمّ بكثير من زيادة الرواتب، لأن المجتمع السوري ليس موظفين فقط!
(خاص لموقع سيرياهوم نيوز)