| عبد الفتاح العوض
السوريون هذه الأيام يعيشون مزيجاً عجيباً من الاهتمامات بقضايا مختلطة ومتعددة منها ما يبدو من صغائر الأمور، ومنها ما هو فعلاً من كبائر الأمور.
هذا المزيج بين اهتمامات السوريين جعل الكثير في حيرة فهل يمكن أن نهتم بالحصول على جرة غاز.. ونهمل بتحرير مناطق النفط وحقول الغاز في سورية.
هل يمكن مثلاً أن يكون همك واهتمامك إنجازاً في لعبة كرة قدم فيما يمكن أن تتجاهل وضع المشافي والأدوية.
هل يمكن أن تركز على وقف الهدر في استهلاك الخبز.. ولا نهتم مثلاً بأحوال حقول القمح.
هل يمكن أن تركز على ربحية معامل دون أن تراعي دخل الناس.
فكرة أن تهتم بشيء وتهمل شيئاً آخر مهما كان صغيراً هي فكرة غير منطقية أبداً.. لكن أن تتساوى الأولويات وحجم الاهتمام بالصغائر وغير الصغائر فهو أمر لا يمت للمنطق بصلة ولا يعتبر أمراً مفيداً لأحد كما أنه لا يقدم حلاً للصغائر ولا لغيرها.
الفكرة الأساس التي أريد أن أطرحها أن حل المشاكل الأساسية هو أفضل طريقة لحل المشاكل الناتجة عنها.. هي الفكرة البسيطة المتمثلة بمعالجة المرض وليس أعراضه.
وفي الحوارات الدائرة في سورية هذه الفترة نحتاج إلى التركيز على هذه النقطة.
المرض الاقتصادي يتمثل بقلة الإنتاج وقلة الإيرادات وضعف الأداء.
أعراض المرض كثيرة من ربطة الخبز إلى انقطاع الكهرباء إلى مشاكل الأدوية والصحة وصعوبة النقل، وضعف الرواتب وكثيرة الأعراض التي لا يمكن التخلص منها إلا إذا عالجنا الأمراض المزمنة.
عمليات إطفاء الحرائق في هذا القطاع أو ذاك أو إعطاء مسكنات مؤقتة أو حتى مهدئات لا تحل المشكلة طويلاً وسرعان ما سنواجه المشكلة بصورة أكثر حدة.
بصراحة دعونا نركز على آليات معالجة المرض الاقتصادي الأساسي من هنا نبدأ بحل المشاكل الأخرى.
أريد هنا أن أضع موضوع الدعم كجزء من القضايا التي نوقشت طويلاً ويبدو أننا الآن في مرحلة جديدة كلياً في موضوع الدعم ولكن طرح موضوع الدعم النقدي على طاولة النقاش مجدداً هو بداية صحيحة جداً.
الدعم النقدي له مزايا إيجابية لعل إحداها أن تخفف من حالات الفساد التي تظهر مع أي سلعة يكون لها أكثر من سعر بالسوق.
ومع أهمية هذا الموضوع إلا أنه أحد أعراض الأمراض الاقتصادية التي نعيشها.
ثمة كتاب صغير اسمه لا تهتم بالصغائر.. وكل الأمور صغائر!!
أقوال من كتاب لا تهتم بالصغائر
– إن أصررت على الصغيرة صارت كبيرة.
– سلم بالحقيقة الحياة ليست مثالية.
– يجب أن تفهم أن كونك على حق ليس أهم من أن تكون سعيداً.
– كف عن إلقاء اللوم على الآخرين.
(سيرياهوم نيوز1-الوطن)