آخر الأخبار
الرئيسية » كتاب وآراء » جميل السيد :الى المتباكين على السيادة والتفرد بقرار الحرب والسلم

جميل السيد :الى المتباكين على السيادة والتفرد بقرار الحرب والسلم

 

 

 

كتب النائب اللواء جميل السيد على صفحته على منصة x (تويتر سابقا) يقول:

 

‏بمناسبة الضجة والتباكي على سيادة الدولة والتفرُّد بقرار الحرب والسلم…

 

سأفترض، كرجل دولة يتعاطى السياسة ويكره الطائفية، بأنّه لا يحقّ لأي فريق أن يتفرّد بقرارات تؤدي إلى إنعكاسات على المستوى العام للبلد،

وسأفترض أنّ حزب الله قد تفرّد بقرار فتح الجبهة الجنوبية ضد إسرائيل لمساندة غزة من جهة ولتقديره بأن إنتصارها السهل هناك سيجعلها تستسهل ضرب المقاومة في لبنان لاحقاً او على الأقل سيجعلها تمتنع عن الانسحاب من النقاط الحدودية المحتلة وسيجعلها تتمادى بخروقاتها البريّة والبحرية والجوية عدا عن إسقاطها حق العودة ل ٤٢٥ الف لاجئ فلسطيني في لبنان…

 

صحيح من حيث المبدأ والأصول، إنّ مواجهة مختلف الأخطار ولا سيما الاسرائيلية هو من صلاحية الدولة وجيشها وليس من صلاحية حزب او طائفة،

* فهل فعلت الدولة ذلك عندما سيطرت المنظمات الفلسطينية على الجنوب بين ١٩٦٨ و١٩٨٢؟!

* وهل دافعت الدولة عن كل لبنان عندما إجتاحته إسرائيل من جنوبه حتى العاصمة بيروت في عام ١٩٨٢؟!

* وهل دافعت الدولة عن أرض الجنوب وأهله وحدوده منذ إحتلال اسرائيل في عام ١٩٧٨ إلى عام ٢٠٠٠؟!

* وهل أجبرت الدولة إسرائيل على الانسحاب من ١٣ نقطة حدودية لا تزال تحتلها منذ حرب تموز ٢٠٠٦ إلى اليوم؟!

* وهل منعت في أي وقت الخروقات الجوية والبرية والبحرية عن سماء لبنان وبحره وبرّه؟!!

* وهل كانت الدولة بمفردها قادرة على إسترجاع القسم الأكبر من حقل قانا لو لم تدعمها المقاومة؟!

كلا، لم تفعل الدولة أيّاً من هذا سوى الإستنكار والشكوى على ابواب مجلس الامن الدولي…

 

بالمقابل،

ولتذكير معظم المتباكين اليوم على سيادة الدولة والتفرّد بالقرار:

* من الذي تفرَّدَ بقرار الحرب الاهلية عام ١٩٧٥ ودمّر لبنان ودولته تحت شعار التقسيم بحجة الفلسطيني؟!

* من الذي تفرّد بتأييد الاجتياح الإسرائيلي للبنان عام ١٩٨٢ وصولاً إلى بيروت وإستفرد بالسلطة؟!

* من الذي تفرّد في فتَح الحرب على الجبل والشوف حتى شرقي صيدا وسبّب تدمير القرى وتهجير المسيحيين منها؟!

* من الذي تفرّد بقرار الحرب بين القوات اللبنانية الجيش اللبناني في المنطقة الشرقية بين ١٩٨٩ و ١٩٩٠ ؟!

* من الذي تفرّد بقرار إدخال النازحين السوريين عشوائياً إلى لبنان منذ ٢٠١١؟!

* ومن تفرّد بقرار إدخال بواخر السلاح والذخائر إلى سوريا عبر موانئ الشمال؟!

* ومن الذي تفرّد بقرار منع الجيش اللبناني من٢٠١٢ إلى ٢٠١٦ من تنظيف جرود عرسال من الارهابيين معرضاً الجيش للخطف والقتل والإذلال؟!

* ومن الذي تفرّد بقرار ارسال الوفود الحزبية والنيابية لدعم صمود الإرهاب في عرسال وجرودها، لولا أن عاد الجيش اللبناني ونظّفها مع حزب الله إثر تولي العماد عون للرئاسة عام ٢٠١٦؟!

 

يعني،

أن تتفرد بقرار الحرب الاهلية وتدمّر الدولة وتقسّم بلدك وتهجّر وتقتل آلاف اللبنانيين،

ثم أن تُصْدروا قانون عفو عن أنفسكم وتُنشئوا وزارة مهجّرين للتعويض على من دمرتم منازلهم وهجّرتموهم،

فهذا عمل سيادي وليس تفرُّداً بالقرار !!

 

أمّا في غياب الدولة وإنقسامها الذي يشلّ الجيش، إذا تفرّدت مقاومة لبنانية لمواجهة إحتلال إسرائيلي وإسترداد أراضٍ يحتلها في الجنوب وحماية بشر وردع عدو عن انتهاكات وخروقات يومية وتذكيره بوجود لاجئين لن يوطّنهم لبنان،

فهذا تفرُّد ينتقص من سيادة الدولة!!

 

بالخلاصة،

أن يقتل ويقصف ويخطف اللبناني أخاه اللبناني ويدمّر القرى وينهب الدولة ويفلّس الناس فهذا قرار سيادي،

أمّا أن تقاوم عدوّ أهلك وبلدك فهذا تفرُّدٌ بالقرار !!

عاشت إسرائيل مرتاحة بيننا…

 

 

 

 

 

سيرياهوم نيوز٣_الحورا نيوز

x

‎قد يُعجبك أيضاً

هل يعلن ترامب الحرب على الصين؟

نور ملحم في وقت يستعد فيه الجيش الأمريكي لحرب محتملة ضد الصين، ويجري تدريبات متعددة لمواجهة ما سُمي بـ«حرب القوى العظمى»، بدأت بكين في بناء ...