دينا عبد:
يميل البعض في الأول من نيسان كل عام إلى اللعب بأعصاب أصدقائه من باب (حس الفكاهة)، فهناك الكثيرون ممن حرصوا على إطلاق كذبة أو إشاعة في الأول من نيسان، وهناك من يطلق “النكات” ويخادع من حوله وفي النهاية يعترف لهم أنها مجرد كذبة ليس أكثر.
تلحق أذى
وبالرغم من أن هناك من يصاب بالأذى من جراء هذه الكذبة إلا أن بعض الأكاذيب التي يتلقاها الناس في أول نيسان تنقل غماً ونكداً حيث أصبح إتقان الكذب كبيراً لدى البعض ومن الصعب حتى تخيل أنه كذب .
أخصائية صحة نفسية: يجب الحذر.. قد تترك آثاراً نفسية خطيرة
تروي صباح (ربة منزل) ما حدث مع أحد أقاربها الذين قاموا بإبلاغ إحدى قريباتها من خلال الهاتف أن ابنها المسافر الذي يدرس في الخارج قد وافته المنية، وأخذت المكالمة كل أشكال الجدية حتى في طريقة العرض وأسلوب الكلام فلم تتمالك الأم نفسها وهبط قلبها وأصيبت بالإغماء؛ ولكن عند التحري والاتصال تأكدت الأسرة أن ابنها بخير؛ وعندما أفاقت الأم في المستشفى أخبروها بأنها كانت (كذبة نيسان) التي كادت تخسر حياتها بسببها من دون أن يعلموا من أطلق تلك المزحة غير المعقولة أوالمقبولة.
عادة سنوية
ويشير محمد (طالب جامعي) إلى أن كذبة نيسان أصبحت عادة سنوية اعتاد عليها الكثير من الأشخاص، فقد أصبحوا يتذكرون الأول من نيسان جيداً نتيجة مواقف وحوادث سارة ومحزنة في هذا اليوم.
ويبدو أن نبيل (مندوب مبيعات) تعرض للعديد من المقالب في نيسان وعنها يقول: في العام الماضي عندما اتصلت بي إحدى الشركات اخبرتني أنني فزت بالجائزة الأولى لمسابقة تنظمها وأن جائزته سيارة موديل العام طرت من الفرحة وذهبت إلى موقع الشركة لتسلم السيارة لأكتشف أنها كذبة نيسان ومداعبة من صديقي الذي استطاع أن يحبك الكذبة جيداً ويتنكر حتى في صوته عندما أبلغني بالفوز.. فشعرت بالإحباط بعد أن فرحت بالجائزة المزعومة، أما المقلب الثاني فكان قبل عامين عندما اتصل به صديقه في الصباح وأخبره بأنه سينتظره في المساء لتناول العشاء في الفندق الفلاني وعليه أن لا يتأخر لأنه سيجد مفاجأة سارة وصديقاً لم يره منذ فترة طويلة؛ وحان الموعد وذهب إلى الفندق وأخذ ينتظر وصول صديقه ومن معه حتى رن جرس النقال ليسمع صوت صديقه ضاحكاً ويقول له :تعيش وتأكل غيرها (اليوم أول نيسان).
توخي الحذر
بدورها أوضحت أخصائية الصحة النفسية د. غنى نجاتي أن كذبة نيسان عادة ما تكون لكسر الرتابة المعيشية لبعض العائلات التي يكون لديها توتر أو حواجز جليدية كبيرة فتلجأ إلى الدعابة في هذا اليوم،ولكن يجب الحذر من أي دعابة نقوم بها مع أشخاص قد يكون لديهم حساسية لهكذا مواضيع أو ردات فعل تؤدي إلى ارتفاع أو انخفاض بالضغط، فهناك أشياء يعتقد الشخص أنها لطيفة أو دعابة إلا أنها قد تترك أثاراً نفسية على الشخص، فالإنسان الذي لديه حكمة عليه أن يختار استجاباته السلوكية لأنه يعرف أن الأثر الذي يتركه سيؤثر على الآخرين وهو غير قابل للانعكاس (لأنها كذبة نيسان) مهما لجأ الشخص إلى الاعتذار لأن هناك شرخاً نفسياً وكدمات نفسية أثرت عليه بشكل أو بآخر وقد ترافقه طيلة فترة حياته الباقية.
سيرياهوم نيوز٣_تشرين